استمع إلى الملخص
- تزامن حفل إيقاد الشعلة مع إطلاق الألعاب النارية، حيث أكد المشاركون تمسكهم بأهداف ثورة 11 فبراير، وعلى رأسها القضاء على الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وبناء اليمن الاتحادي.
- أصدر مجلس شباب الثورة بيانًا يؤكد أن فبراير هو مشروع ديمقراطي يمنح اليمنيين الحق في اختيار حكامهم، مشيرًا إلى استمرار الثورة حتى استعادة حق الشعب في الأرض والسلطة والثروة.
احتشد المئات من الشبان مساء الاثنين في شارع جمال عبد الناصر وسط مدينة تعز جنوبي اليمن، لإحياء حفل إيقاد شعلة الذكرى الـ14 للثورة الشبابية السلمية، التي اندلعت في 11 فبراير/شباط 2011 لإسقاط نظام الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.
ورفع المئات من مختلف الفئات العمرية الأعلام الوطنية، وصور الشهداء، وسط أناشيد وشعارات تؤكد السير في طريق استكمال الثورة، واستعادة الدولة، والقضاء على الانقلاب الحوثي. وردد المشاركون هتافات تؤكد أن فبراير/شباط "شهر الحرية على طريق الجمهورية"، مؤكدين أنهم لن يحيدوا عن درب الثورة.
وتزامن حفل إيقاد الشعلة في شارع جمال عبد الناصر مع إطلاق الألعاب النارية، وكذا إيقاد الشعلة على أسطح المنازل في عدد من أرياف تعز التي تمثل شرارة الثورة ومركز انطلاقتها. وأكد المشاركون في الاحتفال التمسك بأهداف ثورة 11 فبراير حتى تحقيق كامل أهدافها، وعلى رأسها القضاء على الانقلاب، واستعادة مؤسسات الدولة، وبناء اليمن الاتحادي وفق ما نصت عليه مخرجات الحوار الوطني.
وقال عبده الجرادي، أحد شباب الثورة، لـ"العربي الجديد" إن المشاركة في إحياء ذكرى ثورة 11 فبراير تعني التمسك بأهدافها، وبمشروعها المتمثل ببناء الدولة المدنية الحديثة، "على الرغم من انقلاب المخلوع صالح بتحالفه مع الحوثيين على الدولة من أجل الانتقام من الثورة وأبنائها، لكن شباب الثورة يؤكدون تمسكهم بها وبأهدافها والانتصار للشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الثورة".
حمدي قاسم، الذي استشهد شقيقه في الثورة، قال لـ"العربي الجديد"، "أتينا اليوم للمشاركة في ذكرى الثورة لنؤكد أن مسيرة الثورة مستمرة رغم التضحيات، لأن ضريبة الحرية والعزة والكرامة كبيرة، ونحن على استعداد لدفعها، ومشروع الثورة اليوم يقف في معركة مقدسة ضد الكهنوت الحوثي السلالي الذي انقلب على الدولة، وتنكر للنظام الجمهوري، ونحن مستمرون بثورتنا حتى القضاء على الانقلاب واستعادة الدولة وبناء الدولة المدنية ودولة المواطنة المتساوية حيث لا سيد إلا الشعب".
وقالت أماني طارش "جئنا اليوم لنؤكد أن تعز هي عاصمة الثورة الشبابية الشعبية، وهي المدينة الحاملة للمشروع الوطني، والتي ما زالت وفية للثورة الشبابية الشعبية من خلال إحياء ذكراها كل عام، ونحن متمسكون بالثورة رغم من يحاول أن يقول إنها سبب ما نعانيه اليوم من أوضاع، وأحب أن أقول لأتباع المخلوع صالح أن زعيمكم هو من سلم مؤسسات الدولة للحوثيين، وأن الحوثيين هم من قتلوا زعيمكم ولذا يجب عليكم معرفة أن العدو الأول لليمنيين هم الانقلابيون الحوثيون وليس ثورة فبراير".
وفي بيان له، قال مجلس شباب الثورة، الاثنين، إن "فبراير ليس مشروعا عائليا أو مناطقيا أو مذهبيا أو فئويا، فجوهره مشروع ديمقراطي يمنح اليمنيين باختلاف ميولهم ومواقعهم الحق المطلق في اختيار حكامهم ومحاسبتهم وعزلهم". وأضاف البيان أن "فبراير لم يكن لحظة عابرة، بل مشروع وطني مستمر حتى استعادة حق الشعب في الأرض والسلطة والثروة، ومحاسبة كل من أجرم في حقه، أياً كانت صفته أو موقعه".
وعبر المجلس عن أسفه لأن هذه الذكرى تحلّ في وقت يواجه فيه اليمنيون "واحدة من أسوأ الأزمات المعيشية والاقتصادية، في ظل انهيار العملة، وانعدام الخدمات، وعجز الشرعية عن إدارة مناطقها، مقابل استمرار آلة القمع والتجويع والاختطافات والتعبئة الطائفية الممنهجة في مناطق سيطرة مليشيا الإرهاب الحوثية واستغلالها لحالة ضعف وهشاشة الحالة اليمنية بسبب غياب الدولة وتراجع الإرادة الإقليمية لمواجهة المليشيا".
وكانت الاحتجاجات اليمنية على نظام علي عبد الله صالح انطلقت من مدينة تعز في 11 فبراير/شباط 2011 ضمن موجة الربيع العربي، وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 ونتيجة استمرار التظاهرات والضغط الشعبي تم التوقيع في العاصمة السعودية الرياض على المبادرة الخليجية التي نقلت السلطة من صالح إلى نائبه عبدربه منصور هادي، مقابل منح الحصانة لصالح، وجرت انتخابات في 21 فبراير/شباط 2012 لانتخاب هادي بوصفه مرشحا وحيدا.