اتصالات مكثفة لضبط الحدود السورية اللبنانية وتثبيت الهدوء

10 فبراير 2025
جنود وآليات للجيش اللبناني، بيروت 5 يونيو 2024 (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد الحدود السورية اللبنانية توترات متزايدة مع تصاعد الاشتباكات وتبادل القصف، مما دفع السلطات في بيروت ودمشق إلى تكثيف الاتصالات لضبط الأوضاع وتهدئة الأجواء.
- قامت قيادة الجيش اللبناني بتكثيف التدابير الأمنية على الحدود، وأصدرت أوامر للوحدات العسكرية بالرد على مصادر النيران وتعزيز الانتشار العسكري، مع تنفيذ عمليات مداهمة وضبط أسلحة.
- دفعت وزارة الدفاع السورية بتعزيزات عسكرية إلى ريف القصير لإغلاق منافذ تهريب الأسلحة والمخدرات، ضمن استراتيجية لتعزيز سيادة القانون والحد من الأنشطة غير المشروعة.

تتكثف الاتصالات بين بيروت ودمشق لضبط الحدود السورية اللبنانية وتثبيت الهدوء الذي لا يزال "حذراً"، بعد تصعيد خطير سُجل أمس الأحد في ظل تبادل القصف المدفعي والصاروخي العنيف واستمرار التوترات بوتيرة مرتفعة منذ الأسبوع الماضي. وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد" إن الاتصالات مكثفة وتسعى لإرساء حالة من الهدوء على الحدود بين البلدين، و"نأمل أن تترجم النتائج ميدانياً، خصوصاً أن الوضع على الأرض متوتر وهناك توجيهات صارمة من الجانب اللبناني بضبط الحدود وإبعاد المسلحين اللبنانيين، وقد جرى إبعادهم، لكن تبقى هناك مخاوف من تهجير اللبنانيين من بيوتهم في القرى الحدودية السورية"، لافتاً إلى أن "الوضع اليوم هادئ نسبياً وقد رُصدت تعزيزات عسكرية سورية على القرى الحدودية".

ومن جانبه، قال مصدر من الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد" إن قيادة الجيش، وبناءً على توجيهات الرئيس جوزاف عون، سبق أن "أصدرت أوامر للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشمالية والشرقية بالرد على مصادر النيران التي تُطلق من الأراضي السورية وتستهدف الأراضي اللبنانية، وهناك قرار أمني صارم بضبط الحدود وتعزيز الانتشار العسكري لمنع حصول أي تطور للاشتباكات أو أحداث لا يمكن ضبطها"، ولفت المصدر إلى أن "الجيش كثف اليوم من تدابيره على الحدود، خصوصاً لناحية الحواجز ونقاط المراقبة وتسيير الدوريات، وهناك اتصالات مع الجانب السوري للتنسيق ومنع تدهور الأوضاع أكثر".

وعلى هذا الصعيد، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنه في "إطار التدابير الأمنية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية في مختلف المناطق، داهمت وحدات من الجيش منازل مطلوبين في بلدَتي القصر- الهرمل والعصفورية - عكار، وضبطت كمية كبيرة من القذائف الصاروخية والرمانات اليدوية والأسلحة الحربية والذخائر". وكان الرئيس اللبناني بحث مع نظيره السوري أحمد الشرع، يوم الجمعة الماضي، في اتصال هاتفي، "الاشتباكات الجارية على الحدود السورية اللبنانية"، حسب ما جاء في بيان الرئاسة اللبنانية، وأكد الجانبان "ضرورة التنسيق لضبط الوضع ومنع استهداف المدنيين".

ودفعت إدارة العمليات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية، اليوم الاثنين، بتعزيزات عسكرية إلى ريف مدينة القصير في ريف حمص الغربي على الحدود السورية اللبنانية في ظل استمرار الاشتباكات مع فلول نظام بشار الأسد وتجار المخدرات في المنطقة، وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن التعزيزات جاءت عقب اشتباكات بالأسلحة الثقيلة مستمرة منذ أيام على الشريط الحدودي. كما نفّذت طائرات استطلاع سورية عمليات مراقبة مكثفة في المنطقة الحدودية.

وشهد أمس الأحد تصعيداً في الاشتباكات قرب الحدود السورية اللبنانية جرى فيها تبادل القصف المدفعي والصاروخي، وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إنه "تم إسقاط مسيرتين للمسلحين السوريين فوق منطقة جرماش الحدودية"، وأضافت أن "صواريخ أُطلقت من الأراضي السورية سقطت في محيط بلدات القصر وسهلات الماء والكوخ". كما دارت معارك عنيفة على الحدود السورية اللبنانية يومي الجمعة والسبت الماضيين، بين قوات من إدارة العمليات العسكرية ومجموعات لبنانية من عشائر بقاعية في لبنان يعتقد أنها مدعومة من حزب الله، بالقرب من معبر مطربا في ريف القصير جنوب غربي محافظة حمص.

وبدأت الاشتباكات في القرى الحدودية مع توجه قوات عسكرية سورية إلى قرية حاويك المتداخلة ضمن الحدود السورية اللبنانية، التي كانت تنشط وتتسلل منها ومن قرى حدودية أخرى مجموعات لبنانية إلى الأراضي السورية بهدف تهريب المخدرات والسلاح بين البلدين، وقال وقتها المكتب الإعلامي في محافظة حمص، بحسب وكالة سانا، إن الحملة تهدف إلى إغلاق منافذ تهريب الأسلحة والمخدرات، ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز سيادة القانون والحد من الأنشطة غير المشروعة التي تؤثر سلباً على الشعبين السوري واللبناني. 

المساهمون