استمع إلى الملخص
- شدد وزير الخارجية التركي على أهمية إيجاد حلول مشتركة للتحديات الأمنية، مع تصنيف العراق لحزب العمال الكردستاني كتنظيم محظور، وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء الانتهاكات الإسرائيلية.
- اتفق الجانبان على زيادة التنسيق في الأمن ومكافحة الإرهاب والطاقة والمياه، وناقشا تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة قضايا مخيم الهول في سوريا.
أكد العراق وتركيا في الاجتماع التنسيقي الأمني الخامس، بمشاركة وفدين رسميين رفيعي المستوى من البلدين، تعزيز التعاون الأمني وأهمية تنفيذ دعوة عبد الله أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني ونزع سلاحه. وأمس السبت، عقد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره التركي هاكان فيدان، في مدينة أنطاليا التركية، الاجتماع الخامس لآلية الأمن رفيعة المستوى، بمشاركة وفدين رسميين رفيعي المستوى من البلدين، وجرى خلال الاجتماع بحث التنسيق المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يساهم في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية، مع تأكيد الجانبين على أهمية الحوار والتنسيق لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة. وأكد وزير الخارجية العراقي أن حكومة بلاده "تدعم مبادرة الحكومة التركية في حل مشكلة حزب العمال الكردستاني، ورسالة عبد الله أوجلان، فضلًا عن استعدادات حزب العمال الكردستاني لنزع السلاح".
من جانبه، أكد الوزير التركي هاكان فيدان أن "الاجتماع يهدف للتوصّل إلى حلول مشتركة للتحديات الأمنية"، مشددا على أن "تركيا لا تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة، بل تعمل على تعزيز التعاون الثنائي وحماية الحدود المشتركة".
وأشار فيدان إلى أن "الحكومة العراقية كانت قد أعلنت، العام الماضي، حزب العمال الكردستاني تنظيما محظورا، لكن لا يؤثر إن كان هذا التصنيف يشير إلى أن التنظيم محظور أو إرهابي، يكفي أنه تنظيم غير شرعي، وما يهمنا هو الموقف المتخذ تجاهه".
وعقب الاجتماعات المشتركة، أكد الجانبان في البيان المشترك عزمهما على زيادة التنسيق والتعاون في جميع المجالات الثنائية. وبينما تطرقا إلى حزب العمال الكردستاني ومخيم الهول والمخيمات الأخرى، أعربا عن قلقهما العميق إزاء الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة ولبنان، وكذلك الأراضي السورية.
وأكد الجانبان "الأهمية التي يُوليانها للوحدة السياسية واحترام سلامة وسيادة الأراضي لكل منهما، وعزمهما على زيادة التنسيق والتعاون في جميع المجالات الثنائية، بما في ذلك المجال العسكري، وأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، والصناعات الدفاعية، والطاقة، والمياه، ومشروع طريق التنمية"، معبران عن رغبتهما المشتركة في "تعزيز علاقاتهما الثنائية في إطار مؤسساتي مستدام، من خلال الزيارات المتبادلة".
وفي ضوء التهديد المشترك الذي يشكله حزب العمال الكردستاني على البلدين، تم التأكيد في الاجتماع على "أهمية تنفيذ دعوة عبد الله أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني ونزع سلاحه، ورغبة الجانبين المشتركة في الحفاظ على التنسيق والتعاون الوثيقين القائمين ضد هذا التهديد المشترك".
ونظراً للحاجة الملحة لإيجاد حل لمخيم الهول ومخيم روج والمخيمات الأخرى في سورية، ناقش الجانبان ضرورة تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة هذه القضية. وكانت الحكومة العراقية قد أوعزت إلى مؤسسات الدولة في يوليو/تموز 2024، بوصف حزب العمال الكردستاني "منظمة محظورة" في مراسلاتها الرسمية، جاء ذلك بتعليمات من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي طلب استخدام عبارة "منظمة محظورة" للإشارة إلى العُمّاليين في المراسلات بين مؤسسات الدولة.
وحضر الاجتماع من الجانب العراقي كل من وزير الدفاع ثابت العباسي، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ووزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد، ورئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، ورئيس دائرة الدول المجاورة في وزارة الخارجية العراقية محمد رضا الحسيني. فيما رأس الوفد التركي هاكان فيدان وضم كلاً من وزير الدفاع يشار غولر، ومدير جهاز الاستخبارات الوطني إبراهيم قالن، ونائب وزير الداخلية منير قره أوغلو.