إيران تؤكد: لن نرضخ للضغوط الأميركية والعقوبات تزيد شكوكنا حول جدية واشنطن

02 مايو 2025   |  آخر تحديث: 19:18 (توقيت القدس)
منظر جوي للعاصمة الإيرانية طهران، 21 مايو 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكدت الخارجية الإيرانية رفضها للعقوبات الأميركية المتزامنة مع المفاوضات، مشددة على عدم قبولها للضغوط، وأبدت استعدادها لحل الأزمة النووية السلمية ورفع العقوبات.
- حذرت إيران من تكرار الأساليب الفاشلة، وأجلت الجولة الرابعة من المفاوضات لأسباب لوجستية، بينما ألغت فرنسا اجتماعاً مع إيران، وزادت واشنطن من ضغوطها بفرض عقوبات جديدة.
- رفضت إيران تصريحات فرنسا بشأن تطوير سلاح نووي، وهددت فرنسا بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا فشلت المفاوضات، مما سيؤثر سلباً على اقتصاد إيران.

بعدما تأجلت مفاوضات يوم غد السبت بين طهران وواشنطن، أكدت الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، في بيان صحافي، إدانتها "الشديدة" لما وصفته "إصرار الإدارة الأميركية على استمرار سياسة العقوبات بالتوازي مع المفاوضات وممارسة الضغوط على شركاء إيران التجاريين والاقتصاديين"، مشددة على أن طهران "لن تقبل بالتهديدات والضغوط الأميركية".

وأضافت الخارجية الإيرانية أنّ إيران دخلت في مفاوضات غير مباشرة مع الإدارة الأميركية بعد رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وأعلنت عن استعدادها لخوض المسار الدبلوماسي لحل "أزمة غير ضرورية ومصطنعة افتعلت حول برنامج إيران النووي السلمي"، مشيرة إلى أن الوفد الإيراني قد طرح خلال ثلاث جولات تفاوضية مطالب إيران وشرحها بتفصيل لاستخدام سلمي للطاقة النووية ورفع العقوبات، وصولاً إلى "تفاهم عادل ومعقول ومستدام".

وقالت في بيانها "إننا اذ نؤكد تعهدنا بالمسار الدبلوماسي ونعلن استعدادنا لمواصلة المفاوضات، نؤكد أننا لن نتحمل أبداً النهج المعتمد على التهديد والضغط لاستهداف مصالح إيران وتضييع حقوق مواطنيها"، لافتة إلى أن استمرار ما وصفته بأنه "سلوك غير قانوني لن يحدث أي تغيير في مواقف إيران المشروعة والمنطقية"، ومعتبرة أن استمرار العقوبات "دليل آخر على أحقية التشكيك العميق للشعب الإيراني حول مدى جدية أميركا في المسار الدبلوماسي".

وحذرت الخارجية الإيرانية، الولايات المتحدة من تكرار اختبار "الأساليب والألاعيب الفاشلة"، مؤكدة أنها "لن تحقق نتيجة سوى تكرار الإخفاقات السابقة المكلفة". وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي ونظيره الإيراني عباس عراقجي، قد أعلنا أن الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية المقرر عقدها غداً السبت في روما قد تأجلت "لأسباب لوجستية وفنية"، فيما أعلنت فرنسا أيضاً إلغاء اجتماع مع إيران بمشاركة بريطانيا وألمانيا كان من المقرر أيضاً أن تعقد اليوم الجمعة.

وخلال الأيام الأخيرة زادت واشنطن من ضغوطها على إيران عبر فرض المزيد من العقبات التي تستهدف تصفير صادراتها النفطية، فكتب ترامب، مساء الخميس، في منشور على شبكته تروث سوشال: "جميع مشتريات النفط والبتروكيميائيات يجب أن تتوقف الآن". وأضاف أنّ "أي دولة أو شخص يشتري أي كمية من النفط الإيراني أو المنتجات الكيميائية سيتعرّض فوراً لعقوبات غير مباشرة". وجاء تحذير ترامب غداة إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة على سبع شركات ضالعة في بيع النفط الإيراني، مقر أربع منها في الإمارات العربية المتحدة والخامسة في تركيا.

إلى ذلك، رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، اليوم الجمعة، في تدوينة له على منصة إكس، تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بأن إيران على وشك تطوير سلاح نووي، واصفاً إياها بأنها "ادّعاء سخيف"، وأضاف بقايي أنّ "هذا التصريح الكاذب، إلى جانب تهديدات الوزير العلنية بإعادة فرض العقوبات، يعزّز الشكوك في أن موقف فرنسا المزعج قد يتحول إلى دور مُفسد، وهذا لن يُضيف أيّ قيمة لفرنسا ومكانتها في أوروبا والعالم".

وقال وزير الخارجية الفرنسي، الاثنين الماضي، لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، إنّ باريس لن تتردد في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا لم تنجح المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي، وذكر بارو "بالتأكيد عند انتهاء الاتفاق النووي الإيراني في غضون أسابيع، وإذا لم يجرِ ضمان المصالح الأمنية الأوروبية، فلن نتردد ولو لثانية واحدة في إعادة تطبيق جميع العقوبات التي رُفعت قبل 10 سنوات"، وقال بارو "ستمنع هذه العقوبات إيران دائماً من الحصول على التكنولوجيا والاستثمار والوصول للسوق الأوروبية، وهو ما سيكون له آثار مدمرة على اقتصاد البلاد. هذا ليس ما نريده، ولهذا السبب أدعو إيران رسمياً إلى اتخاذ القرارات اللازمة اليوم لتجنُّب الأسوأ".

المساهمون