استمع إلى الملخص
- مؤتمر النصر وأولويات المرحلة الانتقالية: أكد مؤتمر "النصر" في دمشق على أولويات تشمل ملء فراغ السلطة، بناء مؤسسات الدولة، واستعادة مكانة سوريا الدولية، مع التركيز على التنمية الاقتصادية.
- السياسة الخارجية والتعاون الإقليمي: تسعى سوريا لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، مع التركيز على الروابط العربية وتخفيف العقوبات لدعم التعافي والنمو.
عبد الغني: أُعيد بناء الجيش السوري على أسس وطنية
يتم بموجب القرار حلّ كافة الفصائل المسلحة في سورية
قادة فصائل "ردع العدوان" هم من شاركوا في الاجتماع مع الشرع
أعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية، العقيد حسن عبد الغني، اليوم الأربعاء، تعيين أحمد الشرع رئيساً لسورية في المرحلة الانتقالية، بحيث يقوم بمهام رئاسة الجمهورية العربية السورية، ويمثّلها في المحافل الدولية. وأكد عبد الغني حلّ جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، ودمجها في مؤسسات الدولة. وأضاف أنه بموجب القرار "يُحَلّ حزب البعث العربي الاشتراكي، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، ويحظر إعادة تشكيلها تحت أي اسم آخر، على أن تعود جميع أصولها إلى الدولة السورية". وأضاف عبد الغني أنه تم "حل جيش النظام البائد، وإعادة بناء الجيش السوري على أسس وطنية (...) وكذا حلّ مجلس الشعب المشكل في زمن النظام البائد، واللجان المنبثقة منه، وإلغاء العمل بدستور سنة 2012، وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية".
واليوم الأربعاء، عُقد في دمشق مؤتمر موسّع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية، تحدث خلاله رئيس الإدارة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وعدد من قادة الفصائل العسكرية، وتقرّرت خلاله تسمية الشرع قائداً للمرحلة الانتقالية، كما أُعلن عن مجموعة من المقررات المهمة. وفي كلمة له في الاجتماع الذي سمّي "مؤتمر النصر"، قال الشرع إن أولويات سورية اليوم هي "ملء فراغ السلطة والحفاظ على السلم الأهلي وبناء مؤسسات الدولة والعمل على بناء بنية اقتصادية تنموية واستعادة سورية لمكانتها الدولية والإقليمية".
وأضاف: "قبل بضعة أشهر تهيّأت لي دمشق كالأم المتفانية ترمق أبناءها بعين المستغيث المعاتب وهي تشكو الجراح والذل والهوان، تنزف دماً وتكابر على الألم وتكاد تهوي وهي تقول أدركوا أمتكم". وأردف:" كسرنا القيد بفضل الله وحُرر المعذبون ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان وأشرقت شمس سورية من جديد، هلّل الناس وكبّروا فكان الفتح المبين والنصر العظيم". ورأى أن "الصفة المتعارف عليها في الحرب والمعركة العسكرية هي الخراب والدمار وسفك الدماء، غير أن نصر سورية تحقق وملؤه الرحمة والعدل والإحسان عند القدرة". وقال الشرع إن "النصر تكليف بحدّ ذاته، فمهمة المنتصرين ثقيلة ومسؤوليتهم عظيمة (...) إن ما تحتاجه سورية اليوم أكثر مما مضى، فكما عزمنا في السابق على تحريرها فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها".
الشيباني: طمأنة الخارج وكسب الأصدقاء
كما ألقى وزير الخارجية أسعد الشيباني كلمة قال فيها: "نجحنا في رسم هوية سورية لائقة تعبر عن تطلعات شعبنا، وتؤسس لبلد يقوم على الحرية والعدل والكرامة، ويشعر فيه الجميع بحب الوطن والانتماء والبذل والتضحية". وأضاف الشيباني أن سورية تتبنى في خضم هذه التحديات الحالية "سياسة خارجية هادفة ومتعددة الأبعاد، في سياق طمأنة الخارج وتوضيح الرؤية وكسب الأصدقاء وتمثيل شعبنا في الداخل والخارج". وقال إن الهدف الأساسي للسياسة السورية الخارجية هو "المساهمة في خلق وضع إقليمي ودولي يتمتع بالتعاون المشترك والاحترام المتبادل والشراكات الاستراتيجية".
ولفت إلى أن المنطقة العربية تعاني "من إرث مثقل بالنزاعات، وسنحاول في سياستنا الخارجية أن نعمل على خفض هذا التوتر وإرساء السلام وصولاً لأن تقود سورية دوراً فاعلاً في ذلك المسعى". وأكد الشيباني أن سورية تولي أهمية خاصة لروابطها العربية، وتستمر في تعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة، وتواصل مسيرتها بحزم وإصرار، وترسم صورة قوية تزداد فاعليتها في السياسة الخارجية عبر شراكات جديدة. وأكد أن الإدارة في دمشق استطاعت "تحقيق استثناءات وتعليق العقوبات على مستوى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهذا بدوره سيعود بالنفع ويشجع المشاركة والمساهمة والدعم لبلدنا، وسيعجّل حركة التعافي والنمو".
كلمات لقادة الفصائل العسكرية
وشهد المؤتمر إلقاء كلمات لقادة الفصائل العسكرية، حيث قال القائد العسكري عامر الشيخ: "كما كان الاعتصام سبيل تحرير سورية، سيكون هو سبيل بنائها وإعادة إعمارها ورجوع أبنائها من المهجر". أما القائد العسكري أحمد عيسى الشيخ، فقد دعا للعمل على بناء سورية الجديدة بالتكاتف والتراحم والتعاطف، فيما رأى القائد العسكري عزام الغريب أن "هذا النصر استحقاق عظيم يوجب على كل شخص منا أن يكون على قدر المسؤولية وأن يضع جميع إمكاناته في خدمة الدولة وعملية البناء".
واعتبر القائد العسكري فضل الله الحجي أن الانتصار "بداية الطريق نحو بناء وطن عادل ومستقبل مشرق للسوريين الذين قدموا الكثير من التضحيات". وعبر القائد العسكري عصام بويضاني عن دعمه القيادة والعمل على تحرير كامل سورية في قادم الأيام. كما أكد فهيم عيسى ثقته بقدرة أحمد الشرع على قيادة سورية الجديدة والوصول بها إلى ما نطمح إليه، فيما اعتبر القائد العسكري سيف أبو بكر أن "النصر لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة عزيمة لا تلين وتضحيات كبيرة قدمها الشعب العظيم، وذلك يجعلنا أمام مسؤولية كبيرة في المرحلة المقبلة".
وقال القائد العسكري محمد الجاسم (أبو عمشة) إن النصر ما كان ليتحقق "إلا بصبر معتقلينا وجرحانا ودعاء أمهاتنا". وأكد القائد العسكري سالم العنتري أهمية عمل الجميع من أجل بناء سورية "بنفس العزيمة التي عملنا بها من أجل تحريرها" فيما وجه القائد العسكري جميل الصالح التحية إلى أهالي المخيمات والمهجرين وجميع من شارك في عملية التحرير. وقال القائد العسكري عصمت العبسي: "لقد سقط صاحب صيدنايا صاحب المكابس التي قتل فيها أحباءنا ولم يكن هذا النصر لولا اعتصامنا ووقوفنا خلف القائد أحمد الشرع في لحظة إعلان المعركة". وفي كلمة له أيضاً، قال الإعلامي محمد الفيصل إن الإعلاميين السوريين "سهم في كنانة القيادة السورية التي نعتزّ بها". وذكرت مصادر مقربة من الاجتماع لـ"العربي الجديد" أن الاجتماع حضرته جميع الفصائل باستثناء قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).