إيران تحتجز سفينة لكوريا الجنوبية بالخليج: ضغط لإلغاء تجميد الأموال

إيران تحتجز سفينة لكوريا الجنوبية في الخليج: ضغط لإلغاء تجميد أموال طهران

04 يناير 2021
صورة للسفينة الكورية ترافقها زوارق الحرس الثوري (Getty)
+ الخط -

احتجزت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، اليوم الإثنين، سفينة تابعة لكوريا الجنوبية في مياه الخليج.

ونقلت وكالة "نورنيوز" الإيرانية، المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عن "مصدر مطلع" في منظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، قوله إنه "تم توقيف سفينة تابعة لكوريا الجنوبية كانت تتحرك في مياه الخليج وهي ترفع علمها، بسبب تلويثها البيئة"، مشيرة إلى أنه "تم توجيه السفينة نحو أحد الموانئ الإيرانية للبت في هذه المخالفة". وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الناقلة كانت متجهة نحو ميناء الفجيرة الإماراتي. 

لاحقًا، أعلنت بحرية الحرس الثوري الإيراني، في بيان، أن "السفينة التابعة لكوريا الجنوبية كانت قد تحركت من ميناء الجبيل السعودي، وفي مياه الخليج تم توقيفها بسبب انتهاكاتها المتكررة لسلامة البيئة البحرية". 

وأضاف البيان أن السفينة "كانت تحمل 7200 طن من مادة إيثانول"، مشيرا إلى "اعتقال طاقمها وهو من رعايا كوريا الجنوبية وإندونيسيا وفيتنام وميانمار".

وذكرت البحرية الإيرانية أنه تم سحب السفينة إلى ميناء بندر عباس الإيراني المطل على الخليج. 

وفي تصريح صحافي، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، أن توقيف السفينة التابعة لكوريا الجنوبية جاء "لأسباب فنية بحتة"، معتبرا أن بلاده تولي "حساسية" تجاه تلويث البيئة البحرية بعد اتهامها السفينة بذلك.

وفي المقابل، أكدت سيول احتجاز سفينتها، وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إرسال قوة بحرية خاصة إلى الخليج "لمواجهة القرصنة البحرية".

ورغم أن إيران تعزو سبب احتجاز السفينة الكورية الجنوبية إلى "تلويثها البيئة"، إلا أنه على الأغلب يعود إلى موضوع تجميد سيول أرصدة إيرانية تقدر بـ8 مليارات دولار منذ أكثر من عامين، وهي عوائد صادرات النفط الإيرانية، وذلك بسبب الضغوط والعقوبات الأميركية.  

وأجرت طهران وسيول، على مدى العامين الأخيرين، مباحثات متعددة حول تحرير هذه الأموال، لكنها لم تنجح، لترفع إيران شكوى في الأوساط الحقوقية الدولية خلال أغسطس/آب الماضي، وهو ما دفع سيول إلى استدعاء السفير الإيراني لديها قبل أسبوعين، احتجاجا على الخطوة. 

وتأتي عملية توقيف السفينة، فيما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الإثنين، في مؤتمره الصحافي، عن زيارة مرتقبة لنائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي إلى طهران، لإجراء مباحثات بشأن الأرصدة الإيرانية المجمدة، معربا عن أمله في أن تنتهي إلى حل للمشكلة.  

وخلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كشف رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، الشهر الماضي، عن أن طهران وجهت "تهديدا" لكوريا الجنوبية بعد رفضها الإفراج عن أرصدة إيرانية، مشيرا إلى اتخاذ بلاده خطوات قانونية في هذا الشأن، من دون أن يكشف عن طبيعة التهديد. 

وحينها، رجح تقرير لـ"العربي الجديد" احتمال لجوء إيران إلى تحركات ضد سفن تجارية وناقلات نفط تابعة لها في مياه الخليج، وأن التهديد الإيراني على الأغلب سيكون ذا طابع أمني، لإجبار كوريا الجنوبية على تسليم الأرصدة. 

ولا تكشف الحكومة الإيرانية عن حجم أموالها المجمدة في الخارج بسبب العقوبات الأميركية، إلا أنها، وفق تقارير إعلامية، تقدر بأكثر من 100 مليار دولار، منها 5 مليارات دولار في العراق، و8 مليارات دولار في كوريا الجنوبية و20 مليار دولار لدى اليابان.

دلالات