إيران تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وسط استمرار مباحثات فيينا

إيران تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وسط استمرار مباحثات فيينا

16 ابريل 2021
ينتظر أن تستمر الجمعة مباحثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بفيينا (بهروز مهر/ فرانس برس)
+ الخط -

قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، محمد باقر قاليباف، اليوم الجمعة، إن طهران أنتجت، في تمام الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقة من مساء أمس الخميس، الدفعة الأولى من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة في منشأة "نطنز".

واعتبر قاليباف، في تغريدة عبر "تويتر"، أن "إرادة الشعب الإيراني تصنع المعجزات وتحبط أي مؤامرة".

وفي خطوة تصعيدية كبيرة كانت إيران قد أعلنت، الثلاثاء، عن بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، فضلاً عن الإعلان عن تركيب ألف جهاز للطرد المركزي في منشأة نطنز.

من جهته، أكّد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، اليوم الجمعة، أن بلاده يمكنها "رفع نسبة تخصيب اليورانيوم وفي كل لحظة، وأصبح إنتاج اليورانيوم بأي درجة نقاء ممكناً"، كاشفاً عن أنها تنتج "الآن 9 غرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة في الساعة"، مضيفاً، في حديث مع وكالة "تسنيم" الإيرانية، أن المنظمة ستكشف عن المزيد من التفاصيل خلال الساعات المقبلة.  

وأشار إلى أن إيران ستزيد الكمية "بعد تحسينات في نطنز، حيث من خلال الضخ المتزامن سيتم إنتاج اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، و60 في المائة في آن واحد". 

 

وأوضح علي أكبر صالحي أن هجوم نطنز "لم يخلف أي تلوث إشعاعي، ولم يتوقف بعد تخصيب اليورانيوم"، كاشفاً عن إعطاب أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في إحدى الصالات، وقال إن المنشأة "فيها صالات عدة".  

وأردف أن التيار الكهربائي الرئيسي، الذي انقطع نتيجة الهجوم، سيتم توصيله الليلة.  

كذلك حاولت الرئاسة الإيرانية استخدام إنتاج اليورانيوم بنسبة 60 في المائة رداً على خصومها السياسيين من المحافظين، حيث قال رئيس مكتب الرئيس الإيراني، محمود واعظي، في تغريدة عبر "تويتر"، إن هذا الحدث "رد على جميع أولئك الذين كانوا يمارسون الشعوبية خلال السنوات الماضية، من خلال القول إن الصناعة النووية الإيرانية قد تعطلت نتيجة الاتفاق النووي".  

وتأتي هذه التطورات في وقت ينتظر أن تستمر، اليوم الجمعة، مباحثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا على مستوى الخبراء لتحديد العقوبات الأميركية التي ينبغي رفعها عن إيران، وخطوات طهران النووية التي يجب أن تتخذها. 

وتأتي مباحثات اليوم بعد اجتماع أمس الخميس على مستوى مساعدي وزراء الخارجية والمديرين السياسيين للدول الأعضاء المتبقية في الاتفاق، وهي إيران والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. 

ومباحثات فيينا النووية هي الجولة الثالثة التي تعقد بالأساس، بشكل غير مباشر، بين إيران والولايات المتحدة المنسحبة من الاتفاق النووي، حيث تجري أطراف الاتفاق مفاوضات بين الطرفين كل على حدة، على أمل تقريب وجهات النظر بينهما، لكن مخرجات المباحثات لم تتجاوز حتى الآن الاتفاق على عقد المزيد من جلسات التفاوض، وذلك على ما يبدو لصعوبة التوفيق بين الموقفين الإيراني والأميركي المتباعدين. 

مخرجات المباحثات لم تتجاوز حتى الآن الاتفاق على عقد المزيد من جلسات التفاوض، وذلك على ما يبدو لصعوبة التوفيق بين الموقفين الإيراني والأميركي المتباعدين

وتعقد هذه الجولة من المفاوضات على وقع هجوم استهدف منشأة نطنز الإيرانية الأحد الماضي، وما تبعه من خطوات نووية إيرانية تصعيدية رداً على الهجوم الذي اتهمت إسرائيل بتنفيذه. 

ورفعت إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة، وقامت بتركيب ألف جهاز للطرد المركزي من الجيل السادس IR6، الأمر الذي لقي اعتراضات أميركية وأوروبية وسعودية شديدة.

واليوم الجمعة، أكّد مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي يترأس وفد بلاده في مباحثات فيينا، للتلفزيون الإيراني، "ضرورة" إعداد الولايات المتحدة قائمة للعقوبات التي يجب أن ترفع، قائلاً إنه "من دون هذه القائمة لن يحدث شيء"، مع تأكيده أن إيران أيضا "مستعدة لإعداد قائمة للإجراءات النووية التي يجب أن تُتخذ". 

ويأتي الموقف فيما تطالب طهران بإلغاء نحو 1600 عقوبة أميركية فرضت عليها، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، وحتى إنها تطالب أيضاً برفع عقوبات ظلت قائمة منذ أيام الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، وغير مرتبطة بالاتفاق.

لكن حتى اليوم لم تظهر الإدارة الأميركية استعدادها لتلبية هذا المطلب الإيراني، أي رفع جميع العقوبات، لكن ثمة تسريبات إعلامية تشير إلى وجود استعداد لديها لتخفيف العقوبات مقابل عودة إيران إلى التزاماتها النووية.  

وأضاف عراقجي أن الوفد الإيراني خلال مباحثات الخميس في فيينا احتجّ على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على شخصيات وكيانات إيرانية، بدواعي انتهاكات حقوق الإنسان، معتبراً أن هذه العقوبات تستهدف "إضعاف" المفاوضات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي).

وأوضح أن "الأوروبيين لم يتجاهلوا فقط العمل التخريبي (في نطنز)، بل انشغلوا بفرض عقوبات جديدة، وهذا أمر مرفوض تماماً"، مضيفاً: "قلنا لهم إن العقوبات التي فرضتموها بسبب حقوق الإنسان قبل يومين نعتبرها مرتبطة بالاتفاق النووي، لأنكم في خضم مباحثات فيينا قررتم وضع هذه العقوبات، وهذا بكل تأكيد يضعف المفاوضات والاتفاق النووي".

وشهدت مباحثات الخميس "تبادل الآراء بطريقة صعبة للغاية"، بحسب رئيس الوفد الإيراني، الذي قال إن "الجميع اتفقوا على التحرك إلى الأمام، وعلى الرغم من أن ثمة خلافات قائمة، لكن مصالحنا المشتركة تستدعي التحرك إلى الأمام، ويجب تسريع المسار للوصول إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن".  

وأضاف: "لا يمكنني القول إنني متفائل، لكنني أرى أننا نسلك مساراً جيداً على الرغم من تأثيرات سلبية لتطورات الأيام الماضية، والتي يجب إدارتها"، مؤكداً أن قائمة العقوبات التي تطالب بلاده برفعها "يجب أن تشمل أشخاصاً من دول أخرى فرضت عليهم عقوبات بسبب التعاون مع إيران".

المساهمون