اتهامات للرئاسة اليمنية بـ"خذلان" مأرب.. والبرلمان يدعو للنفير العام

اتهامات للرئاسة اليمنية بـ"خذلان" مأرب.. والبرلمان يدعو للنفير العام

15 فبراير 2021
مخاوف من سقوط مأرب بيد الحوثيين (فرانس برس)
+ الخط -

دعا نائب رئيس البرلمان اليمني، محسن باصرة، مساء الإثنين، الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادة الدولة ومكونات الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً إلى إعلان النفير العام قبل سقوط مأرب في أيدي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).

وجاءت الدعوة، وسط انتقادات واسعة، شنها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي على الرئاسة اليمنية، تنديداً بما وصفوها بـ"المواقف المتخاذلة" إزاء المعركة المصيرية في مأرب التي تتعرض للأسبوع الثاني على التوالي لهجمات حوثية مكثفة بهدف اجتياحها.

وقال باصرة، في بيان صحافي، نشره على "تويتر": "التاريخ لن يرحمنا إذا دخل الحوثيون مأرب، فهم يجهزون لذلك ومستميتون رغم خسائرهم الكبيرة".

وطالب المسؤول اليمني، قيادة الدولة بـ"توحيد صفوف مكونات الشرعية، والابتعاد عن الكيد والمناكفات الإعلامية، لافتاً إلى أن الوقت يتطلب اجتماعاً عاجلاً لمجلس الدفاع الوطني لاتخاذ قرارات عاجلة"، في إشارة إلى أرفع هيئة عسكرية بالبلاد يرأسها رئيس الجمهورية.

وأشار باصرة إلى أنه مطلوب من مجلس الدفاع الوطني "إعلان النفير العام وإمداد القوات بمأرب بالعتاد والذخيرة وتحريك الجبهات الأخرى، وتجهيز قوات بعتادها من المناطق العسكرية الأولى والثانية والرابعة لمساندة مأرب"، في إشارة للألوية العسكرية التابعة للشرعية التي ترابط في حضرموت وعدن ولا تخوض أي معارك خلال الوقت الراهن.

ولفت نائب رئيس البرلمان، إلى أن تحريك قوات إضافية من المناطق المذكورة، سيعمل على "تحويل المعركة من الدفاع إلى الهجوم".

وهذه ليست الدعوة الأولى التي يطلقها مسؤول يمني، حيث دعا رئيس مجلس الشورى، أحمد عبيد بن دغر، في وقت سابق، الحكومة الشرعية للتحرك قبل فوات الأوان.

ومنذ بداية المعارك، قبل أكثر من أسبوع، اكتفى الرئيس اليمني بالظهور إعلامياً في برقيات التعازي، وكان آخرها، مساء الإثنين، عندما نشرت له وكالة "سبأ" الرسمية برقية عزاء في مقتل قائد "اللواء 203 مشاة"، العميد محمد العسودي، في معارك صرواح بمأرب.

ودشن ناشطون ومسؤولون يمنيون، مساء الإثنين، انتقادات للرئاسة، طالبت بتحريك المعارك ضد الحوثيين في كافة الجبهات.

ودعا مستشار وزير الدفاع اليمني، يحيى أبو حاتم في تغريدة على "تويتر"، قيادة الشرعية والتحالف السعودي الإماراتي، لإلغاء اتفاق استوكهولم الخاص بالحديدة وتحريك الجبهات وعدم التعامل مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث.

واعتبر أبو حاتم، عدم صرف مرتبات الجيش الوطني المرابط بالجبهات ودعمه بالأسلحة بأنه خيانة، لافتاً إلى أنه "لا شرعية بعد مأرب ولا أمان لمنابع الطاقة والملاحة البحرية والجوية بعدها".

على الصعيد الميداني، قال بيان للجيش اليمني، إن عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين سقطوا في معارك جبهة صرواح التي استعرت منذ مساء الأحد، وذلك بعد إحباط كافة هجماتهم باتجاه مواقع القوات الحكومية.

وأشار البيان إلى أن مليشيا الحوثيين "زجت بأكثر من 15 نسقاً من مجاميعها في محاولة التقدم بجبهة صرواح، لكنه تم التصدي لها جميعاً بمساندة ضربات التحالف بقيادة السعودية".  

وأقرت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين بوقوع 13 غارة للتحالف على مناطق صرواح ومدغل، بالتزامن مع 7 غارات على مناطق متفرقة في المناطق الحدودية التي تربط اليمن مع السعودية في محافظة صعدة، شمالي البلاد، دون الكشف عن حصيلة الخسائر البشرية. 

وشيعت جماعة الحوثي، اليوم الإثنين، 19 عسكرياً في صنعاء، بينهم عدة قيادات تحمل رتبة عميد وعقيد، في رقم كبير يكشف حجم النزيف الذي تتعرض له جراء معارك مأرب.

وفي السياق، أعرب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، عن قلقه الشديد إزاء التصعيد العسكري الحاصل في مأرب وتداعياته المحتملة على الأوضاع الإنسانية.

وقال لوكوك، في تغريدة على "تويتر"، إن أي هجوم عسكري على مأرب، سيضع نحو مليوني مدني في خطر ونزوح مئات الآلاف، كما سيؤدي إلى "عواقب إنسانية لا يمكن تصورها".

وفيما أشار إلى أنه سيقدم إحاطة في مجلس الأمن الدولي يوم الخميس القادم حول وضع مأرب، دعا المسؤول الأممي إلى التهدئة.