إيران تعلق على بايدن: التعاون مع الصين جزء من "المقاومة الفعالة"

إيران تعلق على بايدن: التعاون مع الصين جزء من "استراتيجية المقاومة الفعالة"

29 مارس 2021
شمخاني: قلق بايدن صحيح بالكامل (أسيف حسن/فرانس برس)
+ الخط -

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، اليوم الإثنين، أن وثيقة التعاون الشامل بين بلاده والصين "جزء من استراتيجية المقاومة الفعالة" الإيرانية، التي تقول طهران إنها تتبعها ردا على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018، والسياسات الأميركية تجاهها.

وأضاف شمخاني، في تغريدة على "تويتر"، أن "العالم ليس الغرب فقط، والغرب ليس أميركا المنتهكة للقانون، والدول الأوروبية الثلاث الناكثة بالعهود"، في إشارة إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا الشريكة بالاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015.

وتعليقا على تعبير الرئيس الأميركي جو بايدن عن قلقه من وثيقة التعاون بين إيران والصين، قال شمخاني إن "قلق بايدن صحيح بالكامل، فنمو تعاوننا الاستراتيجي في الشرق يسرع أفول أميركا"، حسب قوله.

وأمس الأحد، قال الرئيس الأميركي، ردا على سؤال لأحد الصحافيين عما إذا كان قلقا من الشراكة بين الصين وإيران، إن لديه قلقا تجاه الشراكة المتزايدة بين البلدين منذ سنوات.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ونظيره الصيني وانغ يي، قد وقعا السبت، في طهران، على "وثيقة برنامج التعاون الشامل بين إيران والصين لـ25 عاماً"، في خطوة لافتة لتعزيز الروابط والعلاقات بين البلدين. 

وتغطي "وثيقة برنامج التعاون الشامل" بين إيران والصين لفترة 25 عاماً، مختلف المجالات: السياسي والأمني والاقتصادي والدفاعي والزراعي والثقافي والإعلامي والشعبي. 

وتؤكد الوثيقة، بحسب ما تسرب منها إلى الإعلام، أن بكين وطهران تسعيان من خلالها إلى "توجيه الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران على أساس ربح ـ ربح في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية".

كذلك، تنصّ الوثيقة على تعزيز التعاون العسكري والأمني الثنائي، وتبادل الخبرات العسكرية، وإجراء المناورات المشتركة، مشيرة إلى أن "الطرفين، في إطار الحفاظ على مبدأ التعددية، سيحافظان على تنفيذ مضمونها في مواجهة الضغوط غير القانونية للأطراف الثالثة". 

ولم ينشر نص الوثيقة بعد، لكن ما نشر منها يشير إلى التركيز على البعد الاقتصادي والاستثمارات الصينية الهائلة في الاقتصاد الإيراني، يقدرها مراقبون بنحو 450 مليار دولار. 

وأثارت اتفاقية الشراكة بين إيران والصين سجالا داخل إيران بين المدافعين عنها والمنتقدين لها، وسط اتهامات لطهران بتقديم تنازلات للصين، منها تسليم جزر لها، غير أن الحكومة الإيرانية نفت صحة هذه الأنباء، مؤكدة أنها لم تقدم تنازلات، وأن "لا الحكومة الحالية ولا أي حكومة أخرى ستسلّم شبراً واحداً من الأراضي الإيرانية لأحد". 

ولا شك في أن الوثيقة بين إيران والصين تكشف عن تسارع وتيرة استدارة إيرانية نحو الشرق. وهو توجه مدفوع بالأساس بتعليمات رأس هرم السلطة في إيران، المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إذ دعا الحكومة الإيرانية، في شباط/ فبراير 2018، إلى "ضرورة تفضيل الشرق" عند حديثه عن أولويات العلاقات الخارجية الإيرانية. 

وبالإضافة إلى ذلك، ثمة رأي يرى أن السبب وراء هذه الاستدارة هو إحباط الحكومة الإيرانية من انفراجة علاقاتها المتأزمة مع الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة، بعد فشل الاتفاق النووي في اختراق الأزمة.