إعلام إيطالي: لقاء سري بين ميلوني وبلير في روما بشأن غزة
استمع إلى الملخص
- إيطاليا قد تلعب دوراً مهماً في دعم خطة السلام في غزة، حيث يمكن أن تكون الشريك الأوروبي الذي يحتاجه بلير، مع احتمال مشاركة قوات الدرك الإيطالية في مهام التدريب والأمن.
- تواجه ميلوني وحكومتها اتهامات بالتواطؤ في "إبادة جماعية" في غزة، حيث رفعت منظمة حقوقية شكوى ضدها في المحكمة الجنائية الدولية لدعمها إسرائيل بأسلحة فتاكة.
كشفت صحيفتان إيطاليتان عن عقد رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني قبل أسبوعين اجتماعاً غير معلن مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أُحيط بالسرية في مقر رئاسة مجلس الوزراء (قصر كيجي) بروما، وسط رغبة إيطالية في الضلوع بدور في تطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة التي أعلن عنها الشهر الماضي، وتتواصل في منتجع شرم الشيخ بمصر المفاوضات بشأن آليات وضمانات تنفيذها.
وقالت صحيفة "إل فوليو" الإيطالية في تقرير نشرته أمس الثلاثاء إن الحكومة أعلنت فقط عن اتصال هاتفي بين ميلوني وبلير بينما عُقد اللقاء السري. وبحسب الصحيفة أطلع بلير ميلوني على خطة إعادة إعمار غزة، إلا أنها اكتفت بالقول بعد الاتصال الهاتفي "أنا سأكون جزءاً منها، إيطاليا ستكون جزءاً منها". وأشارت الصحيفة إلى أن رئيسة الوزراء ترغب في أن تجد موطئ قدم للشركات التي تشارك الدولة الإيطالية في ملكيتها مثل "إينيل" للكهرباء و"إيني" للطاقة و"فينكانتييري" لصناعة السفن والأنظمة البحرية و"ليوناردو" لصناعات الدفاع وكذا شركات الاستثمار والتطوير العقاري فيما يعرف باليوم التالي للحرب على غزة. وأوضحت الصحيفة أن إيطاليا تريد في نهاية المطاف أن تكون حاضرة، وأن تشارك في إعادة إعمار غزة.
من جهتها، ذكرت صحيفة إل ريفورميستا الإيطالية في تقرير اليوم الأربعاء حمل عنوان "كارابينييري إلى غزة: اللقاء السري في قصر كيجي بين بلير وميلوني. إيطاليا قادرة على إسناد خطة السلام"، أنه على الرغم من سياج السرية الذي فرض على لقاء ميلوني وبلير، فإنه من السهل تخمين فحواه. وأوضحت الصحيفة أن خطة السلام في غزة، التي يجرى التفاوض بشأنها حالياً في شرم الشيخ، من توقيع ترامب ومن المفترض أن يسهر بلير على تنفيذها، ولكنه سيكون بحاجة إلى ظهير أوروبي آخر لكي يؤدي عمله بشكل جيد. وأضافت أن إيطاليا يمكنها الاضطلاع بهذا الدور.
في السياق، ذكرت صحيفة إل جورنالي ديتاليا في تقرير الاثنين الماضي أن إيطاليا انضمت إلى خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأميركي من أجل غزة. ومن المقرر، وفقاً لتسريبات من رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية، أن تسهم روما بقوة في هذه الخطة سواء على الصعيد السياسي أو العملياتي. ولفتت إلى أن "مجلس السلام"، المزمع أن يشرف على عملية إعادة الإعمار في غزة، سوف يضم في عضويته ميلوني إلى جانب بلير وترامب. وبحسب الصحفية، فإن "قوة الاستقرار الدولية" المستقبلية، وفقاً لخطة السلام، سوف تضم عناصر من قوات الدرك الإيطالية (الكارابينييري) لأغراض التدريب والأمن في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن إذا حازت المرحلة الثانية من خطة ترامب على موافقة مجلس الأمن، فليس من المستبعد أن يسجل حضور عسكري دولي لاحقاً.
وتابعت الصحيفة أن الخارجية الإيطالية تركز، في الجانب العملياتي، على إعادة تشغيل مستشفيات غزة ودعمها بفرق طبية إيطالية، فضلاً عن المستشفيات التي استقبلت على مدار الأشهر الماضية جرحى فلسطينيين في إيطاليا، في إشارة للتعاون الإنساني. وأعلنت ميلوني، مساء أمس، أنها مستهدفة بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية رفعتها ضدها منظمة حقوقية تدعم الفلسطينيين، وذلك بتهمة "التواطؤ في إبادة جماعية" في قطاع غزة، بسبب دعم حكومتها لإسرائيل.
وقالت ميلوني: "أنا ووزير (الدفاع غيدو) كروسيتو، ووزير (الخارجية أنطونيو) تاجاني، وأعتقد كذلك المدير العام لـ(شركة) ليوناردو، روبرتو تشنيغولاني، مستهدفون بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في إبادة جماعية". والشكوى أعدّتها مجموعة "محامون وقانونيون من أجل فلسطين" وتحمل تاريخ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول ووقّعها نحو 50 شخصاً هم أساتذة حقوق ومحامون وشخصيات عامة. وجاء في نص الشكوى "بدعمها للحكومة الإسرائيلية، وخصوصاً إمدادها بأسلحة فتاكة، جعلت الحكومة الإيطالية نفسها شريكة في الإبادة الجماعية الجارية وجرائم الحرب الخطيرة والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني".