إيران تكثف ملاحقة "العملاء": تفكيك خلايا وضبط مسيّرات
استمع إلى الملخص
- تزايد استخدام الطائرات المسيّرة الصغيرة في إيران يشكل تحدياً أمنياً، حيث تُستخدم لإرباك الدفاعات، وتم اعتقال أشخاص بتهم نشر محتويات داعمة لإسرائيل.
- أعادت منظمة الباسيج تفعيل نقاط التفتيش والدوريات، وأكد المجلس الأعلى للأمن القومي عزمه على التصدي للتعاون مع إسرائيل بفرض عقوبات صارمة.
كثّفت الأجهزة الأمنية الإيرانية حملاتها لملاحقة المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي الذين تقول إيران إنه أصبح لهم دور كبير في تنفيذ الهجمات داخل أراضيها، سواء عبر إطلاق الطائرات المسيّرة الصغيرة وتوجيهها، أو تنفيذ تفجيرات للسيارات، أو غيرها من الأعمال التخريبية المماثلة. وقد بلغ عدد المعتقلين ممن وصفتهم السلطات بـ"عملاء وجواسيس" الاحتلال الإسرائيلي، وكذا داعميه على شبكات التواصل الاجتماعي، حوالي 200 شخص منذ يوم الجمعة وحتى مساء الاثنين.
وأعلنت أجهزة الأمن الإيرانية، اليوم، عن تنفيذ عدة عمليات أسفرت عن اعتقال أشخاص متورطين في أنشطة تجسس والمشاركة في الهجمات الإسرائيلية. ونشرت وكالة "نور نيوز" الإيرانية صوراً للعثور على منصات إطلاق صواريخ من طراز "سبايك" مخصصة لقمع الدفاعات الجوية ومجهزة بأنظمة تحكم عن بُعد عبر الإنترنت. كما أفاد الأمن الإيراني في محافظة أصفهان، التي تضم مواقع نووية وعسكرية مهمة، بضبط معدات وأجزاء تدخل في صناعة الطائرات المسيّرة داخل ورشة في أطراف المدينة، بالإضافة إلى اعتقال أربعة أشخاص متهمين بالتعاون مع الكيان الصهيوني واستمرار التحقيقات معهم.
وفي السياق نفسه، أعلنت الشرطة الإيرانية، اليوم الاثنين، عن تفكيك خلية عملياتية "مهمة" مرتبطة بالكيان الإسرائيلي في طهران واعتقال 28 شخصاً. وشهدت إيران في الأيام الثلاثة الماضية تزايداً كبيراً في إطلاق الطائرات المسيّرة صغيرة الحجم من داخل البلاد، ما شكل معضلة أمنية بسبب كثافة استخدامها. وحول ذلك، قال الخبير العسكري الإيراني مرتضى الموسوي إن "العدو يواصل استخدام الأجسام المسيّرة الصغيرة بقصد إرباك الدفاعات وفتح الطريق أمام الصواريخ"، مشيراً في تصريح له إلى أن هذه المسيّرات تُطلق عبر عملاء محليين بواسطة سيارات وشاحنات، بطريقة مماثلة لما يجري في أوكرانيا، ما يصعّب رصدها ويزيد من أهمية المعلومات التي يقدمها المواطنون.
وفي بيان صدر مساء أمس الأحد، أعلنت قيادة قوات الأمن الداخلي القبض على عميلين مرتبطين بجهاز الموساد الإسرائيلي في عمليتين منفصلتين في مدينة فشافويه بقضاء ري جنوب طهران، وضبط أكثر من 200 كيلوغرام من المتفجرات والمعدات و23 طائرة مسيّرة ومنصات إطلاق وأجهزة توجيه وسيارة "بيك آب" بحوزتهما.
اعتقالات "داعمي" إسرائيل
كما أعلنت الشرطة اعتقال 60 شخصاً في محافظة أصفهان بتهمة التشويش على الرأي العام عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنهم حاولوا "نشر الشائعات والمحتويات الداعمة للكيان الصهيوني وزعزعة الأمن النفسي". وتصل عقوبة نشر مثل هذه المحتويات إلى السجن بين عامين وخمسة أعوام. وفي محافظة كرمان جنوب شرقي البلاد، أعلنت الشرطة اعتقال خمسة أشخاص (امرأتين وثلاثة رجال) بتهمة الانحياز للعدوان الإسرائيلي وإثارة الرأي العام وممارسة الدعاية ضد النظام.
كما أعلنت شرطة خراسان الشمالية القبض على خمسة أشخاص بتهمة نشر محتويات معادية لأمن البلاد وداعمة للعدو بهدف الإخلال بأمن المجتمع النفسي. وفي محافظة أردبيل شمال غربي إيران، أعلنت الشرطة اعتقال خمسة أشخاص لإنشائهم قناة على تطبيق تليغرام ونشر محتويات سياسية معادية لأمن الدولة والنظام.
عودة دوريات الباسيج
في غضون ذلك، أفاد مسؤول في منظمة التعبئة (الباسيج) التابعة للحرس الثوري وكالة فارس للأنباء، اليوم الاثنين، بأن نقاط التفتيش التابعة للباسيج قد أعيد تفعيلها اعتباراً من الأحد في جميع أنحاء إيران، وأن هذه النقاط ستتوسع تدريجياً، بالإضافة إلى تسيير دوريات ليلية.
وفي مؤشر على درجة الخطورة التي بلغها الوضع، اضطر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى إصدار بيان غير مسبوق اليوم، أكد من خلاله عزمه التصدي الحازم والصارم وفرض أقصى العقوبات، أي الإعدام، ضد كل من يثبت تورطه في "أي تعاون استخباري وتجسسي لصالح الكيان الصهيوني".
ويشمل ذلك جمع ونقل معلومات حول الأماكن العسكرية أو الاستخبارية أو الحساسة في البلاد، أو من يقوم بتصنيع أو شراء أو بيع أو نقل أو حيازة أو استخدام الطائرات المسيّرة الصغيرة، سواء أكانت تحمل متفجرات أم لا، أو كل عمل من أعمال الحرق العمد أو التخريب في الأماكن أو الممتلكات والمنشآت العامة أو الخاصة، أو من خلال توفير وسيلة نقل أو دعم مالي أو معدات أو وسائل اتصال، بالإضافة إلى أي "محاولة واعية لتأييد أو تلميع صورة الكيان الصهيوني".
وفي السياق، صرح رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في كلمة له في مستهل جلسة البرلمان، أن "جزءاً كبيراً من ضربات العدو ليس هجوماً عسكرياً، بل يحدث عبر عناصر عملاء من الداخل". ودعا قاليباف الإيرانيين إلى "الإبلاغ بسرعة ودقة شديدة عن أي أمر مشبوه إلى الجهات الأمنية"، مقترحاً "تفعيل التعبئة الشعبية ميدانياً في جميع أنحاء البلاد بتنسيق من مسؤولي التعبئة والحرس الثوري"، ومؤكداً أن ذلك "يمكن أن يكون له دور فعال في السيطرة على الأنشطة الإرهابية وعمليات التخريب".