إيران ترد على استعداد مدير وكالة الطاقة الذرية لزيارتها: مرحبا كسائح

إيران تردّ على "استعداد" مدير وكالة الطاقة الذرية لزيارة طهران: مرحباً بك كسائح

13 يونيو 2022
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

استكمالاً لسلسلة ردود الفعل الإيرانية ضد القرار الغربي الصادر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، وأحدث تقارير الوكالة بشأن البرنامج النووي الإيراني، أكدت الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، يمكنه زيارة إيران "كسائح"، مشيرة إلى أن إصدار القرار ضدّ طهران كان خطوة مخططًا لها من قبل.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن القرار "أحدث خللاً في مسار التعاون المحدد بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، متهماً غروسي بـ"تغيير خطابه وأدبياته" تجاه إيران، مشيراً إلى أن ذلك ناتج عن تلقّي "أوامر" من إسرائيل، ولفت إلى زيارته لإسرائيل في وقت سابق من الشهر.

وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن غروسي "اختار الزمن الخطأ، والمكان الخطأ، وعقد لقاء مع الشخص الخطأ"، في إشارة إلى لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت قبل يومين من بدء اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي.

وأضاف أن طهران لم يكن بإمكانها ترك قرار الوكالة الدولية من دون ردّ، قائلاً إن الإجراءات "كانت حازمة ومناسبة".

ورداً على سؤال بشأن إعلان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن استعداده لزيارة طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "بإمكانه زيارة إيران كسائح"، مشيراً إلى أن زيارته كمدير للوكالة "بحاجة إلى أجندة عمل".

واعتبر زيارة غروسي إلى إسرائيل "خطوة غير دبلوماسية"، داعياً إياه إلى "أن يكون قلقاً على استقلال الوكالة وحيادها".

ولفت خطيب زادة إلى أن "الاتفاق النووي (المبرم عام 2015) لم يعد يعمل لصالح إيران منذ سنوات"، في إشارة غير مباشرة إلى الفترة التي تلت الانسحاب الأميركي منه عام 2018، وقال إن الاتفاق "لم يحقق المنافع الاقتصادية للشعب الإيراني".

وأكد أن خفض بلاده تعهداتها النووية المنصوص عليها في الاتفاق النووي خلال السنوات الماضية "جاء رداً على تصرفات الطرف الآخر"، مشيراً إلى أن كل هذه الإجراءات "يمكن العودة عنها، وإذا ما تم التوصل إلى اتفاق غداً في فيينا، فجميع تلك الإجراءات يمكن العودة عنها فنياً".

ودعا المتحدث الإيراني، الطرف الأميركي، إلى التركيز على إنجاح المفاوضات النووية المتعثرة منذ 11 مارس/آذار الماضي، رابطاً التوصل إلى اتفاق في هذه المفاوضات بتحقيق أمرين: الأول هو "تخلي أميركا عن وهم صناعة أوراق الضغط"، والأمر الثاني هو "أن تقبل أميركا بالتزاماتها وفق الاتفاق النووي والقرار 2231 (المكمل له)".

ورداً على القرار وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قامت طهران بتشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة، وإيقاف كاميرات المراقبة الموضوعة في منشآتها النووية وفق الاتفاق النووي.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن وضع تلك الكاميرات وعدم تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة، أمران كانت طهران تعهدت بهما "طوعاً" في الاتفاق النووي، قائلاً إن اتخاذ هذه الإجراءات لم يكن يتعارض مع اتفاق الضمانات التابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وعلى وقع توقف المفاوضات النووية في فيينا منذ ثلاثة أشهر، وتعثّرها في الوصول إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، بأغلبية كبيرة في فيينا، قراراً ينتقد إيران رسمياً على عدم تعاونها مع الوكالة، بشأن التحقيقات الجارية حول ثلاثة مواقع غير معلنة مشتبه في ممارسة أنشطة نووية فيها.

وينصّ القرار على أن يدعو مجلس محافظي الوكالة إلى "العمل بشكل عاجل لوفاء إيران بتعهداتها القانونية، والنظر فوراً في اقتراح المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي) حول مزيد من المشاركة لتوضيح وحلّ جميع قضايا السلامة العالقة".

وتعبّر القوى الغربية في مشروع القرار المقدم إلى مجلس محافظي الوكالة عن "القلق العميق" تجاه عدم حلّ القضايا العالقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، عازية عدم حلها إلى "التعاون غير الكافي المؤسسي لإيران".

وجاء الموقف الغربي بعدما أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين الماضي، تقريراً بشأن القضايا الخلافية بين الوكالة وإيران.

وفي التقرير، ذكرت الوكالة أنّ إيران لم ترد بمصداقية على أسئلة الوكالة المطروحة عليها منذ فترة طويلة بشأن مصدر آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

التهديدات الإسرائيلية

ورداً على التهديدات الإسرائيلية ضد إيران، أكد المتحدث باسم الخارجية أن طهران "لا تمازح أحداً حول أمنها"، مشيراً إلى أن "الرد على المعتدي هو الصفعة على وجهه".

وتطرّق إلى الهجمات الإسرائيلية على سورية، قائلاً إن "سورية لن تتحوّل حتماً إلى فناء لاعتداءات الكيان الصهيوني"، مشدداً على أن "المقاومة هي الرد الصحيح على الكيان الصهيوني"، مشيراً إلى أن "الحرس الثوري أصبح كابوساً للمعتدين والطغاة"، حسب قوله.

وبشأن إمكانية اللقاء بين وزيري خارجية إيران والسعودية في إطار المباحثات بين الطرفين بواسطة بغداد، أكد أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تركز حالياً على تنظيم مراسم الحج بشكل جيد، ليكون حجاً هادئاً".