إيران تنفي بدء محادثات نووية غير مباشرة: ننتظر قرار واشنطن
استمع إلى الملخص
- أشار بقائي إلى اجتماع ثلاثي في موسكو بين إيران وروسيا والصين لمناقشة الملف النووي، مع توقع مباحثات مع الاتحاد الأوروبي، مؤكداً على جاهزية القوات الإيرانية للدفاع وأهمية أمن الجيران.
- تناول بقائي الوضع في غزة، متهماً إسرائيل بجرائم ضد المسعفين الفلسطينيين بدعم أميركي، وأكد الرئيس الإيراني على رغبة إيران في التفاوض سلمياً دون السعي للحرب.
نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، صحة الأنباء عن بدء إيران مفاوضات غير مباشرة مع الإدارة الأميركية، واصفاً إياها بأنها "كاذبة"، مشيراً إلى أنّ طهران تنتظر قراراً أميركياً رداً على مقترح لإجراء مفاوضات غير مباشرة، وأنّ سلطنة عُمان ستكون أحد المرشحين الرئيسيين للعب دور الوساطة في حال بدأت، في حين أكد الرئيس مسعود بزشكيان إن بلاده تؤمن بالتفاوض "لكن ليس بأي ثمن".
وقال بقائي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنّ عدة لاعبين سبق أن مارسوا دورهم خلال السنوات الماضية في الوساطة بين طهران وواشنطن، منهم الاتحاد الأوروبي وسلطنة عُمان "التي لعبت دوراً مؤثراً" قبل الاتفاق النووي عام 2015 وبعده. وأضاف: "إذا بدأ مسار جديد للتفاوض (غير المباشر)، فعُمان ستكون أحد المرشحين الرئيسيين للعب هذا الدور المهم".
وكانت طهران قد أرسلت أخيراً الرسالة الجوابية على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عبر سلطنة عُمان، التي تلعب دور الوساطة بين البلدين منذ قرابة أربعة عقود. وشدد بقائي على أنّ "التطمينات بشأن سلمية البرنامج النووي الإيرانية متاحة بالكامل"، قائلاً إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لديها قدرات الرقابة والأدوات اللازمة للقيام بأنشطة التفتيش والتأكد من سلمية البرنامج النووي الإيراني.
ووصف المسؤول الإيراني مقترح بلاده للتفاوض غير المباشر مع الإدارة الأميركية بأنه مقترح "سخي وقرار مسؤول وعقلاني بالنظر إلى خلفيات وسوابق هذا الموضوع ومسارات الملف النووي خلال العقد الماضي"، مضيفاً: "إننا ننتظر قرار أميركا بهذا الخصوص".
وكشف بقائي عن عقد اجتماع ثلاثي اليوم وغداً في موسكو بين إيران وروسيا والصين لإجراء مناقشات بشأن الملف النووي الإيراني والتطورات المرتبطة به، مشيراً إلى أن جولة مباحثات أخرى ستُعقد قريباً مع المسؤولين الجدد للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وفي معرض ردّه على سؤال بشأن تقرير وكالة رويترز عن استعدادات القوات العسكرية الإيرانية لمواجهة هجوم محتمل، وتحذيرات طهران لدول إقليمية من احتمال تعرّض إيران لهجمات انطلاقاً من أراضيها وأجوائها، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه "من الطبيعي أن تكون القوات العسكرية والدفاعية لبلد في جهوزية واستعداد للدفاع عن وحدة أراضيها"، مؤكداً أنّ القوات الإيرانية كانت وما زالت جاهزة ومستعدة، و"بيان هذا ليس بحاجة إلى مصدر مطلع، فأي مصدر غير مطلع أيضاً يعلم ذلك"، مقللاً من أهمية ما نشرته "رويترز".
وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن بلاده مستعدة لأي سيناريو والرد "السريع والفوري والشامل" على أي اعتداء، مؤكداً أنّ "أمن الجيران والمنطقة جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الإيراني (...) لم نكن يوماً جزءاً من أي تحالف للاعتداء على أي دولة جارة"، مضيفاً أن دول الجوار تدرك مخاطر التدخل والتهديدات الخارجية.
وأشار بقائي إلى حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة قائلاً إنّ "الكيان الإسرائيلي استهدف في جريمة حديثة المسعفين الفلسطينيين في غزة بشكل متعمد، ما أدى إلى استشهاد 15 مسعفاً"، مشيراً إلى أنه على مدى عامين من العدوان على غزة والضفة الغربية، ينتهك باستمرار القوانين الإنسانية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن الاحتلال يرتكب هذه الجرائم بدعم أميركي لمحو فلسطين وتهجير سكانها.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الاثنين، أن بلاده تؤمن بالتفاوض، "لكن ليس بأي ثمن"، مضيفا خلال لقاء مع قادة أحزاب إيرانية أن طهران لا تسعى إلى "الحرب والفوضى والقنبلة النووية، بل نريد التفاوض، لكن على الأميركيين أن يثبتوا أنهم بصدد مفاوضات حقيقية"، مشيرا إلى أن طهران "لا تريد استخداما غير سلمي لقدراتها النووية (...) هذا ليس مجرد كلام، بل هو فتوى شرعية من قائد الثورة" علي خامنئي، وفق ما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
كما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الاثنين، في تصريح خاص لوكالة تسنيم الإيرانية المحافظة، إن "الكرة اليوم في الملعب الأميركي للرد على مقترح الجمهورية الإسلامية ونحن لسنا متعجلين"، نافياً صحة الأنباء في الصحافة الإيرانية عن أسماء المفاوضين الإيرانيين المحتملين للمفاوضات غير المباشرة مع واشنطن. وأكد عراقجي أن مسؤولية هذه المفاوضات المحتملة مع وزارة الخارجية تحت إدارة وزير الخارجية.