اتفاق عسكري بين الجزائر وموريتانيا تجسيداً لتفاهمات أكتوبر الماضي

16 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 17 أبريل 2025 - 10:54 (توقيت القدس)
قائد الجيش الجزائري ووزير الدفاع الموريتاني، 16 إبريل 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وقّعت الجزائر وموريتانيا اتفاقية تعاون عسكري لتعزيز الأمن عبر تبادل الخبرات وتكوين الكوادر وتأمين الحدود وخطوط التجارة، خلال زيارة وزير الدفاع الموريتاني للجزائر.
- شدد رئيس أركان الجيش الجزائري على أهمية التعاون لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، مشيراً إلى الروابط المشتركة، بينما أشاد وزير الدفاع الموريتاني بدور الجزائر في استتباب الأمن.
- لم تُكشف تفاصيل الاتفاقية، لكنها تشمل دوريات مشتركة وتأمين أنشطة "سوناطراك" وتوريد معدات عسكرية وتكوين الكوادر، مع قرب إطلاق الطريق البري بين تندوف والزويرات.

وقّعت الجزائر وموريتانيا اتفاقاً جديداً للتعاون العسكري في مجال الدفاع، سيسمح لجيشي البلدين بالتعاون وتنسيق الجهد الأمني والعسكري في مجال تبادل الخبرات وتكوين الكوادر العسكرية وتأمين الحدود البرية وخطوط التجارة بين البلدين.

وجاء توقيع الاتفاق بين رئيس أركان الجيش الجزائري نائب وزير الدفاع الوطني، الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير الدفاع الوطني الموريتاني حننه ولد سيدي ولد حننه، على هامش زيارة يقوم بها ولد حننه إلى الجزائر، لبحث التطورات الأمنية في منطقة شمال أفريقيا والساحل، ومناقشة قضايا وعلاقات التعاون العسكري بين البلدين.

وقال شنقريحة خلال اللقاء إن "التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية، التي تواجهها منطقتنا، تفرض علينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تعزيز العمل المشترك، وفق رؤية متكاملة ترتكز على الحوار، والتنسيق، وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى في ميادين الاهتمام المشترك"، مضيفاً: "نؤمن في الجزائر أن أمن بلدينا واستقرارهما يحتاجان إلى أعلى مستوى ممكن من التوافق والتنسيق والتشاور، والجزائر وموريتانيا، بحكم الروابط الجغرافية التي تجمعهما، يتقاسمان نفس الطموحات ونفس التحديات"، مشدداً على الأهمية الاستراتيجية التي تكتسيها العلاقات الجزائرية – الموريتانية، والدور المحوري الذي يلعبه هذا التعاون في استقرار المنطقة ككل".

من جانبه، أشاد وزير الدفاع الوطني الموريتاني، حننه ولد سيدي ولد حننه، بالدور الريادي الذي تلعبه الجزائر في سبيل استتباب الأمن في المنطقة. ويعطي لائحة الفريق المرافق للوزير الموريتاني مؤشراً على طبيعة النقاشات الأمنية والعسكرية واللوجستية التي تضمنتها الزيارة، حيث رافقه كل من قائد جهاز الاستخبارات والأمن العسكري الموريتاني اللواء الحسن بمب مكت، وقائد التعاون العسكري العقيد أحمد سالم حمزة، ومدير العلاقات الخارجية بوزارة الدفاع العقيد الشيخ محمد الأمين بلال، والمدير المركزي للعتاد العقيد محمد محمود أجدود.

ولم يُكشف عن تفاصيل الاتفاق العسكري الموقّع اليوم، لكنه من المرجح أن يشمل تجسيد التفاهمات الأولية التي سبق الكشف عنها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلال زيارة قائد أركان الجيش الجزائري إلى موريتانيا، حيث كان قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية الفريق المختار بله شعبان، قد قال إنه يتم "التخطيط لتسيير دوريات مشتركة على طول الحدود بين الجزائر وموريتانيا، وخلق إطار دائم للتشاور وتبادل المعلومات والخبرات بين الطرفين، من خلال اجتماعات دورية مخصصة للحوار العسكري الموريتاني الجزائري، وعبر سلسلة الزيارات واللقاءات الدورية بين قادة القطاعات والمناطق العسكرية".

ويُعتقد أن تكون هذه الدوريات المشتركة ذات صلة بتعزيز مقومات الأمن على الحدود، وتأمين مسالك التجارة بين البلدين، خاصة مع قرب إطلاق الطريق البري تندوف الجزائرية – الزويرات الموريتانية، على مسافة 700 كيلومتر، وتأمين منطقة التبادل التجاري الحر التي افتتح إنجازها الرئيسان تبون والغزواني في فبراير/ شباط 2024، إضافة إلى تأمين أنشطة شركة "سوناطراك" الجزائرية للتنقيب عن النفط والغاز في موريتانيا، وفقاً لاتفاقات وُقّعت في يونيو/ حزيران الماضي.

ومنذ عام 2021، بدأت الجزائر وموريتانيا خطة تعاون في المجال العسكري والتنسيق الأمني، وتبادل المعلومات وتنسيق الأعمال على جانبي الحدود المشتركة بين البلدين. وفي وقت سابق، عرضت الجزائر توريد آليات ومعدات ومنتجات عسكرية وذخيرة وغيرها تُصنع في الجزائر لمصلحة الجيش الموريتاني، إضافة إلى تكوين عدد مهم من الكوادر العسكرية الموريتانية في المدارس والأكاديميات العسكرية متعددة الأسلحة في الجزائر.

المساهمون