إيران تعلن إحباط "مخطط" لإضعاف موقفها في المفاوضات وتخشى إطالة أمدها

إيران تعلن إحباط "مخطط" لإضعاف موقفها في المفاوضات وتخشى إطالة أمدها

18 ابريل 2021
قاليباف يدعو الأجهزة الأمنية الإيرانية إلى رفع مستوى تأمين المنشآت النووية (فرانس برس)
+ الخط -

قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران محمد باقر قاليباف، اليوم الأحد، إن رفع بلاده نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمائة كان "رداً حاسماً على مخطط العدو لإضعاف موقفنا القوي في المفاوضات". 

وأشار إلى أن الهجوم الذي استهدف منشأة "نطنز" النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، الأحد الماضي، هدف إلى إضعاف هذا الموقف في مباحثات فيينا بشأن الاتفاق النووي.  

ودعا قاليباف الأجهزة الأمنية الإيرانية إلى رفع مستوى تأمين أمن المنشآت النووية، مؤكداً أن الرد على الهجوم "ضرورة حتمية سيكون في الوقت المناسب"، مع الحديث عن أن "الصناعة النووية الإيرانية أصبحت محلية، وأي محاولة غير محسوبة للضغط علينا باتت بلا تأثير بالكامل"، حسب قوله.  

وأضاف رئيس البرلمان الإيراني، خلال جلسة اليوم الأحد تابعها "العربي الجديد"، أن إقرار البرلمان قانون "الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات" الأميركية المفروضة على طهران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 "كسر أقفال الصناعة النووية" الإيرانية، في إشارة إلى القيود التي فُرضت عليها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والتي تخلت عنها إيران خلال عدة مراحل منذ الثامن من أيار/ مايو 2019 رداً على تداعيات العقوبات الأميركية.  

 

وأقرّ البرلمان الإيراني، مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قانون "الإجراء الاستراتيجي لرفع العقوبات" لاتخاذ خطوات نووية تصعيدية، من أهمها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 بالمائة، والتهديد برفعها إلى 60 بالمائة، قبل أن ترفعها أيضاً، الاثنين الماضي، إلى 60 بالمائة رداً على هجوم "نطنز"، فضلاً عن بدء إنتاج اليورانيوم المعدني ذي الاستخدام المزدوج، وتعليق البروتوكول الإضافي الذي يحكم الرقابة على البرنامج النووي الإيراني بموجب الاتفاق النووي.  

واعتبر قاليباف أيضاً أن هذا القانون منح الفريق الإيراني المفاوض في مباحثات فيينا "قدرة، وعزز موقفه لتوظيف هذه الفرصة لتحقيق هدف رفع جميع العقوبات الأميركية"، مضيفاً أن استهداف نطنز "تحول من تهديد إلى فرصة منقطعة النظير لاتخاذ خطوات أهم لأجل تطوير الصناعة النووية".  

مفاوضات استنزافية 

ولم يخف رئيس المؤسسة التشريعية الإيرانية قلقه من تحول المباحثات الدائرة في فيينا إلى "مضيعة للوقت ومفاوضات استنزافية"، قائلاً إن "العدو، إلى جانب إجراءاته الإرهابية، خطط لمفاوضات استنزافية تعطل الهياكل السياسية والاقتصادية في البلاد بشكل كامل انتظاراً لمخرجات مفاوضات بلا نتيجة".  

وعزا إطالة أمد المفاوضات إلى محاولات "الأعداء فرض مطالبهم على إيران من خلال ممارسة الخداع والضغط"، مؤكداً أن إيران لن تعود إلى تعهداتها النووية إلا بعد تنفيذ الطرف الآخر جميع التزاماته ورفع العقوبات بشكل كامل.  

وفيما تبدي أوساط محافظة في إيران خشيتها أن تقدّم الحكومة الإيرانية تنازلات في مباحثات فيينا، أكد كاظم غريب أبادي، مندوب إيران الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو عضو بفريق التفاوض الإيراني، اليوم الأحد، أنّ "الوفد يرسل تقارير منتظمة عن نتائج المباحثات إلى كبار المسؤولين في الدولة لاتخاذ القرارات اللازمة". 

وأوضح، وفقا للتلفزيون الإيراني، أن "ما يجري حالياً في مباحثات فيينا هو إيجاد تصور واضح وشفاف حول رفع العقوبات"، قائلاً "من الضروري فهرسة العقوبات وقياس جدية أميركا في مزاعمها بالعودة إلى الاتفاق النووي والالتزام الكامل به".  

 

وشدد على أن "أساس عمل الفريق المفاوض هو المبادئ التي حددها قائد الثورة الإسلامية كسياسة النظام في هذا الخصوص".  

وكان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في السياسات الإيرانية، قد أكد قبل نحو شهر أن سياسة إيران "القطعية هي رفع جميع العقوبات والتحقق العملي من رفعها"، قبل عودتها إلى تعهداتها النووية التي أوقفتها.  

وبدأت أطراف الاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، مباحثات في فيينا مجتمعة منذ الثاني من الشهر الجاري، على مستوى مساعدي وزراء الخارجية.

وعُقدت الجولة الثالثة لهذه المفاوضات أمس السبت، واتفقت الأطراف على مواصلتها على مستوى الخبراء لتحديد العقوبات التي يجب أن ترفعها واشنطن والخطوات النووية التي يجب أن تتخذها طهران.

وأجرت مجموعة 1+4 مباحثات مع كل من إيران والولايات المتحدة على حد سواء، في محاولة لتقريب وجهات النظر بينهما لحلحلة أزمة الاتفاق النووي. ومنذ مساء أمس السبت، عقد وفد إيران مباحثات منفصلة مع الوفود المشاركة في مباحثات فيينا.  

الجيش الإيراني يستعرض قدراته

استعراض الجيش الإيراني، وهو إحدى المؤسستين العسكريتين في إيران إلى جانب "الحرس الثوري"، اليوم الأحد، قدراته العسكرية في يومه الوطني، من دون قيام وحداته المشاة باستعراض بسبب ظروف تفشي كورونا في إيران.  

واكتفى الجيش الإيراني باستعراض آخر إنتاجاته العسكرية من المدرعات والمسيرات والمعدات الثقيلة والمنظومات الصاروخية والدبابات.  

وفي رسالة بمناسبة يوم الجيش، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "الجيش وحرس الثورة باتا اليوم أكثر حرفية من قبل"، مشيداً بدور المؤسسة العسكرية في السنوات الماضية في مواجهة "الحرب الاقتصادية" في إشارة إلى العقوبات الأميركية على إيران.  

 

وزير خارجية صربيا يزور طهران 

وعلى صعيد آخر، أجرى وزير الخارجية الصربي، نيكولا سلاكوفيتش، اليوم الإثنين، مباحثات مع روحاني بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية الدولية.  

وأكد الرئيس الإيراني خلال اللقاء دعم طهران لـ"الوحدة الوطنية لصربيا"، وتعزيز التعاون بين البلدين، مشيراً إلى العقوبات التي تتعرض لها إيران. 

وقال إنه بعد إبداء الإدارة الأميركية الجديدة رغبتها في العودة إلى الاتفاق النووي وبعد رفع شامل للعقوبات سيتشكل فضاء جديد للتعاون الاقتصادي بين إيران والعالم، داعياً "الدول الصديقة إلى اغتنام هذه الفرصة". 

من جهته، أكد وزير خارجية صربيا عزم بلاده إقامة "علاقات ودية" مع إيران، معلنا أنها دعمت الاتفاق النووي، مع الإعراب عن أمله في أن "تحل المشاكل المرتبطة بهذا الاتفاق الدولي في أسرع وقت ممكن".  

وكان سلاكوفيتش قد وصل إلى طهران أمس السبت وأجرى مباحثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.