إيران توجه رسائل إلى الإدارة الأميركية المقبلة متوقعةً سقوط ترامب

إيران توجه رسائل إلى الإدارة الأميركية المقبلة متوقعةً سقوط ترامب "ناشر الكراهية"

07 نوفمبر 2020
روحاني: نأمل أن تكون تجربة الأعوام الثلاثة درسا للإدارة الأميركية (الأناضول)
+ الخط -

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم السبت، الإدارة الأميركية المقبلة إلى التعلم من تجربة إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في التعامل مع الجمهورية الإسلامية، مشدداً على أن سياسة فرض العقوبات لن تحقق أهدافها.

واعتمد ترامب، الذي يبدو قريباً من خسارة الانتخابات الرئاسية لصالح منافسه الديموقراطي جو بايدن، سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، لا سيما منذ انسحابه الأحادي من الاتفاق حول برنامجها النووي عام 2018، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية قاسية عليها.

وقال روحاني، في خطاب متلفز "نأمل أن تكون تجربة الأعوام الثلاثة درسا للإدارة الأميركية المقبلة لاحترام القانون والقواعد والعودة إلى التزاماتها، وأن يكافأ شعب إيران العزيز أيضاً على صبره ومقاومته". وتابع الرئيس الإيراني "لقد واجه شعبنا الإرهاب الاقتصادي على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وأظهر مقاومة وصبراً لا مثيل لهما. قرار بلادنا كان واضحا دائما، أيا يكن الوضع: أمتنا ستواصل المقاومة والصبر إلى أن ينحني الطرف الآخر أمام القوانين والقواعد".

وأبدى روحاني أمله في أن "يدرك أولئك الذين يفرضون العقوبات، أن مسارهم كان خاطئا، وأنهم لن يحققوا أهدافهم بأي شكل من الأشكال". وسبق لبايدن أن أبدى خلال حملته الانتخابية، نيته خوض "مسار موثوق به للعودة إلى الدبلوماسية" مع إيران، في حال فوزه بالرئاسة، وإمكان العودة للاتفاق النووي معها.

ومع تعزيز جو بايدن تقدمه للفوز بالرئاسة الأميركية، تراجع احتمال تجدد ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مهندس استراتيجية "الضغوط القصوى" على إيران، أعربت الحكومة الإيرانية عن أملها في أن تتغير هذه الاستراتيجية. وقالت الحكومة الإيرانية إن "الساكن الجديد في البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني يمكنه تغيير السياسة (الأميركية) وإنهاء العملية والسياسة التي أطلقها ترامب مع شن الحرب على الاتفاق النووي والحرب على معيشة الإيرانيين ورخائهم".  

وعبّر عن هذا الموقف، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مقال نشرته صحيفة "إيران" الرسمية، اليوم السبت، مؤكدا أن "الضغوط القصوى وصلت اليوم إلى النهاية وعلى عكس تصورات ترامب فإن إيران لم تنهر وهي بمقاومتها تخوض تجربة الاقتصاد من دون النفط".  

وأضاف ربيعي أن "أي إدارة ستحكم أميركا لن يبقى أمامها عقوبات لتفرضها باعتراف المسؤولين في إدارة ترامب"، داعياً الإدارة الأميركية الجديدة إلى "العودة إلى المسار العقلاني والابتعاد عن السياسات المعادية للشعوب والداعية إلى الحروب"، في إشارة غير مباشرة إلى المسار الدبلوماسي الذي سلكه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع طهران، وتوّج بالاتفاق النووي عام 2015.  

وقال المتحدث الإيراني إن نتائج الانتخابات الأميركية ليست حتمية بعد، لكنه توقع "سقوط الرئيس الأميركي الذي ينشر الكراهية" في إشارة إلى ترامب، مشيراً  إلى أن الموقف الإيراني من الانتخابات الأميركية ونتائجها لن تغير من سياسات البلد، وهو ما عبر عنه المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني خلال الأسبوع الماضي. 

وكان خامنئي قال إن "سياساتنا لن تتغير مع رحيل ومجيء الرؤساء الأميركيين"، لافتاً إلى أنه لا يهم من سيفوز بالانتخابات الأميركية "بل يهمنا السلوك والمسار الذي سيتخذه". وأكد ربيعي أن "هذه التصريحات لا تعني تجاهل أنه يمكن أن تكون هناك فروق في سلوك الرؤساء الأميركيين، بل هي تأكيد على مبادئ تقود السياسة الخارجية" الإيرانية، منتقداً السياسات الأميركية تجاه إيران خلال ولاية ترامب.

وقال ربيعي إنه "بتكبره الذاتي (ترامب) ونزعته الحربية الناشرة للكراهية، ومن خلال تشكيل فريق أكثر معاداة للإنسانية في البيت الأبيض وفي عناد للإدارة الأميركية السابقة وبتحريض من دول في المنطقة، انسحب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات أحادية وغير شرعية".  

وفي رسالة إلى بايدن، أضاف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أن "الحل الذي طرحناه لإنهاء هذه الانتهاكات كان بسيطا للغاية، وهو العودة للاتفاق النووي والرضوخ للتعهدات التي قبلت بها إدارة أوباما باسم أميركا". يُشار إلى أنه رغم تأكيدات إيران الرسمية على أنه لا يهمها من سيفوز في الانتخابات الأميركية، لكن لا يخفى أنها تعد اللحظات لإنهاء حكم دونالد ترامب، وهو الرئيس الأميركي الأكثر عداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي مارس أقصى الضغوط على إيران، وعلى نحو لم يسبق لها مثيل خلال 40 عاما من الصراع بين الطرفين. 

وشن ترامب حربا اقتصادية شرسة وفرض عقوبات غير مسبوقة على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والمجموعة الدولية، بما فيها الإدارة الأميركية في عهد أوباما، فضلاً عن قيام إدارة ترامب باغتيال أرفع الجنرالات الإيرانية اللواء قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني مطلع العام الحالي في بغداد.  

وحظيت الانتخابات الأميركية  أيضا باهتمام شعبي وإعلامي غير مسبوق في إيران، خلال الأشهر الأخيرة، وزاد هذا الاهتمام خلال الأسبوعين الأخيرين مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، واستمر بشكل أكبر خلال الأيام الأخيرة، متابعة لنتائجها لمعرفة الفائز فيها.

وفيما لم تخف المعارضة الإيرانية رغبتها في تجدد ولاية ترامب، لكن شرائح شعبية وقوى وتيارات سياسية تراهن على هزيمته وفوز بايدن على أمل أن يعود إلى الاتفاق النووي وينهي العقوبات أو يخففها، لكن هناك من المراقبين والمحللين من يدعو إلى عدم التعويل الكبير على بايدن، مؤكدين أن فوزه لا يعني أن عودته إلى الاتفاق النووي ستكون تحصيل حاصل، وأن جوهر السياسة الأميركية تجاه طهران لن يتغير بمجيئه. 

من جهته، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم السبت، خلال جلسة اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، الإدارة الأميركية القادمة، إلى "العودة إلى الاتفاق النووي وجميع تعهداتها ليلامس الشعب الإيراني نتيجة صبره وصموده"، قائلاً إن "تجربة الأعوام الثلاثة الماضية كافية، لترضخ هذه الإدارة للقانون والمقررات"، أي تجربة ما بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي يوم 8 أيار/مايو 2018.  

وأكد روحاني أن بلاده واجهت، خلال هذه السنوات، "إرهابا اقتصاديا واجهته بصبر ومقاومة وصمود"، مشيراً إلى أنها لا تعتزم التراجع وستواصل مقاومتها "حتى يرضخ الطرف الآخر للقانون"، ومؤكداً أن "هذا قرار الدولة الواضح دائما"، وذلك في رسالة غير مباشرة إلى بايدن في ظل اقترابه من البيت الأبيض.  

وفي السياق، أعرب الرئيس الإيراني عن أمله أيضاً، في أن تصل واشنطن إلى "نتيجة أن مسارها خاطئ وغير صحيح وأنها لن تحقق أهدافها".  

بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تصريحات من فنزويلا، نشرتها وكالة "إيسنا" الإيرانية، أنه "لا نعلم بعد من سيفوز في النهاية في الانتخابات الأميركية، لكن من الواضح أن هناك فرقا بين الشخصين، (بايدن وترامب)"، غير أنه قال إن ما يهم إيران "ليست اللغة والمفردات وإنما الأداء والأفعال".  وأضاف أن واشنطن بانسحابها من الاتفاق النووي "مارست نشاطاً غير قانوني ضد إيران وألحقت أضرارا باقتصادنا وشعبنا، ولذلك إذا ما أرادت أن يتغير الوضع، فإن عليها أن تغير مسارها". 

المساهمون