كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني بعد اجتماعه بأعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، اليوم الأربعاء، عن "تضرر عدد من كاميرات المراقبة (بالمنشآت النووية) خلال العمليات الإرهابية الاخيرة"، قائلاً إن ذلك "تسبب بنشر تقريرين مخربين ومتشددين للغاية" ضد إيران، في إشارة إلى التقريرين اللذين أصدرتهما الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإيرانية، قبل أسبوع.
وأضاف إسلامي أن بلاده وافقت على زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى إيران، وإجراء مباحثات معه يوم الأحد الماضي، بهدف "إزالة الغموض وخلق الشفافية"، مؤكداً: "نحن متأكدون أنه بفعل الإنجازات التي تحققت في هذه المباحثات، أولاً لم تبق الإبهامات لدى الوكالة حول برنامجنا النووي السلمي، وثانياً الالتزامات بالاتفاق النووي والتي أوقفناها تنفيذاً لقانون البرلمان لن تستمر".
وأشار إسلامي إلى أنه سيزور فيينا خلال الأسبوع المقبل للمشاركة في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وإجراء مباحثات مع غروسي، مؤكداً أن برنامج بلاده النووي "سلمي ويجب أن يتقدم بشفافية ووفقاً للضوابط القانونية وقانون الإجراء الاستراتيجي (البرلماني) وألا نسمح بأن نُتهم بالعمل سراً في العالم".
وأضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران تستهدف زيادة إنتاج الكهرباء من المفاعل النووي ثمانية أضعاف إلى 8 آلاف ميغاوات.
وعن كاميرات المراقبة الموضوعة في المنشآت النووية الإيرانية، أشار إلى أنها من نوعين، الأول تم تركيبه وفق اتفاق الضمانات بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، الذي تؤكد طهران أنها ما زالت تلتزم به وما زالت عضواً بالمعاهدة، والنوع الثاني هو كاميرات المراقبة بموجب الاتفاق النووي، وهي التي أوقفت إيران التعاون بشأنها مع الوكالة الدولية منذ فبراير/ شباط الماضي ورفضت تسليم بياناتها إلى الوكالة.
ولفت إسلامي إلى أن عدداً من هذه الكاميرات "تضرر في عمليات إرهابية أخيرة"، على حد وصفه، علماً بأن عدداً من المنشآت الإيرانية، مثل منشآة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم في محافظة أصفهان، ومنشأة نووية أخرى بمحافظة إلبرز الملاصقة لطهران، قد تعرضتا لـ"عمليات تخريبة" خلال الشهور الماضية.
وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق، البرلماني فريدون عباسي، الذي يترأس لجنة الطاقة بمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، قد كشف، في مقابلة مع وكالة "فارس" الإيرانية، مطلع شهر مايو/ أيار الماضي، عن أنّ منشأة "نطنز" قد تعرضت لـ"5 عمليات تخريبية كبيرة خلال السنوات الـ15 الأخيرة"، مع الحديث عن وقوع عمليات "صغيرة" أخرى في هذه المنشأة.
عقدة العقوبات
من جهته، خاطب المندوب الإيراني الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، كاظم غريب أبادي، الأطراف الغربية، اليوم الأربعاء، في كلمة له في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً: "طالما العقوبات مستمرة فلا تتوقعوا من إيران ضبط النفس وخطوة بنّاءة"، مؤكداً أنها "تريد مفاوضات تحقق نتائج وليس التفاوض لأجل التفاوض".
وطالب غريب أبادي، وفقاً لما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، الولايات المتحدة بـ"وقف انتهاكاتها لتعهداتها بالاتفاق النووي والقرار 2231 لمجلس الأمن، بشكل سريع ومن دون شرط وتأخير".
وأوضح المسؤول الإيراني أن واشنطن انتهكت القرار الأممي بعد انسحابها من الاتفاق النووي وتبني سياسة "الضغط الأقصى" التي وصفها بأنها "فاشلة"، و"إعادة فرض العقوبات والتي أثرت بشكل مباشر ومخرب على تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية لإيرانية كأهم هدف من الاتفاق النووي".
وأعرب عن أسفه "الجاد" من بيانات بعض أعضاء الاتفاق النووي، في إشارة إلى الأطراف الأوروبية، قائلاً إن "هذه الدول تناست أن إيران نفذت جميع تعهداتها بالاتفاق النووي من دون أن تنتفع بامتيازاتها بسبب الخطوات الأميركية الناقضة للقانون والتقاعس الأوروبي".