إيران تدعو واشنطن إلى التحلّي بالواقعية والابتعاد عن "جنون" العقوبات

إيران تدعو واشنطن إلى التحلّي بالواقعية والابتعاد عن "جنون" العقوبات

17 يونيو 2022
رئيسي: يجب إفشال العقوبات (Getty)
+ الخط -

علّق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الجمعة، على العقوبات الأميركية الجديدة على بلاده قائلاً إنها تكشف عن التناقض بين الأقوال والأفعال الأميركية.

وأعرب رئيسي، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية، عن "استغرابه من تصرف الأميركيين، فمن جهة يرسلون رسالة ويبلغوننا بأنهم على استعداد للاتفاق، لكنهم من جهة أخرى يوسعون قائمة العقوبات ضدنا".

وأضاف الرئيس الإيراني أنّ الولايات المتحدة الأميركية تسعى من خلال العقوبات إلى الحد من قدرات إيران، مخاطباً إياها متسائلاً: "هل تمكّنت العقوبات من الحد من أدواتنا؟ الطريق للخروج من العقوبات هو حركة جهادية. يجب إفشال العقوبات".

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنّ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تبتعد عن مسار تفاوض يؤدي إلى النتيجة".

وأضاف، في تغريدة على "تويتر"، أنّ بلاده ستواصل التفاوض، داعياً واشنطن إلى "التحلّي بالواقعية والابتعاد عن جنون العقوبات الجديدة".

كما دعا وزير الخارجية الإيراني الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "تبني سلوك فني وتجنب ممارسة السلوك السياسي"، مؤكداً أنه "لن نتردد أبداً في إفشال أثر العقوبات".

Iran won't distance itself from result-oriented talks.

Abiding by Majlis law, we continue talks & call on US to be realistic & abandon sanctions lunacy; & on IAEA to focus on technical duties instead of adopting politicized approach.

We NEVER hesitate to neutralize sanctions.

— H.Amirabdollahian امیرعبداللهیان (@Amirabdolahian) June 17, 2022

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت، أمس الخميس، عقوبات على شركات صينية وإماراتية وشبكة من الشركات الإيرانية التي تساعد في تصدير البتروكيميائيات الإيرانية، في خطوة تستهدف على الأرجح تكثيف الضغط على طهران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.

وقال وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برايان نيلسون، في بيان: "الولايات المتحدة تتبع طريق الدبلوماسية الواعية من أجل العودة المتبادلة للامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

وتابع نيلسون "في حال عدم التوصل إلى اتفاق سنواصل استخدام سلاح العقوبات للحد من صادرات النفط والمنتجات البترولية والبتروكيميائية من إيران... الولايات المتحدة ستواصل كشف الشبكات التي تستخدمها إيران لإخفاء أنشطة التهرب من العقوبات".

وتصاعد التوتر، أخيراً، بين إيران من جهة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث: فرنسا وبريطانيا وألمانيا، على خلفية توقف المفاوضات النووية في فيينا منذ ثلاثة أشهر، وتعثّرها في الوصول إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، فضلاً عن إصدار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي، بأغلبية كبيرة في فيينا، قراراً ينتقد إيران رسمياً على عدم تعاونها مع الوكالة بشأن التحقيقات الجارية حول ثلاثة مواقع غير معلنة مشتبه في ممارسة أنشطة نووية فيها.

وجاء الموقف الغربي بعدما أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين الماضي، تقريراً بشأن القضايا الخلافية بين الوكالة وإيران.

وفي التقرير، ذكرت الوكالة أنّ إيران لم ترد بمصداقية على أسئلة الوكالة المطروحة عليها منذ فترة طويلة بشأن مصدر آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

وردّت إيران على القرار الغربي وتقارير الوكالة برفضهما والتنديد بهما وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة، وإيقاف كاميرات المراقبة الموضوعة في منشآتها النووية وفق الاتفاق النووي.

وزير الخارجية الإيراني يتباحث مع نظيره العماني

من جهة أخرى، أجرى وزير الخارجية الإيراني مباحثات هاتفية اليوم الجمعة مع نظيره العماني، بدر بن حمد البوسعيدي، تناولت، وفق بيان للخارجية الإيرانية، "قضايا ذات اهتمام مشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، في مقدمتها تطورات المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي".

واكتفت الخارجية الإيرانية، في بيانها، بالقول إن الوزير الإيراني أطلع نظيره العماني على "آخر تطورات المفاوضات" النووية من دون الكشف عن تفاصيل مباحثاتهما بهذا الشأن.

وأشار أمير عبداللهيان إلى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سلطنة عمان خلال الشهر الماضي، معتبرا إياها "منعطفا جديدا في العلاقات بين البلدين".

في المقابل، أكد الوزير الإيراني أن "دور (سلطنة) عمان في تطورات المنطقة مهم"، مقدّرا "جهودها في استتباب السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة".

وبخصوص الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة خلال الشهر المقبل، دعا وزير الخارجية الإيراني إلى "ألا يسمح مسؤولو المنطقة بأن يؤثر الغرباء على التعاون والاستقرار الإقليميين"، مؤكدا أن إيران "تؤكد على الحوار والتعاون الإقليميين، ونعتقد أن أهالي المنطقة هم من عليهم أن يقرروا حول مستقبلها".

بدوره، أشار وزير الخارجية العماني إلى أن بلاده "على ثقة بأن الحكومة الجديدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتمد توجها يتجه لتوسيع العلاقات مع دول المنطقة"، لافتا إلى تشكيل فريق عمل في مسقط لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات التي تم إبرامها خلال زيارة الرئيس الإيراني.

كما بحث الوزيران استمرار الهدنة في اليمن، وأكد أمير عبداللهيان "ضرورة رفع الحصار الإنساني عن اليمن".