إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلتهم إسرائيل
استمع إلى الملخص
- خلال الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 12 يوماً، قُتل 627 شخصاً وجُرح 4870، وردت إيران باستهداف مواقع إسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، بينما هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية إيرانية.
- أكد المسؤولون الإيرانيون على صمود إيران في مواجهة العدوان، مشددين على أن الأمن الإيراني هو نتيجة تلاحم الشعب وليس هبة خارجية.
انطلقت صباح اليوم السبت، في قلب العاصمة الإيرانية طهران، مراسم تشييع كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين وعدد من المواطنين الذين قُتلوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير. وتقام مراسم التشييع في مسيرة شعبية حاشدة تنطلق من ساحة انقلاب الثورة، وسط العاصمة، إلى ساحة آزادي (الحرية) في غرب طهران، وسط هتافات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة، وحرق للأعلام الإسرائيلية والأميركية.
وأعلنت السلطات الإيرانية تعطيل الدوام في العاصمة اليوم، بمناسبة تشييع هؤلاء القادة، مع دعوات رسمية إلى المشاركة الجماهيرية الواسعة. ويشارك في المراسم مسؤولون وقادة إيرانيون بارزون من بينهم قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي ومسؤولون آخرون من مؤسسة القيادة والقوات المسلحة والحكومة والسلطة القضائية والبرلمان.
وخلال الهجوم، وخصوصاً في يومه الأول، أقدمت إسرائيل على اغتيال شخصيات عسكرية وعلمية بارزة، شملت نحو 30 قائداً عسكرياً رفيعاً و15 عالماً نووياً، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء للعمليات الحربية، غلام علي رشيد، وقائد سلاح الجو في الحرس، اللواء أمير علي حاجي زاده، إضافة إلى رئيس جامعة آزاد الإسلامية، العالم النووي محمد مهدي طهرانجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الأسبق، فريدون عباسي، الذي يشغل منصب نائب برلماني.
الحضور المبكر والحاشد لأهالي طهران لتوديع شهداء الاقتدار. pic.twitter.com/Z4c4sfjuA6
— وكالة أنباء فارس (@arabicfarsnews) June 28, 2025
وقال مستشار المرشد الإيراني، علي شمخاني، الذي أصيب في الهجوم الإسرائيلي في اليوم الأول من العدوان في الـ13 من هذا الشهر، في منشور له على منصة إكس، إن مراسم اليوم "ليست فقط لأجل التشييع، بل هي أيضاً بمثابة بيعة مع المستقبل، ومن كل قطرة دم سيخرج ألف قائد"، مضيفاً: "جاؤوا لاغتيال العقل وإنهاء الاقتدار، والعدوان الذي بدأوه فجر الجمعة 13 الشهر انتهى باستجدائهم وقف إطلاق النار". وأكد شمخاني، الأمين السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني، أن "إيران وقفت وصمدت وردت بكل شجاعة".
وعلى هامش مشاركته في مراسم التشييع بطهران، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لتلفزيون إيران، إن الاستسلام كلمة غريبة عن إيران. وأضاف: "اليوم، الإيرانيون قاوموا ببطولية أمام نظامين يمتلكان أسلحة نووية، وقد صانوا عزتهم وكرامتهم". وفي السياق نفسه، قال نائب القائد العام للحرس الثوري للشؤون التنسيقية، محمد رضا نقدي، في معرض رده على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، إنه "في حال التعرض لأي من مراجع الشيعة لن يخرج أي موظف أميركي من هذه المنطقة حياً"، مضيفاً أن "جميع الدبلوماسيين والعسكريين والموظفين الأميركيين في المنطقة إن لم يُقتلوا، فسيُأسرون".
وتوجه إلى ترامب بالقول إن "تكرار هذه التهديدات الحمقاء، حتى لو لم يقترن بالفعل، لن يبقى بلا رد. اخرس واجلس مكانك يا قليل الأدب". كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، أن "الحضور الباهر للشعب في تشييع جثامين الشهداء، حمل رسالة واضحة للعالم، مفادها أن الشعب الإيراني يحول التهديد إلى تلاحم، والحرب إلى فرصة لتحقيق الإرادة الوطنية".
وأكدت الخارجية الإيرانية أن "الأمن ليس هبة من القوى الخارجية، بل هو ثمرة صمود شعب يواصل طريقه المعزز بخطوات ثابتة في اللحظات التاريخية الحاسمة". إلى ذلك، صرّح المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني علي محمد نائيني، بأن "نصيحتنا لترامب أن يفتح عينيه ويتوقف عن الترهات والتصرفات غير المستقرة"، مضيفاً أن "الهزيمة الثقيلة التي مُني بها في الحرب قد تسببت بوضوح في اضطرابه وعدم توازنه، وهذا ما دفعه إلى إطلاق مثل هذه التصريحات غير المحسوبة". وأكد المتحدث العسكري الإيراني أن "ترامب يتوهم أنه يستطيع بكلمات لا أساس لها أن يغير حقيقة انتصار الشعب الإيراني في الأذهان العالمية، في حين أن الواقع أمر مختلف تماماً".
وفي الـ13 من يونيو/ حزيران الحالي، وبينما كانت إيران تستعد لجولة سادسة من المحادثات النووية مع واشنطن في مسقط، شنّت إسرائيل هجوماً مباغتاً على إيران استمر 12 يوماً، استهدف مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ردت عليه إيران باستهداف مقار عسكرية واستخبارية إسرائيلية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة. وفجر الأحد الماضي، هاجمت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية في إيران (نطنز، أصفهان، فوردو) مستخدمة صواريخ خارقة للتحصينات.
وأدى العدوان الإسرائيلي الذي استمر 12 يوماً إلى سقوط 627 قتيلاً و4870 جريحاً، وفق ما أفاد به المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية حسين كرمانبور. وأضاف أن من بين القتلى 49 امرأة، اثنتان منهنّ حوامل، و13 طفلاً ورضيعاً، أصغرهم رضيع يبلغ شهرين من العمر.