استمع إلى الملخص
- استنكرت إيران العدوان الإسرائيلي واعتبرته انتهاكاً للقوانين الدولية، ودعت الشعب للوحدة وتجنب الإشاعات، كما استدعت سفيرة سويسرا للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
- أكدت إيران أن الهجمات لن توقف برنامجها النووي، مشيرة إلى دعم المجتمع الدولي، وأجرى وزراء خارجية دول عربية اتصالات للتنديد بالهجمات والتضامن مع إيران.
قالت الحكومة الإيرانية، اليوم الجمعة، إن طهران "بدأت منذ هذه اللحظة باتخاذ الإجراءات الدفاعية والسياسية والقانونية اللازمة لجعل الكيان الصهيوني غير الشرعي يندم على جريمته، وسيُحرم الصهاينة من النوم"، وذلك بعدما شنّت إسرائيل هجوماً واسعاً على إيران استهدف مواقع نووية ومقار عسكرية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة الكبار في الحرس الثوري، بينهم القائد العام للحرس حسين سلامي، إضافة إلى علماء نوويين، وأضافت الحكومة: "لم نكن نحن من بدأ الحرب، ولكن نهاية هذه القصة سوف تُكتب بيد إيران".
وجاء في البيان كذلك أن "العدوان الإسرائيلي أثبت أن هذا الكيان غير الشرعي لا يلتزم بأي قاعدة أو قانون دوليَين"، مضيفة أنه "يمارس عملياً وبكل وقاحة الإرهاب ويشعل نار الحرب"، وأكدت الحكومة الإيرانية أن "بدء الحرب مع إيران هو لعب بذيل الأسد، وإن هذه العملية الليلية الجبانة، في ظل استمرار العملية الدبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني، تدل بوضوح على خوف هذا الكيان من قدرة إيران على تحقيق الإقناع والدفاع أمام العالم"، مشيرة إلى أن إيران "لم تكن يوماً البادئة في أي حرب، لكنها لم ولن تتردد لحظة في الدفاع عن وطنها"، وأضحت أن "الانتقام والدفاع حق مشروع لنا، وبصفوف أكثر وحدة وتماسكاً من أي وقت مضى ومن دون أيّ خلاف سياسي سنرد على هذا الكيان الإرهابي القاتل للأطفال بردّ صارم".
وأورد البيان أن "الدفاع عن هذه الأرض والسماء والأبناء والقادة والعلماء وجميع المواطنين هو مسؤولية وواجب الحكومة الإيرانية وقواتها المسلحة، ولن نفرط في ذلك قيد أنملة"، مضيفاً "مع كيان همجي كهذا لا ينبغي مخاطبته إلّا بلغة القوة. واليوم يفهم العالم جيداً سبب إصرار إيران على حقها في التخصيب والتكنولوجيا النووية والقدرة الصاروخية. وقد أدى العدو نفسه إلى إبراز مظلوميتنا وحقانيتنا، وأظهر للعالم من هو المعتدي ومن هو النظام الذي يهدّد أمن المنطقة".
بزشكيان: إيران لن تصمت على العدوان وإسرائيل ستندم
وفي أول تعليق له، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إنّ "ردنا المشروع والقوي سيجعل العدو نادماً على فعلته الحمقاء"، مشيراً إلى أن "العدوان الصهيوني الوحشي أدى إلى استشهاد عدد من الأطفال والنساء وقادة عسكريين وعلماء نوويين"، وأضاف "هذا العمل الوحشي المنافي لجميع الالتزامات الدولية يؤكد الطبيعة الإجرامية للكيان الصهيوني غير الشرعي الذي بنى وجوده على الاحتلال والعدوان وقتل الأطفال".
وشدّد الرئيس الإيراني على أن بلاده "لن تصمت أمام هذه الجريمة والرد المشروع والقوي للجمهورية الإسلامية الإيرانية سيجعل العدو نادماً على فعله الغبي"، مضيفاً أن طهران "بقدر ما وظفت كل جهدها للسلام والهدوء في العالم والمنطقة وأثبتت استعدادها الكامل لحوارات طويلة ومطمئنة للعالم لأجل السّلام، ستتصرف بكل حزم في الرد على العدوان والدفاع المشروع عن سلامة البلاد".
ودعا بزشكيان، الشعب الإيراني، إلى الحفاظ على وحدته وتعاضده و"تجنّب الإشاعات والأخبار غير الصحيحة التي يشنّها العدو في سياق حربه النفسية والثقة بالمسؤولين والاعتماد عليهم للمساعدة في تجاوز البلاد هذه الظروف على نحوٍ أكثر اقتداراً"، مطمئناً الشعب الإيراني، بأن الحكومة ستواصل خدماتها و"لن يحدث أي خلل في مسار الحياة العامة". إلى ذلك، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية فرض قيود على شبكة الإنترنت في البلاد "نظراً للظروف الخاصة"، مؤكدة أن هذه القيود سترفع مع عودة الأوضاع إلى حالتها العادية.
طهران تستدعي راعي المصالح الأميركية
أعلنت الخارجية الإيرانية، في بيان، أنها استدعت سفيرة سويسرا لدى طهران نادين لوزانو المسؤولة عن مكتب رعاية المصالح الأميركية في طهران، مشيرة إلى أن مساعد وزير الخارجية والمدير العام للشؤون الأميركية في الخارجية الإيرانية، عيسى كاملي، "أبلغها رسمياً استنكار واحتجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشديد على هذا العمل العدواني الإسرائيلي ودعم الولايات المتحدة له". وأكد كاملي أن الإدارة الأميركية بسبب دعمها الكيان الإسرائيلي تتحمل مسؤولية "التبعات الخطيرة والواسعة النطاق المترتبة على مغامرات هذا الكيان".
استشهاد 78 في محافظة طهران
إلى ذلك، أفادت وكالة فارس الإيرانية المحافظة بأن الهجمات الإسرائيلية خلفت 78 شهيداً و329 جريحاً في محافظة طهران وحدها. وفي الوقت ذاته، أعلنت السلطات المحلية في محافظة أذربيجان الشرقية ارتفاع عدد الشهداء إلى 8 والمصابين إلى 12 في الهجمات الإسرائيلية على مدينة تبريز مركز المحافظة.
في الأثناء، أكد وزير خارجية إيران في اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، أن هجمات إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، والهجوم على المناطق السكنية، واستشهاد أساتذة الجامعات وكبار القادة العسكريين والنساء والأطفال الأبرياء في إيران، "تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية"، مؤكدا أن "الحكومة والشعب الإيرانيين يتوقعان من المجتمع الدولي، ولا سيما الاتحاد الأوروبي، إدانة هذا الهجوم الإجرامي". وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن رد بلاده على العدوان الإسرائيلي "سيكون حاسماً وساحقاً".
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيطالي، أنه أبلغ المسؤولين الإسرائيليين خلال اتصالاته بهم بأن "هذا العمل غير مقبول ويجب أن يتوقف"، داعياً إلى ضبط النفس، ومعلناً استعداد إيطاليا لإحياء مسار الحوار بهدف إعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة، وفق بيان للخارجية الإيرانية. كما أجرى وزراء خارجية مصر والأردن والكويت والسعودية اتصالات منفصلة مع عراقجي للتنديد بالهجمات الإسرائيلية والتضامن مع إيران.
مسؤول: الهجمات لن توقف البرنامج النووي
إلى ذلك، أكد رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني، حسن قشقاوي، أن الهجمات الإسرائيلية "لن تؤثر على تطوير البرنامج النووي للبلاد، فرغم مزاعمهم بتحقيق إنجاز استراتيجي، تم رفع مستوى أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول إلى الجيل السادس، وبلغت المواد المخصبة كميات مرتفعة"، وفق وكالة إرنا الإيرانية الرسمية.
في غضون ذلك، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي في منشور له على "إنستغرام" أنّ "العدوان الإسرائيلي الإرهابي الذي نُفذ بتعاون المجرمين الحاقدين، ليس إلا استمراراً لتلك السياسات الخبيثة التي اعتمدت منذ سنوات عبر اغتيال النخب العلمية والسعي لإضعاف أسس الاستقلال واقتدار الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفا أن "التهديدات والعقوبات والإجراءات الإرهابية العمياء لم ولن تضعف يوماً عزيمة الشعب الإيراني". واختتم إسلامي منشوره مؤكدا: "لا شك أن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الجرائم الواضحة للكيان الصهيوني المجرم سيكون قاسياً، وحاسماً، وموجعاً ويدفعهم إلى الندم.