استمع إلى الملخص
- يأتي الاتصال في ظل توترات إقليمية، منها الغارات الإسرائيلية على اليمن وتوسيع العملية البرية في غزة، مع تواصل نادر بين بوتين ونتنياهو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
- أعلن الكرملين عن لقاء مرتقب بين بوتين وشي جين بينغ في موسكو لمناقشة الحرب في أوكرانيا، مع زيارة بوتين المتوقعة للصين في سبتمبر.
ندّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بـ"محاولات مراجعة" تاريخ الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، التي يتهم الغرب بالقيام بها. وجاء في بيان صادر عن الكرملين، أن البلدين "شدّدا على عزمهما الحفاظ على الحقيقة حول أحداث الحرب العالمية الثانية، وصدِّ محاولات مراجعة نتيجتها وتزوير التاريخ".
وأشار الكرملين في بيانه، إلى أن بوتين ونتنياهو ناقشا في الاتصال الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية. من جهته، أثنى نتنياهو خلال الاتصال، على "المساهمة الحاسمة" للجيش الأحمر في الانتصار على النازية، وأكد في بيان صادر عن مكتبه، "المساهمةَ الحاسمة للجيش الأحمر في الانتصار على النازيين، وأهمية دور العديد من القادة والمقاتلين اليهود في الحرب". وتبادل الزعيمان وفق البيان التهاني بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
ويأتي اتصال بوتين ونتنياهو في ظلّ تطورات متسارعة في المنطقة، خصوصاً في الجنوب السوري، والأحداث التي طاولت جرمانا وصحنايا والسويداء، فضلاً عن الغارات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن، تحديداً ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، بالإضافة إلى قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع العملية البرية في غزة. ونادراً ما تواصل بوتين ونتنياهو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، مع اتخاذ نتنياهو موقفاً متوازناً بين روسيا وأوكرانيا.
ومنذ خريف 2015، كانت آلية الاتصال بين روسيا وإسرائيل تعمل لمنع الاشتباكات العرضية، وغيرها من الحوادث خلال العمليات في سورية. وبعد حادثة الطائرة الروسية "إيل-20" التي أسقطتها دفعات النظام السوري المخلوع بالخطأ عام 2018، عمل الطرفان على تحسين نظام منع الصدامات العرضية، وأوردت "رويترز" في مارس/ آذار الماضي، أن إسرائيل تريد من روسيا البقاء حائط صدّ للنفوذ التركي، وهي تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سورية ضعيفة وبلا قوة مركزية، من خلال السماح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتَين هناك، لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد، كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" وقتها أيضاً، أن نتنياهو أوفد سكرتيره العسكري رومان غوفمان إلى موسكو، لعقد اجتماعات أمنية ودبلوماسية تركزت على تعزيز التعاون الأمني مع روسيا، وضمان حماية المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة.
بوتين يناقش مع شي الخميس الحرب في أوكرانيا
إلى ذلك، أعلن الكرملين أن بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ سيناقشان في موسكو، الخميس، الحرب في أوكرانيا والعلاقات الروسية الأميركية، وقال مستشار الرئاسة يوري أوشاكوف، خلال مؤتمر صحافي "سيجري خلال هذا اللقاء الثنائي مناقشة القضايا الأكثر أهمية: أي الملف الأوكراني والعلاقات الروسية الأميركية"، وأضاف أن الرئيسين سيصدران بيانَين مشتركَين، أحدهما حول علاقاتهما الثنائية والآخر حول "الاستقرار الاستراتيجي العالمي"، قبل التحدث إلى الصحافة.
ومن المقرّر أن يزور فلاديمير بوتين الصين في أوائل سبتمبر/ أيلول، وفقاً لأوشاكوف، وسيكون شي جين بينغ من بين 29 من قادة العالم الذين سيحضرون العرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء الجمعة، بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر على ألمانيا النازية، وقال أوشاكوف إن بين الحاضرين أيضاً الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الذي تجاهل مطالب بروكسل.
ومن المتوقع أن يحضر القمة أيضاً العديد من رؤساء الدول الأفريقية، بما في ذلك بوركينا فاسو، والكونغو، وغينيا الاستوائية، وإثيوبيا، بالإضافة إلى زعماء من بورما، وفيتنام، وحلفاء موسكو التقليديين مثل كازاخستان وبيلاروس. ومن المتوقع أن يشارك في العرض العسكري أيضاً جنود من الصين و12 دولة أخرى، بما في ذلك مصر وفيتنام وميانمار، وقال أوشاكوف إنه "جرت دعوة وزراء دفاع من دول عدّة، بالإضافة إلى قدامى المحاربين من إسرائيل والولايات المتحدة"، لافتاً إلى أن بوتين سيعقد "أكثر من 15 اجتماعاً ثنائياً" مع زعماء أجانب في هذه المناسبة.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)