إيطاليا تستعجل الانخراط في تطبيق اتفاق غزة

10 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 19:57 (توقيت القدس)
خلال مسيرة لدعم فلسطين في ميلانو، 24 فبراير 2024 (بييرو كروسياتي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت إيطاليا استعدادها للمشاركة في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من خلال الجوانب الأمنية والإنسانية، مع استعدادها لإرسال قوات "الكارابينييري" لضمان الأمن والمساهمة في المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.

- شدد وزير الدفاع الإيطالي على جاهزية القوات المسلحة للمشاركة في خطة السلام الأميركية، مع التركيز على دور الشركات الإيطالية في إعادة الإعمار والجهود الإنسانية مثل مبادرة الغذاء من أجل غزة.

- أشار المبعوث الخاص لإيطاليا إلى إمكانية تقديم إسهامات أمنية واقتصادية بعد الحرب، واستئناف مهمة "يوبام" الأوروبية، مع اجتماع غير معلن بين ميلوني وتوني بلير لدعم خطة ترامب بشأن غزة.

أكد مسؤولون في إيطاليا مجدداً اليوم الجمعة استعداد روما للاضطلاع بدور في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لا سيما على المستويين الأمني والإنساني. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إن نظيره المصري بدر عبد العاطي أبلغه أمس، أن القاهرة ستوجه دعوة رسمية إلى رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني لحضور الاحتفالية الكبرى للتوقيع الرسمي على وقف إطلاق النار يوم الاثنين المقبل في مصر.

وأضاف تاجاني، في حديث لبرنامج "ريستارت" على تلفزيون "راي 3" الحكومي، أن "هذه الدعوة تعني أن إيطاليا ستكون حاضرة من خلال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار وحوكمة المرحلة الجديدة". وتابع: "بمجرد أن ننتقل من الهدنة إلى السلام، سنكون على استعداد أيضًا لإرسال عسكريينا "الكارابينييري" لضمان الأمن"، مشيراً إلى أنهم "موجودون بالفعل في أريحا لتدريب الشرطة الفلسطينية، وفي رفح لمراقبة المعابر بين مصر وغزة". وختم بقوله إن "إيطاليا ستكون لاعباً رئيسيًا، وسوف نبذل قصارى جهدنا لضمان أن تتحول الهدنة إلى سلام دائم".

من جهته، شدد وزير الدفاع الإيطالي، غيدو كروسيتو، في منشور على منصة "إكس" أمس الخميس، على أن "إيطاليا، ولا سيما قواتها المسلحة، مستعدة وستظل مستعدة للاضطلاع بدورها، في التنفيذ الملموس لخطة السلام الأميركية لغزة، كما فعلت دائماً وكما أثبتت في جميع المهام الدولية التي شاركت فيها لمساعدة ودعم عمليات السلام".

وفي السياق، ذكرت صحيفة "إل جورنالي" الإيطالية اليوم، أنه من المفترض أن تلعب قوات "الكارابينييري" (الدرك) "دور قوة دولية، لما تتميز به من خصائص فريدة. أولًا، هي القوة الوحيدة القادرة على أداء المهام العسكرية والشرطية معاً. علاوة على خبراتها المتراكمة في المنطقة، في كل من لبنان والضفة الغربية، حيث دربت قوات الأمن الفلسطينية". وفي تصريح خاص بالصحيفة، رأت روبرتا أناتي، رئيسة شبكة القيادة الأوروبية (Elnet) التي تقدم نفسها على موقعها الرسمي بأنها أهم لوبي موالٍ لإسرائيل في أوروبا، أن "الإرث الدبلوماسي التاريخي لإيطاليا في الشرق الأوسط يمكن أن يكون له دورٌ حاسمٌ في تعزيز مشاركة واسعة النطاق للشركات الإيطالية فائقة التميز في إعادة الإعمار". ولفتت الصحيفة إلى أنه "لا ينبغي لنا أن ننسى القضية الإنسانية، التي بذلت إيطاليا فيها جهوداً كبيرة من خلال مبادرة الغذاء من أجل غزة، وترغب في الاستمرار في الاضطلاع بدور رئيسي فيها في الأشهر المقبلة".

في هذا السياق، أوضح فرانشيسكو تالو، المستشار الدبلوماسي السابق لرئيس الوزراء والسفير السابق لدى إسرائيل، والمبعوث الخاص لإيطاليا حاليًا لمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، أنه "يمكن لإيطاليا، في فترة ما بعد الحرب، أن تقدم إسهاماتها سواء على الصعيد الأمني من خلال قوات الكارابينييري... وعبر استئناف مهمة يوبام الأوروبية للمساعدة في معبر رفح، أو على المستوى الاقتصادي في إعادة الإعمار".

وبعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح (يوبام) أُطلقت في إطار السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة للاتحاد الأوروبي في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، حيث يتمحور دورها في مراقبة نقطة العبور الحدودية بين قطاع غزة ومصر. وجاء عمل البعثة في إطار اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية حمل اسم "اتفاق رفح بشأن الحركة والعبور" في 15 نوفمبر 2005، حيث وافق الاتحاد على أن يكون طرفاً ثالثاً على معبر رفح الحدودي.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفتان إيطاليتان عن عقد ميلوني قبل نحو أسبوعين اجتماعاً غير معلن مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أُحيط بالسرية في مقر رئاسة مجلس الوزراء (قصر كيجي) بروما، وسط رغبة إيطاليا في الضلوع بدور في تطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.

المساهمون