إعادة فتح ساحة الحبوبي العراقية بعد القمع الأمني للاحتجاجات

إعادة فتح ساحة الحبوبي في الناصرية العراق بعد القمع الأمني للاحتجاجات

15 ديسمبر 2020
ساحة الحبوبي مركز الاحتجاجات الرئيس في الناصرية (Getty)
+ الخط -

بعد سلسلة من عمليات القمع والاعتقال التي طاولت المحتجين والناشطين في مدينة الناصرية، العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار جنوبي العراق، على يد قوات حكومية وأخرى تابعة لأنصار رجل الدين مقتدى الصدر، أعادت قوات الأمن العراقية، مساء اليوم الثلاثاء، فتح ساحة الحبوبي، مركز الاحتجاجات الرئيس في المدينة، بعد أكثر من عام على إغلاق الساحة ومحيطها إثر نصب خيام المحتجين.

ويأتي ذلك بعد يوم واحد من دخول قوات كبيرة إلى الساحة، أزالت ما تبقى من خيم المتظاهرين، كما أزالت الحواجز الأسمنتية التي تنتشر حولها. ووسط انتشار أمني مشدد وإغلاق عدد من مداخل مدينة الناصرية ومنع وصول أعداد من المتظاهرين إلى الساحة، أعلن مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، ظهر الثلاثاء، فتح الساحة رسميا أمام حركة السير والمرور.

وخلال مؤتمر صحافي عقده الأعرجي في الساحة، أكد أن "القوات الأمنية تعمل لحماية أهالي ذي قار، وحماية الضعفاء وتطبيق القانون"، مبينا أن "فتح الساحة قرار شجاع وموضع احترام وتقدير". وشدد على أن "الحكومة عازمة على تشكيل فريق وزاري للنظر في ملفات الخدمات للمحافظة، ومعالجات مشاكلها".

شكراً ذي قار..
شكراً لقرار أبنائكِ الشجعان بفتح ساحة الحبوبي ، قراركم جاء وفاءً واحتراماً لمحافظتكم العزيزة المعطاء.. باقون معكم.. حتى ينجلي الليل بصبحٍ يليق بسمراء الجنوب ومِلحه العذب أبداً..
ستبقى ذي قار قلعةً للأحرار.. منبعاً للشجاعة.. مضيفاً عامراً بالكرم. pic.twitter.com/N9Aers8UOh

— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) December 15, 2020

وعلى مدى عام كامل من التظاهرات، سجلت الساحة أحداثا دموية، تمثلت بصدامات بين عناصر الأمن والمحتجين وبين عناصر مليشياوية مع المحتجين أيضا، وأوقعت مئات القتلى والجرحى، وكان آخرها الأحداث التي وقعت الشهر الفائت، والتي تمثلت بمهاجمة أتباع التيار الصدري المحتجين في الساحة، وقتل 8 منهم وإصابة أكثر من 90 آخرين.

وبرفع خيام من ساحة الحبوبي في ذي قار، يكون عدد الساحات التي تم فض الاحتجاجات فيها ست ساحات، أبرزها ساحتا التحرير والطيران في بغداد، والبحرية في البصرة، والساعة في الديوانية، والصدرين في النجف، وسبقت ذلك عمليات استهداف طاولت المحتجين والناشطين بين اغتيال وتهديد واعتقالات حكومية بذرائع وحجج مختلفة.

بحضور الاعرجي والاسدي افتتاح ساحة #الحبوبي بشكل رسمي قبل قليل ... pic.twitter.com/lBOb3OkHFS

— ثورة وطن 🇮🇶 (@T_watan1) December 15, 2020

ويؤكد ناشطون عدم ثقتهم بالوعود الحكومية التي تكررها، مبينين أن التظاهرات لا تمثلها الساحات والخيام، بل هي إرادة شعب. وقال الناشط هشام اللامي إن "وعود الأعرجي بتشكيل فريق لإعادة الخدمات للمحافظة لا يتجاوز حدود الوعود غير قابلة التنفيذ"، قائلا، لـ"العربي الجديد"، "لقد سئمنا الوعود الحكومية بتوفير الأمن والحماية، ومحاسبة الجهات التي قمعت وقتلت المتظاهرين، وغيرها من الوعود التي لم تنفذ".

وأكد أن "إعادة فتح الساحة لا تمثل إنهاء الثورة الشعبية، فقد أصبحت الثورة فكرا آمن به الشعب"، مشددا: "تضحياتنا كبيرة لا يمكن نسيانها"، كما حمّل الحكومة "مسؤولية محاسبة قتلة المتظاهرين من المليشيات وعناصر الأمن".

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، أكد ناشطون استمرار الثورة وعدم انتهائها، فكتب علي غني، في تغريدة له، "ثورتنا لا تنتهي بخيمة .. ثورتنا ثورة مستمرة حتى القضاء على جميع الفاسدين والمجرمين..".

الى أصحاب الذلة والاهانة اللي فرحانين بفتح #ساحة_الحبوبي
مثلا شنو ثورتنا بخيمه حتى كدرون تنهونها
ثورتنا ثورة مستمرة حتى القضاء على جميع الفاسدين والمجرمين...
فلا تتصورون ان نعوفكم في حالكم حتى في احلامكم سوف نرعبكم..
وبالاخير لو انتم لو احنا #النصر_للثوار

— 🇮🇶علي غني 🇮🇶 (@aligny96) December 14, 2020

الناشطة أسمى انتقدت في تغريدتها القوات الأمنية التي سيطرت على الساحة بالقوة، قائلة "الناصرية لا ترضخ لأحد".

هو هذا اصلاحك @Mu_AlSadr لاحك شباب سلميين بالافرع والله ماترضخ إلك الناصريه وانتوا يا سور الوطن من تركضون لاتوكعون لأن الشارع طسات وخلي تيجان روسكم تنفعكم الله ينتقم من شكو واحد يدافع عن ثلة مجرمه (يمهل ولا يهمل)
تبقى الناصريه عصية #ساحة_الحبوبي#الناصرية_لن_تخضع pic.twitter.com/q1vjxNJjWz

— 🇮🇶 asmaa 🦋 (@so___so96) December 14, 2020

أما الباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي فقال في تغريدته، "يعتقدون أن اتفاق الأحزاب على إنهاء التظاهرات؛ وتواطؤ الحكومة وأجهزتها الأمنية معها، وشراء بعض الناشطين وقتل واعتقال وتهديد آخرين، سينهي التظاهر ويؤجل الإصلاح"، مؤكدا "هذا الأمر يبدو صحيحا! وسيؤدي لكسب الوقت فقط قبل انهيار المنظومة السياسية ككل وانتشار الفوضى".

يعتقدون أن اتفاق الأحزاب على إنهاء التظاهرات؛ وتواطؤ الحكومة وأجهزتها الأمنية معهم، وشراء بعض الناشطين وقتل واعتقال وتهديد آخرين؛ سينهي التظاهر ويؤجل الإصلاح، لكن هذا الأمر يبدو صحيحا!! وسيؤدي لكسب الوقت فقط قبل انهيار المنظومة السياسية ككل وانتشار الفوضى.#ساحه_الحبوبي pic.twitter.com/R9dJJM8v2V

— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) December 15, 2020