استمع إلى الملخص
- سقوط نظام بشار الأسد شكل ضربة استراتيجية لإيران، حيث فقدت أحد أكبر حلفائها في الشرق الأوسط، مما سيؤثر على موازين القوى الإقليمية والدولية، خاصة مع تزايد نفوذ تركيا في سوريا.
- المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، اتهم إسرائيل وأميركا بالتخطيط لسقوط النظام السوري، مشيراً إلى دور تركيا في الأحداث.
أعلن سفير إيران لدى سورية، حسين أكبري، اليوم الأحد، أن سفارة بلاده ستستأنف نشاطها في دمشق قريباً، مشيراً إلى أنه كان في السفارة ليلة سقوط نظام بشار الأسد، و"كنا نجري لقاءات ونرصد الأوضاع من كثب قبل أن نعلم أنهم قد صالحوا وانتهى الأمر".
وأضاف أكبري أنه في الساعة الحادية عشرة ليلاً قبل فجر سقوط الأسد "أبلغت الزملاء بأنه لا فائدة من البقاء هنا"، وقد جرى إخلاء السفارة بعد ذلك "بعدما توقعنا أن أول مكان سيجري اقتحامه هو سفارتنا، وهو ما حصل، حيث هاجمها مجهولون وقنصليتنا والسفارة العراقية"، مضيفاً أنه جرى نقل الطاقم إلى بيروت.
وأكد أن هيئة تحرير الشام بعد وصولها إلى دمشق "أعلنت أنه لا مشكلة وقامت بتأمين السفارة"، مضيفاً أنها قد طمأنت إيران وأعلنت أنها "قدمت سابقاً ضمانات" بشأن سلامة السفارة والقنصلية الإيرانيتين، ومشيراً إلى أنه "لم يصب أي إيراني بأذى" خلال الحوادث الأخيرة في سورية.
وتابع السفير الإيراني أن "سورية لن تصبح مثل ليبيا لكن الكيان الصهيوني وأميركا لن يسمحا بتشكيل حكومة مقتدرة قوية في سورية"، مشيرا إلى أن "الساسة السوريين لم يكونوا يتصورون سقوط النظام بهذه السرعة".
وبسقوط نظام بشار الأسد، تلقت إيران ضربة استراتيجية بخسارتها أحد أكبر حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط وفي "محور المقاومة"، بعد علاقة دامت لأكثر من أربعة عقود منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979. لذلك، فإن تداعيات سقوط الأسد أكبر من أبعادها الشتى في الداخل السوري، وستكون له ارتدادات وتبعات قوية ومتعددة الجوانب على التجاذبات والاصطفافات وموازين القوى في المنطقة بين إيران وقوى إقليمية ودولية معادية لها، مثل إسرائيل وأميركا، أو منافسة لها مثل السعودية وتركيا، خصوصاً الأخيرة، وهي جارتها الغربية، التي باتت اليوم صاحبة اليد العليا في سورية لقرب المعارضة السورية منها.
وفي أول تعليق له على إسقاط نظام بشار الأسد، قال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، الأربعاء الفائت، إن ما حصل هو "نتيجة مخطط إسرائيلي أميركي". وأكد: "ما لا يدعو للشك أن ما حصل في سورية هو نتاج تخطيط في غرفة العمليات الأميركية والإسرائيلية"، مضيفاً أن "لدينا أدلة على ذلك لا تترك مجالاً للشك"، متهماً تركيا، من دون تسميتها، بالضلوع في ذلك عندما قال إن "دولة جارة لسورية لعبت دوراً واضحاً في ذلك وما زالت تلعبه، والجميع يرون ذلك، لكن المخطط الرئيس والمتآمر كانت غرفة القيادة في أميركا والكيان الصهيوني".