إيران تتوعد بالرّد على أي "تحرك غير بناء" من محافظي "الذرية الدولية"

إيران تتوعد بالرّد على أي "تحرك غير بناء" من مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية

01 يونيو 2022
سعيد زادة: برنامج إيران النووي "سلمي بالكامل" (Getty)
+ الخط -

سارعت إيران، اليوم الأربعاء، في الرد على مسودة القرار الغربية ضدها في مجلس محافظي الوكالة الدولية، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في إفادة صحافية أن بلاده سترد "بشكل قوي ومناسب على أي خطوة غير بناءة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ومع تصاعد التوتر بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على خلفية نشر الأخيرة تقريرا يتهم إيران بعدم التعاون مع الوكالة بشأن حل الخلافات حول ثلاثة مواقع يشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها بعد العثور على جزئيات اليورانيوم سابقا، أرسلت الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، مسودة قرار إلى أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تدعو السلطات الإيرانية إلى "الوفاء العاجل بتعهداتها القانونية".

وتنص المسودة، التي اطلعت عليها "رويترز" اليوم الأربعاء، على أن يدعو مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة إيران إلى "العمل بشكل عاجل للوفاء بتعهداتها القانونية والنظر فورا في اقتراح المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) حول مزيد من المشاركة لتوضيح وحل جميع قضايا السلامة العالقة".

وتعبر القوى الغربية في مشروع القرار المقدم إلى مجلس محافظي الوكالة، عن "القلق العميق" تجاه عدم حل القضايا العالقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، عازية عدم حلها إلى "التعاون غير الكافي المؤسسي لإيران".

وسيلتئم مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الإثنين المقبل، في اجتماع سيستمر من السادس من الشهر الجاري إلى العاشر منه، وستركز مباحثات المجلس على مناقشة التقارير الجديدة للمدير العام للوكالة بشأن تطورات الملف النووي الإيراني. 

وسارعت إيران، في الرد على مسودة القرار الغربية ضدها في مجلس محافظي الوكالة الدولية، حيث أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في إفادة صحافية أن بلاده سترد "بشكل قوي ومناسب على أي خطوة غير بناءة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأضاف خطيب زادة أن برنامج إيران النووي "سلمي بالكامل"، محملا واشنطن والأطراف الأوروبية مسؤولية "تداعيات" الخطوة ضدها في مجلس المحافظين، ومتهما إياها باستخدام المجلس وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كـ"أداة ضغط وأدوات لعب سياسية ضد إيران".

وتعقيبا على موقف الخارجية الفرنسية بشأن تقارير الوكالة، اتهم خطيب زادة باريس باتخاذ مواقف "متسرعة ومنحازة سياسيا، وتجاهل التعاون الفني الواسع والبناء لإيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وأكد خطيب زادة أن التقرير الجديد للوكالة الدولية بشأن الخلافات مع إيران "لا يعكس واقع التعاون بين إيران وهذه الوكالة"، لافتا في إشارة إلى الموقف الفرنسي إلى أن هذه المواقف تصدر "في إطار عمليات نفسية والتحضير لممارسة الضغوط على طهران".

وأضاف أن هذه المواقف الغربية تصدر بموازاة التحركات الأخيرة للكيان الإسرائيلي و"هو ما يبرز بشكل أكبر دور الكيان الصهيوني في بلورتها"، موصيا فرنسا ودولا غربية بتجنب اتخاذ مواقف و"تدخلات من شأنها أن تحرف التعاون عن مساره الصحيح".

والإثنين، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرين منفصلين، بشأن القضايا الخلافية بين الوكالة وإيران، واحتياطاتها من اليورانيوم المخصب. وفي التقرير الأول، ذكرت الوكالة أن إيران لم ترد بمصداقية على أسئلة الوكالة المطروحة عليها منذ فترة طويلة، بشأن مصدر آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.   

وأضافت الوكالة الدولية أن إيران "لم تقدم تفسيرات جديرة بالثقة من الناحية الفنية، في ما يتعلق بالنتائج التي توصلت إليها في تلك المواقع" الثلاثة.  

وفي التقرير الثاني، أوردت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران قد تجاوز الحد المسموح به، بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 18 مرة.

وأشارت إلى أنه وفقاً لتقديرات منتصف مايو/أيار، فقد زادت طهران إجمالي احتياطها إلى 3809,3 كيلومترات، مقابل 3197,1 كيلومترا في فبراير/شباط، بعيداً عن السقف الذي تعهدت به بموجب الاتفاق والبالغ 202,8 كيلومتر (أو 300 كيلومتر من سداسي فلوريد اليورانيوم UF6).  

وتعقيبا على التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن المواقع المشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها، وصفه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، بأنه "غير منصف وغير متوازن".  

ودعا خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "الالتزام بالحد الأقصى من الدقة لكي لا تنحرف عن المسار الفني وما ينص عليه ميثاقها وعدم تدمير المسار الذي قطعناه بصعوبة"، متهماً الكيان الإسرائيلي بالتدخل في شؤون الوكالة والتجسس منها. 

المساهمون