إيران تعرض وساطة لتسهيل الحلّ الأفغاني وإرسال وقود إضافي إلى لبنان

إيران تعرض وساطة لتسهيل الحلّ الأفغاني وإرسال وقود إضافي إلى لبنان

23 اغسطس 2021
إيران تبدي استعدادها لتسهيل الحوار الأفغاني الأفغاني (عطا كناري/فرانس برس)
+ الخط -

تناول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الافتراضي، موقف بلاده من تطورات أفغانستان وسيطرة "طالبان" عليها، وآخر تطورات الاتفاق النووي المترنح، وإرسال شحنات الوقود إلى لبنان وتهديدات الاحتلال الإسرائيلي ضد إيران، فضلاً عن مواضيع أخرى.  
وعن أوضاع أفغانستان، أشار خطيب زادة، اليوم الاثنين، إلى متابعة تطوراتها "عن كثب والتواصل المستمر مع جميع الأطراف الأفغانية"، قائلاً إن "حل قضايا أفغانستان ليس عسكرياً، وعلى جميع الفصائل والأحزاب معالجتها عبر الحوار". 
وفي السياق، أعلن عن استعداد طهران "لتسهيل الحوار الأفغاني الأفغاني"، داعياً إلى "نقل سلمي للسطلة إلى مجلس شامل"، وإشراك جميع القوميات والطوائف والأعراق في الحكومة الأفغانية المقبلة.
وعرج المتحدث الإيراني على الوجود الأميركي في أفغانستان، وقال إن "عدوانها على هذا البلد كان مصيبة وانسحابها منها أيضاً كان فضيحة". 
وكشف خطيب زادة عن زيارة وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إلى طهران، الخميس المقبل، قائلاً إن أجندة الزيارة تتمحور حول القضايا الثنائية والوضع الأفغاني.  
وفي معرض رده على سؤال بشأن موقف إيران من تشكيل مقاومة ضد "طالبان" في وادي بنشجير، دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية جميع الأطراف إلى "ضبط النفس واتباع الحل السياسي".

الاتفاق النووي 
وعن آخر تطورات الاتفاق النووي وموعد استئناف مفاوضات فيينا غير المباشرة مع واشنطن لإحياء الاتفاق، قال خطيب زادة إن "تغييرات قد تحدث بعد تغيير السلطة التنفيذية في إيران"، من دون تسميتها، لكنه قال إن "مواقفنا ثابتة ولم تتغير، وهي تتمثل في رفع مؤثر لجميع العقوبات الأميركية والتزام جميع أطراف الاتفاق النووي بالتزاماتها كأسس لأي اتفاق في فيينا".  
وعن بيان الترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) حول تسريع إيران إنتاج اليورانيوم، قال خطيب زادة إن "ما فعلته بلاده كان تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي إطار الالتزام بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهذه الأنشطة أهدافها سلمية"، واصفاً البيان الأوروبي بأنه "سياسي". 
واتّهم هذه الدول بـ"انتهاك" الاتفاق النووي، داعياً أوروبا إلى الالتزام بتعهداتها لإحياء الاتفاق النووي "كأفضل مسار يمكن أن تسلكه". 
وأضاف خطيب زادة: "لم نسمع خلال الأشهر الماضية من أميركا غير الأقوال، وهم يواصلون التراث الفاشل لترامب، وهذا يدعو للأسف"، مؤكداً أن طهران "تريد أن تجري المفاوضات وفق إطار زمني محدد وبمعايير واضحة. ما نريده هو الاتفاق النووي، لا أقل ولا أكثر".
وكان المندوب الروسي في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف قد كشف، السبت، عن استئناف هذه المفاوضات "قريباً" من دون الإعلان عن تاريخ ذلك، مؤكداً أن "فرص إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة تبدو حقيقية".  
وخاضت إيران والولايات المتحدة ستّ جولات من مباحثات فيينا بشكل غير مباشر، بواسطة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، والجولة السابعة تواجه حالة غموض ولم يتم تحديد موعدها بعد.  
وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية. 

إرسال الوقود إلى لبنان 

وعن شحنات وقود إلى لبنان في ظل انتقادات داخلية لإرسالها "مجاناً"، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه "بناء على طلب أصدقائنا بعنا النفط ومنتجاته" إلى لبنان، عازياً أزمة الوقود فيها إلى "مؤامرات عناصر صهاينة".
وأضاف: "إننا، كدولة نتعرض للعقوبات الأميركية الظالمة والأحادية، نعلم جيداً أن بعض الدول أصبحت مدمنة على فرض العقوبات وتوظف معاناة بقية الدول لخدمة مصالحها"، مشيراً إلى أن "إيران لن تسمح بأن يمارس الاستكبار هذه التصرفات".

وتابع سعيد خطيب زادة "نبيع نفطنا ومشتقاته بناء على قراراتنا واحتياجات أصدقائنا. إيران مستعدة لإرسال الوقود مرة أخرى إلى لبنان إذا اقتضت الضرورة". وأكد "نعلن استعدادنا لبيع الوقود للحكومة اللبنانية بالإضافة إلى الوقود الذي اشتراه رجال أعمال شيعة لبنانيون، إذا كانت الحكومة اللبنانية مستعدة لذلك".
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله قد أعلن، أمس الأحد، أن سفناً محملة بوقود إيراني ستبحر قريباً لتخفيف أزمة الوقود في لبنان، تتبعها سفن أخرى. وأكد نصر الله، في كلمة لمؤيديه، أن السفينة الأولى التي أعلن يوم الخميس أنها على وشك الإبحار قد أبحرت بالفعل. 

غير أن خصوم حزب الله في لبنان يحذرون من أن هذا التحرك قد تكون له عواقب وخيمة، قائلين إنه قد يؤدي إلى فرض عقوبات على البلد الذي يعاني اقتصاده من الانهيار منذ قرابة عامين. وتهدف العقوبات الأميركية على صادرات إيران من النفط، والتي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها عندما انسحب من الاتفاق النووي في عام 2018، إلى وقف مبيعات طهران من الخام. وفرضت واشنطن كذلك عقوبات على حزب الله.