إطلاق الصواريخ من لبنان: تحقيقات مستمرّة واتصالات مكثفة لمنع التصعيد
استمع إلى الملخص
- يجري الجيش اللبناني تحقيقات حول مصدر الصواريخ، مع تأكيد حزب الله عدم تورطه، ويستمر التعاون مع يونيفيل لتوثيق الانتهاكات، بينما تواصل إسرائيل عدوانها.
- ينفي حزب الله مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ، مؤكداً التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، ويشير إلى أن إسرائيل تسعى لنزع سلاحه، مع تأكيده على زيادة قوته وثباته.
رفع لبنان من وتيرة اتصالاته الدولية من أجل الحصول على ضمانات أو تطمينات بعدم توسيع إسرائيل عدوانها على الأراضي اللبنانية، والضغط أكثر باتجاه وقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للقرار 1701، واتفاق وقف إطلاق النار، وذلك عقب التطورات الخطيرة التي سُجِّلت في اليومين الماضيين، وأعادت المخاوف من تكرار سيناريو سبتمبر/ أيلول الماضي.
ونفذ جيش الاحتلال يوم السبت هجوماً موسّعاً على دفعتين، هو الأكبر منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شمل القرى الحدودية ومناطق في قلب الجنوب اللبناني، إلى جانب البقاع وبعلبك الهرمل شرقاً، موقعاً شهداء وجرحى، وذلك رداً على إطلاق صواريخ من لبنان، فيما واصل أمس الأحد انتهاكاته على صعيد جنوب الليطاني. وفي إطار التحقيقات، قال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّه "يجري الاستماع إلى شخصين سوريين في القضية لمعرفة ملابسات إطلاق الصواريخ، فهما يعملان ضمن موقع مشرف على المنصّة، وذلك كشاهدين وليس كموقوفين".
وتقول مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاتصالات مستمرّة على أعلى المستويات، خصوصاً مع الولايات المتحدة وفرنسا، من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان، والانسحاب من التلال التي لا تزال تحتلها، وتسليم الأسرى اللبنانيين، والجهود ستبقى مكثفة بهذا الإطار"، لافتةً إلى أنّ "لبنان لم يحصل على تطمينات أو ضمانات بعد على صعيد وقف إسرائيل اعتداءاتها على لبنان، ونحن نتوقع من العدو كل شيء، لكن كانت هناك إشارات يوم السبت بعدم استهداف العاصمة بيروت أو الضاحية الجنوبية".
وتشير المصادر إلى أنّ "المخاوف حتماً موجودة، واحتمال التصعيد من جانب العدو موضوع دائماً على الطاولة، وهو معروف باتخاذه أي ذريعة من أجل رفع مستوى اعتداءاته، لكن لبنان في المقابل لا يريد أي تصعيد، وهو ملتزم بالقرار 1701، واتفاق وقف إطلاق النار، وسيلجأ إلى كل الوسائل الدبلوماسية من أجل وقف هذه الانتهاكات، لأن استمرار الاحتلال في خرق الاتفاق يومياً وتماديه في تنفيذ الغارات جنوباً وبقاعاً، من شأنهما أن يبقيا لبنان بحالة عدم استقرار".
وتلفت المصادر إلى أنّ "الجيش اللبناني يقوم بتحقيقاتٍ لمعرفة مصدر وهوية مطلقي الصواريخ، وكشف ملابسات ما حصل، ولكن لا تطورات بعد على هذا الصعيد، مع تأكيدات نتبلغها من حزب الله بعدم صلته بالموضوع، وسيُعلن الجيش عن أي جديد ببيانات رسمية، وهناك توجيهات بتكثيف الإجراءات لحفظ الأمن"، مؤكدة أنّ "التواصل قائم مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، والجيش في تعاون مستمرّ مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) لتوثيق الانتهاكات وتعزيز الانتشار جنوباً لحفظ الأمن واحتواء الوضع".
وحول ربط العدوان المستمرّ على لبنان بسلاح حزب الله، تقول المصادر إنّ "الإسرائيلي يختلق ذرائع لمواصلة عدوانه على الأراضي اللبنانية، وعليه وقف اعتداءاته والانسحاب من كافة الأراضي اللبنانية، ونكرّر أنّ لبنان ملتزم تطبيق وقف إطلاق النار، كما الحكومة ملتزمة ببيانها الوزاري، المتضمن العمل على حصر السلاح بيد الدولة وهذا الأمر لن يحصل بين ليلة وأخرى".
من جانبه، يقول مصدر في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إنّ "حزب الله نفى وقوفه وراء إطلاق الصواريخ، وأساساً هذا ليس أسلوبه ولا طريقته، وهو عندما ينفذ أي عملية يعلن عنها، كما أنه منذ اتفاق وقف إطلاق النار، أكد أنه يترك، ولا يزال، الموضوع للدولة، رغم كل الاعتداءات التي تحصل منذ نوفمبر الماضي"، مشيراً إلى أنّ "الإسرائيلي يدرك أن حزب الله ليس وراء إطلاق الصواريخ، لكنه يريد ذريعة لتوسيع عدوانه، ورمي المسؤولية على حزب الله، وهناك من يعطيه الضوء الأخضر لذلك، على رأسه الأميركيون".
ويشير المصدر إلى أنّ "حزب الله لا وجود له في جنوب الليطاني، وهو التزم باتفاق وقف إطلاق النار، وإسرائيل لا تريد فقط نزع سلاح حزب الله، بل التطبيع، ومن خلفها الأميركي، وهو أمر لن يحصل"، مؤكداً أنه "على الدولة اللبنانية أن تضع حدّاً لتمادي العدو في استباحة السيادة الوطنية".
نائب عن حزب الله: سنزداد قوة وثباتاً
في السياق، شدد عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب إيهاب حمادة في موقف له، اليوم الاثنين، على أنّ "العدو الإسرائيلي يعتدي على لبنان بشكل دائم على المستويات كافة، في البر والبحر والجو، من دون حسيب أو رقيب، وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، والبعض يغمض عينيه، ويصمّ أذنيه أمام كل ما يُرى ويُسمع ويُشاهد من اعتداء إسرائيلي سافر على الإنسان والحجر والبشر في كل لحظة، وعلى مستوى جغرافية لبنان، ولا يكلّف خاطره أن ينبس ببنت شفة، فيما يدفع فريقه للكلام عن نزع سلاح المقاومة".
وأكد حمادة "أننا سنزداد تمسكاً بخياراتنا، وسنزداد قوة وثباتاً، وسنزداد في مواجهتنا لمشاريع أعدائنا، وسنكون دائماً في الميدان أقوياء وثابتين، لا سيما وأننا نمتلك كل مقومات القدرة والقوة، لأن القدرة الحقيقة هي من الله، ونحن على مستوى عديدنا وعتادنا أقوياء وثابتون، ونمتلك أرواحاً لا يمتلكها أحد على وجه هذه الأرض، وثقة بالله تبارك وتعالى، وثقة بنصرنا وبقوتنا في مواجهة عدونا". وختم بالقول إنّ "دماء شهدائنا ستنبت وتكبر، وسوف تكون الحصن الحصين لنا جميعاً ولأرضنا وكرامتنا، وبالتالي نحن دائماً في موقع من يثق بالله تبارك وتعالى، لنكون مصداقاً لثابتة من الثوابت الإلهية في القرآن الكريم، إن تنصروا الله ينصركم، ويثبّت أقدامكم".