اتهامات لجنود إسرائيليين بتنفيذ اعتداء خطير على معتقل في سدي تيمان

19 فبراير 2025
سجن هشارون شديد الحراسة شمال شرقي تل أبيب، 23 فبراير 2014 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قدمت النيابة العسكرية لائحة اتهام ضد خمسة جنود احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهمة الاعتداء الخطير على معتقل فلسطيني في منشأة "سديه تيمان"، حيث تعرض المعتقل للعنف الشديد، بما في ذلك الطعن بأداة حادة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
- ينتمي الجنود المتهمون إلى "القوة 100"، حيث قاموا بأنشطة غير تقليدية في منشأة الاعتقال، بما في ذلك عمليات تفتيش للمعتقلين، وتعرض المعتقل للاعتداء الجسدي الشديد.
- جمع جيش الاحتلال أدلة كثيرة، بما في ذلك وثائق طبية وتسجيلات فيديو، بينما أكد محامو الدفاع عن الجنود المتهمين أن التهم ستسقط عنهم.

قدّمت النيابة العسكرية، اليوم الأربعاء، لائحة اتهام ضد خمسة جنود احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة الاعتداء الخطير على معتقل فلسطيني كان محتجزاً في منشأة "سديه تيمان"، أحد أفظع المعتقلات الإسرائيلية التي احتُجز فيها سكان من قطاع غزة، منذ بداية الحرب، حيث جرى احتجازهم وتعذيبهم وحرمانهم من أبسط الحقوق.

وتحاول دولة الاحتلال وجيشها إظهار أنها تقوم بتحقيقات داخلية لمحاسبة الجنود، وذلك تفادياً لدعاوى في المحاكم الدولية، وتكون الأحكام مخففة أحياناً أو يقابلها أمر آخر يخدم المصالح الإسرائيلية، فيما يرى محامو الدفاع عن الجنود المتهمين بأن التهم ستسقط عنهم.

وفق لائحة الاتهام، قام الجنود الخمسة بممارسة عنف شديد ضد المعتقل، بما في ذلك طعنه بأداة حادة، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، منها كسور في الضلوع، وثقب في الرئة، وقطع داخلي في المستقيم. ووقع الاعتداء العنيف في الخامس من يوليو/ تموز 2024، عندما كان الجنود يخدمون في مركز الاحتجاز وجرى توجيههم لتفتيش المعتقل، وقادوه إلى منطقة التفتيش وهو مكبّل اليدين والرجلين ومعصوب العينين.

وينتمي الجنود الخمسة إلى "القوة 100"، وهي وحدة تدخّل في "سديه تيمان"، وبينهم قائد فريق، ومترجم، وحارس وعناصر تفتيش جسدي للمعتقلين. كما انضم إلى المتهمين الخمسة، جنود مهمتهم فصل الأفراد الذين يجري تفتيشهم عن بقية المعتقلين بواسطة دروع بلاستيكية. وأوضحت لائحة الاتهام، أنه كجزء من الإجراءات في "سديه تيمان"، قام جنود "القوة 100"، بأنشطة غير تقليدية في منشأة الاعتقال، بما في ذلك عمليات تفتيش للمعتقلين. وفي اليوم نفسه الذي وقع فيه الاعتداء، نُقلت مجموعة من المعتقلين من سجن عوفر إلى "سديه تيمان"، ومن بينهم المعتقل المُعتدى عليه.

وكان عناصر من "القوة 100" قد وصلوا إلى منشأة الاحتجاز، وقاموا بتفتيش المعتقل لمدة دقيقة واحدة، وبعد ذلك، رفعوه ونقلوه إلى منطقة التفتيش، وهو مكبّل اليدين والرجلين ومعصوب العينين، وقام آخرون بالتغطية عليهم، لفصلهم عن بقية المعتقلين.

وقام اثنان من المتهمين، وفقاً للائحة الاتهام، بحشر المعتقل على الحائط ورفعوا يديه المكبلتين إلى الأعلى ولصقوهما بالجدار، بينما وقف بقية الجنود بجانبهما. وبعد ذلك وُجد المعتقل على الأرض وهو يتلوّى بينما كان المتهمون الخمسة يقفون حوله وأحياناً ينحنون فوقه. و"على مدار 15 دقيقة، ركل المتهمون المعتقل، وداسوا عليه، ووقفوا على جسده، وضربوه ودفعوه في جميع أنحاء جسده، بما في ذلك باستخدام عصا، وجرّوه على الأرض، واستخدموا مسدس الصعق على رأسه. وأثناء هذه الأفعال، سقطت العصبة عن عيني المعتقل، وبعد ذلك طعنه أحد المتهمين في عجيزته بأداة حادة، تسببت في جرح داخلي. وبعد ذلك، أمر المعتقل بإدخال العصا التي كان يحملها في فمه، فيما كان المعتقل يصرخ من شدة الألم". ووفقاً للتفاصيل المروّعة، أخذ اثنان من المتهمين المعتقل إلى فراشه، بينما كانا يخفيان النزيف في عجيزته. وبعد حوالي ساعة من الاعتداء، اشتكى المعتقل من صعوبة في التنفس وصداع شديد، ولاحظ الفريق الطبي في المركز نزيفاً شديداً في سرواله، ونقل إلى المستشفى لاحقاً.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي (كان)، تعليق جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجاء فيه، أنه "كجزء من التحقيق، جرى جمع أدلة كثيرة، بما في ذلك وثائق طبية عديدة، وتسجيلات فيديو من كاميرات المراقبة في مركز الاحتجاز". وزعم جيش الاحتلال أن "جنود وضباط الجيش الإسرائيلي يعملون وفقاً للقانون وقيم الجيش، ويجري التعامل مع الحالات الاستثنائية والشبهات الجنائية وفقاً للقانون".

ونقلت "كان" رد المحامين في فريق الدفاع عن الجنود المتهمين، وجاء فيه أن "تهمة الاغتصاب الجماعي والأفعال المشينة التي نُسبت إلى قائد الفريق 100، خلال التحقيق قد انهارت. هذا الادعاء، إلى جانب سلسلة من التسريبات المزعومة، بما في ذلك فيديو مزور، ألحقت ضرراً كبيراً بموكّلنا، وأيضاً بجنود الجيش الإسرائيلي جميعهم وأمن الدولة بشكل عام، ناهيك عن الضرر غير المسؤول للمحتجزين لدينا بيد حماس. وفيما يتعلّق بالتهم الموجّهة إلى الجنود (الاعتداء الشديد والتعذيب)، قدمنا سلسلة من الحجج الثقيلة خلال جلسة الاستماع التي تنفي التهم الموجهة إليهم، ونحن واثقون من أن الاتهامات المتبقية ستسقط عندما تُكشف الحقائق...".

المساهمون