اتهامات إسرائيلية لحركة "حماس" بالدفع نحو مواجهة مع "حزب الله"

اتهامات إسرائيلية لحركة "حماس" بالدفع نحو مواجهة مع "حزب الله"

19 اغسطس 2021
تقول تل أبيب إنه لا يمكن الفصل بين الساحات المختلفة (محمد زيات/فرانس برس)
+ الخط -

ذكر موقع "والاه"، اليوم الخميس، أنّ الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أول أمس الثلاثاء، موقعاً لـ"حزب الله" في قرية الخضر بقضاء القنيطرة السوري، تمثل رسالة من تل أبيب إلى طهران، مفادها أنه بإمكانها جباية ثمن منها، رداً على استهدافها سفناً إسرائيلية في الخليج، ليس فقط في الساحة المائية بل أيضاً في اليابسة.

ونقل المراسل العسكري للموقع أمير بوحبوط، عن مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قولها إنه لا يمكن الفصل بين الساحات المختلفة، "ولإسرائيل سلة أدوات واسعة بإمكانها استخدامها في ضرب الأهداف الإيرانية، وجباية ثمن من الجمهورية الإسلامية وليس فقط في الساحة البحرية".

واستدرك الموقع أنّ الغارة على موقع "حزب الله" لا تُعدّ رداً على استهداف إيران سفناً إسرائيلية في الخليج، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تقرّر بعد طابع الردّ على الهجمات الإيرانية هناك. وأشار الموقع إلى أن هناك خلافا بين المستويات العسكرية في تل أبيب، وتحديداً قادة سلاح البحرية، الذين طالبوا بردّ عسكري على استهداف السفن الإسرائيلية في الخليج، وبين أعضاء في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، الذين يرون وجوب تخفيف التوتر سيما بعد مقتل مواطنين بريطاني وروماني في الهجوم على السفينة الإسرائيلية في بحر عمان.

وفي السياق، لفت الموقع إلى أن قيادات كبيرة في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ترى أنه لا يمكن الفصل بين استهداف إيران السفن الإسرائيلية، والمواجهة المحتدمة على طرق الملاحة، وبين التهديدات التي انبثقت أخيراً من لبنان، مشيراً إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يرى أن الهجمات التي نفذتها مجموعات فلسطينية انطلاقاً من جنوب لبنان "خطيرة للغاية، لدرجة أنها يمكن أن تفضي إلى إشعال مواجهة بين إسرائيل وحزب الله".

وبحسب مصدر عسكري، تحدث إليه الموقع، فإنّ التقدير السائد في تل أبيب أن مجموعات تابعة إلى حركة "حماس" مسؤولة عن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وأن هذه المجموعات تدار من قبل قيادة الحركة في الخارج.

وأضاف المصدر أنه على الرغم من أن مجموعات عسكرية تابعة لـ"حماس" تتواجد في جنوب لبنان إلى جانب مجموعات تابعة لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، إلا أنّ المجموعات التابعة للحركة شرعت في العمل أخيراً، مستغلة حالة الفوضى جراء أزمة الحكم التي يواجهها لبنان حالياً.

وحسب التقديرات العسكرية، فإن المجموعات الفلسطينية العاملة في جنوب لبنان تعمل بالتنسيق مع قيادات محلية في "حزب الله"، وليس بعلم القيادة العليا للحزب.

وأوضحت المصادر العسكرية أنّ هناك مخاوف في تل أبيب من أن يسهم غياب المعلومات الاستخبارية الكافية حول المجموعات الفلسطينية عن تمكنها من إطلاق صواريخ صوب المناطق المأهولة في عمق إسرائيل، وليس تجاه المناطق المفتوحة كما يفعل "حزب الله".

وأبرزت المصادر حقيقة أنّ أي عمليات إطلاق صواريخ من جنوب لبنان تفضي إلى المسّ بحياة إسرائيليين، ستدفع الجيش الإسرائيلي للردّ بقوة، وبشكل يدفع "حزب الله" إلى ردّ مماثل، وهذا ما سيفضي إلى تصعيد.

ولفت الموقع إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أوصت بالردّ بشكل معتدل على الهجمات التي تنفذها المجموعات الفلسطينية بهدف منح "حزب الله" الوقت لكبح جماحها، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي يدرك أن الرد بقوة على عمليات هذه المجموعات يجبر "حزب الله" على الانخراط في معادلة تصعيد جديدة.

ويرى مصدر عسكري إسرائيلي كبير، كما ينقل الموقع، أن لبنان يمرّ بجملة تحولات كبيرة، وأن إسرائيل مطالبة بالعمل بحذر "حتى لا تكون جزءاً من هذه التحولات، بل تؤثر عليها فقط".