استمع إلى الملخص
- يتوسط وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي بين الوفدين، حيث تجري المحادثات بشكل غير مباشر عبر تبادل النصوص، مع وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بعد لقائه بالرئيس الروسي بوتين.
- تهدف واشنطن لمنع تطوير سلاح نووي إيراني، بينما تؤكد طهران على الأغراض المدنية لبرنامجها، وسط تهديدات متبادلة وتفاؤل بإمكانية تحقيق السلام.
تبدأ إيران والولايات المتحدة، وسط ضغوط كبيرة، محادثات بشأن برنامج طهران النووي السبت في العاصمة العمانية مسقط، مع تهديد دونالد ترامب بعمل عسكري في حال الفشل بالتوصل إلى صفقة جديدة. وستكون هذه المحادثات الأعلى مستوى بهذا الشأن منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في عام 2018 خلال ولايته الأولى.
ووصل الوفد الإيراني المفاوض برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي إلى العاصمة العمانية مسقط، وفق ما ذكره التلفزيون الإيراني، مشيراً إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الإيراني والأميركي ستبدأ بعد ظهر اليوم السبت. وأضاف التلفزيون أن وفداً رفيع المستوى يرافق وزير الخارجية في هذه المفاوضات، يتكوّن من نائبه للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائبه للشؤون الحقوقية والدولية كاظم غريب أبادي، والمتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي وعدد آخر من الخبراء والمساعدين.
ومن المقرر أن يجري عراقجي صباح اليوم، بعيد وصوله إلى مسقط، مباحثات مع نظيره العماني بدر البوسعيدي الذي يتوسط بين وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف. وكان بقايي قد قال في منشور عبر منصة إكس في وقت سابق اليوم: "عازمون على توظيف جميع القدرات والإمكانات لصيانة قوة إيران ومصالحها القومية".
إلى ذلك، ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية أن طائرة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، هبطت في سلطنة عُمان قادمة من روسيا، وذلك بعد لقاء جمعه بالرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، استغرق أكثر من أربعة ساعات ونصف، بحسب الكرملين.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أنّ إيران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي"، وذلك قبيل محادثات السبت. وقال ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية: "أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي"، وذلك قبل ساعات من لقاء ويتكوف وعراقجي. وفي مؤشر على التباعد بين الجانبين، لم تؤكَّد صيغة المحادثات حتى الآن، إذ وصفتها الولايات المتحدة بأنها مباشرة، بينما تصرّ إيران على وجود وسيط. وأصرّ البيت الأبيض الجمعة على أن المحادثات ستكون مباشرة.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، كارولاين ليفيت، لصحافيين: "ستكون هذه محادثات مباشرة مع الإيرانيين، أريد أن يكون ذلك واضحاً تماماً"، مضيفة: "يؤمن الرئيس بالدبلوماسية والمحادثات المباشرة، والتحدث مباشرة في القاعة نفسها".
من جهتها، ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن الوفدين يصلان السبت، ويبدآن محادثات غير مباشرة بعد اجتماع مع وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي. وأوضحت الوكالة أن المحادثات يتوقع أن تبدأ في فترة بعد الظهر، على أن يكون البوسعيدي وسيطاً فيها. ولم يتضح بعد إن كانت المحادثات ستقتصر على يوم السبت.
وتحدثت وكالة نور نيوز الإيرانية، المقربة من المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي شمخاني، كذلك عن طريقة التفاوض، لافتة إلى أن عراقجي وويتكوف سيتفاوضان بواسطة وزير الخارجية العماني، الذي سيقوم بدوره "بتبادل نصوص مكتوبة" بين الطرفين. ويأتي هذا بعدما قال السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي، أمس الجمعة، إن الوفدين، الإيراني والأميركي، "قد يتفقان غداً بشأن إطار المفاوضات وشكلها، ثم يقرران بشأن الملفات القابلة للتفاوض". وأضاف جلالي أنه لا يمتلك معلومات دقيقة عن التفاصيل، "لكن يمكنني القول إنها الجولة الأولى، وقد يتفقان في البداية على إطار المفاوضات ثم تحديد الأهداف"، وفق وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية.
إلى ذلك، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أبو الفضل ظهره وند، إنه "يجب حالياً تحديد أجندة المفاوضات"، مضيفاً في حديث مع وكالة "إيلنا" الإيرانية العمالية الإصلاحية: "علينا أن نعلم ما هو المطلب الرئيس والموضوعات الرئيسة التي يطرحها الوفد الأميركي بعيداً عمّا يتحدثون عنه في الإعلام"، مؤكداً أن الموقف الإيراني "واضح وشفاف، وتم التعبير عن بأشكال مختلفة".
وأوضح أنه إذا طرح الوفد الأميركي في المفاوضات أيضاً "مطالب واهية، فلن يتحقق شيء اسمه التفاوض"، قائلاً في معرض رده على سؤال بشأن ما إذا كانت المفاوضات ستصبح مباشرة بدعوة ويتكوف إلى طهران، إن "شكل المفاوضات ليس مهماً"، مؤكداً أن مفاوضات مسقط إذا حققت فائدة، "فلا مشكلة في مجيء السيد ويتكوف إلى طهران".
وأعلن ترامب عقد المحادثات بشكل مفاجئ قبل أيام قليلة خلال حديث أمام صحافيين في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتأتي المحادثات بين الجانبين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ عقود، عقب تهديدات متكررة بشنّ عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على الجمهورية الإسلامية.
وقال ترامب الأربعاء، رداً على سؤال عما سيحدث إذا فشلت المحادثات في التوصل إلى اتفاق، إنه "إذا تطلب الأمر تدخلاً عسكرياً، فسيكون هناك تدخل عسكري". ورداً على تهديد ترامب، قالت إيران إنها قد تطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما حذرت الولايات المتحدة من أنه سيكون "تصعيداً".
وتريد واشنطن منع إيران من الاقتراب من تطوير قنبلة نووية من خلال إجبارها على إنهاء برنامجها النووي، فيما تؤكد طهران أن البرنامج مخصص للأغراض المدنية فقط. وبعد انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق المبرم في 2015، تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجاً. ومطلع ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو "ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60%"، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقريرها الأخير، أنّ إيران تمتلك 274,8 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، معربة عن "قلق عميق". وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60%، تقترب إيران من نسبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي.
وأكد علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، الجمعة، أن إيران تبحث عن اتفاق "واقعي وعادل" مع الولايات المتحدة. كذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن تفاؤله بالمحادثات، قائلاً في اجتماع حكومي: "نأمل أن تقود إلى السلام".