اتفاق بين باكستان والهند على تمديد وقف إطلاق النار حتى الأحد
استمع إلى الملخص
- دعت باكستان المجتمع الدولي للتحقيق في "السوق السوداء" للمواد النووية في الهند، ردًا على دعوة وزير الدفاع الهندي لوضع الترسانة النووية الباكستانية تحت إشراف دولي.
- تثير المواجهات بين الهند وباكستان مخاوف عالمية من تصاعد النزاع إلى حرب شاملة، بينما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل قضية كشمير المتنازع عليها.
أعلن وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار، أمام مجلس الشيوخ، اليوم الخميس، أن كبار ضباط الجيشين الهندي والباكستاني تحادثوا الأربعاء والخميس واتفقوا على تمديد وقف إطلاق النار حتى الأحد. وفي إشارة إلى "الاتصالات بين الجيشين"، قال دار، وهو أيضًا نائب رئيس الوزراء: "أجرينا اليوم محادثات، ووقف إطلاق النار سيسري حتى 18 مايو/ أيار الجاري".
ودعت باكستان، في وقت سابق اليوم، المجتمع الدولي إلى التحقيق في ما وصفته بـ"السوق السوداء" للمواد النووية داخل الهند، وذلك ردًا على تصريحات وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ الذي طالب بوضع الترسانة النووية الباكستانية تحت إشراف الأمم المتحدة. وفي بيان رسمي، دعت وزارة الخارجية الباكستانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حيال "تكرار حوادث سرقة وتهريب المواد النووية والمشعة في الهند"، مؤكدة أن هذه الحوادث "تعكس وجود سوق سوداء نشطة للمواد الحساسة ذات الاستخدام المزدوج داخل الأراضي الهندية".
وكان وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ قد قال، اليوم الخميس، إن الأسلحة النووية الباكستانية يجب أن توضع "تحت إشراف" الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد المواجهة العسكرية المفتوحة بين البلدين الأسبوع الماضي. وذكر سينغ خلال زيارة للمقر العام للقوات المسلحة في سريناغار، كبرى مدن الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير: "أريد أن أطرح سؤالاً على دول العالم... هل الترسانة النووية لباكستان آمنة؟". وشدد على أنه "يجب وضع الترسانة النووية الباكستانية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وتأتي تصريحات سينغ عقب انتهاء أسوأ مواجهة عسكرية بين الخصمين النوويين منذ قرابة ثلاثة عقود بإعلان وقف لإطلاق النار السبت. وأثار اشتعال الجبهة بينهما مخاوف عالمية من احتمال تحول النزاع إلى حرب شاملة.
واندلعت الاشتباكات يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، عندما شنت الهند ضربات على ما اعتبرتها "بنية تحتية للإرهاب" في باكستان، وذلك بعد اتهامها باكستان بدعم مسلحين تقول إنهم نفذوا هجوماً في إبريل/ نيسان قُتل فيه 26 شخصاً في الجزء الهندي من كشمير، وهو ما تنفيه إسلام أباد. وردّت باكستان على الفور بنيران المدفعية الثقيلة لتندلع اشتباكات استمرت أربعة أيام بين الخصمين في جنوب آسيا، أدت إلى مقتل نحو 70 شخصاً من الجانبين. ونفت الهند استهداف منشآت نووية باكستانية خلال المواجهات الأخيرة. وقال المارشال في سلاح الجو الهندي إيه. كي. بهارتي للصحافيين: "لم نضرب تلال كيرانا"، في إشارة إلى سلسلة جبال صخرية شاسعة تحتفظ فيها باكستان، وفق تقارير وسائل إعلام هندية، بترسانتها النووية.
ولا يزال وقف إطلاق النار الهش سارياً بين الهند وباكستان، في وقت قال فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيعمل على توفير حل بشأن كشمير. وتحكم كل من الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان المسلمة جزءاً من الإقليم الواقع في جبال الهيمالايا، لكن كلا الطرفين يطالب بالسيادة الكاملة على الإقليم. وتتهم الهند باكستان بالمسؤولية عن أعمال التمرد في الجزء الخاضع لها من كشمير التي بدأت في 1989، لكن باكستان تقول إنها لا تقدم سوى الدعم المعنوي والسياسي والدبلوماسي للانفصاليين في كشمير.
(فرانس برس، العربي الجديد)