إيمان جرادات.. فلسطينية قتلها حاجز إسرائيلي في طريقها إلى المستشفى

22 يناير 2025
تشييع الشهيدة إيمان جرادات في الخليل، 22 يناير 2025 (ساري جرادات)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت إيمان جرادات لأزمة قلبية أثناء محاولتها عبور حاجز عسكري إسرائيلي في الخليل، مما أدى إلى وفاتها بسبب تأخير وصولها إلى الرعاية الطبية اللازمة.
- بدأت الأزمة الصحية بنوبة إغماء في منزلها، لكن العائلة واجهت صعوبة في عبور الحواجز العسكرية، مما أدى إلى تأخير دام ساعة قبل السماح لهم بالمرور.
- تعتزم عائلة جرادات اتخاذ إجراءات قانونية ضد قوات الاحتلال، وتواجه قرى شمال الخليل تضييقات إسرائيلية تهدد حياة المواطنين بسبب عدم وجود مستشفيات قريبة.

لحظات صعبة لم تتحمل فيها الفلسطينية إيمان جرادات (45 عامًا) أعراض الجلطة القلبية، خلال انتظارها عبور أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الخليل جنوبي الضفة الغربية، قبل أن تفارق الحياة وهي في طريقها إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى. وقالت عائلة الضحية لـ"العربي الجديد" إن ابنتها كانت تعاني من وضع صحي صعب وبحاجة ماسة للعلاج، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت عرقلة مرورها عبر حاجز بيت عينون العسكري شمال شرق الخليل، نحو أحد مستشفيات المدينة، ما أدى إلى استشهادها. وأصدرت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم، بيانًا مقتضبًا أشارت فيه إلى أن المواطنة جرادات استشهدت بعد إعاقة جيش الاحتلال نقلها إلى المستشفى، حيث كانت تعاني من أعراض جلطة قلبية.

وكانت الشهيدة إيمان جرادات المتحدرة من بلدة سعير في الخليل قد تعرّضت في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء الأربعاء لنوبة إغماء في منزلها، مما استدعى نقلها إلى أقرب مركز صحي، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، أوصى الأطباء بنقلها بشكل عاجل إلى أقرب مستشفى، إلا أن المستشفى الأقرب يبعد عشرات الكيلومترات عن البلدة، ويقع في مدينة الخليل، مما يعني أن المريضة بحاجة إلى عبور حواجز عسكرية إسرائيلية، يمنع الاحتلال المرور فيها بأوقات متأخرة انطلاقًا من مدخل البلدة، وفق ما أوضح عبد السلام دعسان، أحد أقارب الضحية، في حديث لـ"العربي الجديد".

الصورة
تشييع جثمان الشهيد إيمان جرادات، الضفة الغربية 22 يناير 2025 (ساري جرادات)
تشييع جثمان الشهيدة إيمان جرادات في الخليل، الضفة الغربية 22 يناير 2025 (ساري جرادات)

وقال دعسان: "توجهت عائلة الشهيدة برفقة مركبة الإسعاف وطبيب من مركز بلدة سعير إلى مستشفى الخليل نحو حاجز بيت عينون، بهدف الوصول إلى مستشفى الميزان التخصصي باعتباره الأقرب في المنطقة، إلا أن قوات الاحتلال منعت العائلة من المرور. وعلى الرغم من محاولات العائلة والطبيب توضيح أن الوضع يتعلق بحالة طبية طارئة، إلا أن الجنود أشهروا أسلحتهم وهددوا أي شخص يحاول الاقتراب من الحاجز، رافضين السماح لهم بالعبور". واستمر انتظار العائلة والإسعاف قرابة نصف ساعة عند الحاجز، وخلال هذه الفترة تواصلوا مع الصليب الأحمر والارتباط الفلسطيني اللذين حاولا التدخل، لكن تعنت قوات الاحتلال أخر السماح للعائلة بالمرور.

وأضاف دعسان أنه بعد مضي ساعة كاملة من الانتظار، سمح جنود الاحتلال على الحاجز بمرور المركبة، ولكن عند وصول العائلة إلى مستشفى الميزان كانت إيمان جرادات قد فارقت الحياة. ولفت دعسان إلى أن الشهيدة جرادات لم تكن تعاني من أي أمراض سابقة، وكانت تمارس حياتها بشكل طبيعي، ونوبة الإغماء المفاجئة التي أصابتها كانت قابلة للعلاج لولا تأخير الاحتلال لنقلها إلى المستشفى، علمًا أنها أم لستة أبناء (ثلاثة ذكور وثلاث إناث بينهم أطفال صغار).

وعلى خلفية ما حدث، تعتزم العائلة اتخاذ خطوات قانونية لملاحقة جنود الاحتلال ومحاسبتهم. وقال دعسان إن العائلة ستعمل على تشكيل لجنة مختصة من المحامين بالتعاون مع الجهات الرسمية الفلسطينية ووزارة الصحة، لتقديم شكاوى ودعاوى قانونية ضد قوات الاحتلال "الذين تعمدوا عدم السماح للعائلة بالمرور في الوقت اللازم".

وخلال تشييع جثمان الشهيدة اليوم الأربعاء، تعرضت العائلة والمشيعون لمضايقات من قوات الاحتلال على حاجزي بيت عينون والمدخل الرئيسي للبلدة، بعد أن منعت المشيعين من المرور بمركباتهم خلال عودتهم من المستشفى، كما أجبرتهم على نقل الجثمان سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة. وأشار دعسان إلى أن بلدة سعير تشهد انتشارًا مكثفًا للجنود والقناصة على الحواجز، وإغلاقًا تامًا لجميع مداخل البلدة الفرعية والرئيسية، البالغ عددها ستة مداخل، باستخدام السواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية أو البوابات الحديدية الصفراء.

وتعاني قرى شمال الخليل من سياسة تضييق إسرائيلية ممنهجة، تمثلت في نشر عدد من الحواجز الترابية والبوابات، خلال الأشهر الماضية، على الطرق الرئيسية والفرعية الواصلة بين قرى "سعير، وبيت عينون، والشيوخ، وبني نعيم". كما يمنع الاحتلال المواطنين من الدخول إلى مدينة الخليل مشيًا على الأقدام أو عبر المركبات من حاجز بيت عينون الذي يبعد بضعة أمتار عن مدخل بلدة السموع. وذلك كلّه يهدد حياة المواطنين نظرًا لعدم وجود مستشفيات في القرى والبلدات المذكورة.