قصفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الأربعاء، مناطق عدة في ريف إدلب، شمال غربي البلاد، ما أدى إلى إصابة طفل على الأقل، يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية عن قتل وإصابة عدد من عناصر "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، شمالي سورية.
وذكر الدفاع المدني السوري، في بيان له، أنّ طفلاً أُصيب بجروح ونجا جده وجدته، بعد استهداف قوات النظام وروسيا بصاروخ حراري موجّه سيارة كانوا يستقلونها على أطراف قرية دير سنبل، جنوبي إدلب.
وأضاف الدفاع المدني أنّ فرقه أسعفت الطفل إلى المستشفى، مشيراً إلى أنّ هذا الاستهداف هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع، إذ أصيب 5 مدنيين من عائلة واحدة في الـ23 من الشهر الجاري، باستهداف مماثل لسيارة كانوا يستقلونها أثناء عودتهم من قطاف الزيتون في قرية تديل بريف حلب الغربي.
كما قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية محيط القاعد العسكرية التركية قرب بلدة الكفير، غرب إدلب.
ويوم أمس الثلاثاء، شنّت طائرات روسية غارات جوية في محيط مخيم للمهجّرين قرب منطقة باب الهوى على الحدود السورية التركية، ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى، وردّت فصائل المعارضة بعد الظهر بقصف عدد من مواقع النظام في ريفي حلب وادلب.
مقتل وإصابة 13 من "قسد"
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الليلة الماضية، "تحييد" (قتل أو إصابة) ثلاثة عشر عنصراً من قوات "قسد" شمالي سورية.
وذكر بيان للوزارة نشرته وكالة الأناضول أنّ استهداف هؤلاء العناصر جرى خلال استعدادهم لاستهداف مناطق العمليات التركية "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" في شمال سورية.
واستهدف الجيش التركي عبر الطائرات المسيّرة، خلال اليومين الماضيين، قادة بارزين في "قسد"، منهم مسؤولة السجون زينب صاروخان ونائبها يلماز رشو، اللذان قضيا باستهداف سيارتهما في ريف القامشلي الشرقي، قرب الحدود السورية التركية.
اعتصام احتجاجاً على إغلاق المدارس الخاصة
من جهة أخرى، شارك مئات الأشخاص في اعتصام، ظهر اليوم الأربعاء، دعت إليه المنظمات المدنية في مناطق سيطرة قوات "قسد" أمام مبنى منظمة الأمم المتحدة في مدينة القامشلي بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، لإلغاء قرار "الإدارة الذاتية" إغلاق المعاهد والمدارس الخاصة بمناطق سيطرتها، والتي تدرس مناهج النظام السوري في الحسكة.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أنّ المئات من الأهالي والطلاب شاركوا في الاعتصام الذي بدأ الساعة 11 من صباح اليوم الأربعاء في مدينة القامشلي أمام مبنى الأمم المتحدة، بدعوة من منظمات المجتمع المدني ودعم من المجلس الوطني الكردي وأولياء أمور التلاميذ والطلاب تنديداً بإغلاق المدارس والمعاهد الخاصة وللمطالبة بحرية التعليم.
وأضاف أنّ قوى الأمن الداخلي (أسايش) التابعة لـ"الإدارة الذاتية" بالتعاون أو (غض النظر) مع مجموعات من الشبيبة الثورية (جوانن شورشكر)، استخدمت القوة المفرطة في فض الاعتصام منذ اللحظات الأولى، من خلال الضرب والاعتقال، مشيراً إلى اعتقال بعض المشاركين والطلاب وبعض المصورين الصحافيين والإعلاميين، وأفرج عن بعضهم بعد تعرضهم للضرب والإهانات، ومنهم توريفان طوبال مصور قناة العهد، وهيبار عثمان مراسل قناة الحرة، وآخرون.
وقالت المنظمات المدنية، في بيان، إنّ أصحاب المدارس والمعاهد الخاصة ومنظمات المجتمع المدني فشلوا في التوصل إلى اتفاق مع "الإدارة الذاتية" لإلغاء قرار الإغلاق، معتبرة أنّ القرار "ارتجالي وغير مسؤول، ويضرّ عشرات آلاف الطلاب".
احتجاجات على قرار عزل قائد "مغاوير الثورة"
من جانب آخر، تظاهر نازحون في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، اليوم الأربعاء، احتجاجا على قرار التحالف الدولي عزل قائد فصيل "جيش مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية، والذي يعد ذراعا برية للتحالف في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، حيث تتموضع كبرى قواعد هذا التحالف في منطقة التنف.
وقال الناشط الإعلامي المقيم في المخيم غياث نادر لـ"العربي الجديد"، إن نازحين في المخيم توجهوا إلى قاعدة التنف التي توجد فيها قوات التحالف الدولي ونظموا وقفة احتجاجية رفضا لتعيين النقيب محمد فريد القاسم، وهو قائد "لواء شهداء القريتين"، يوم السبت الماضي، قائدا جديدا لفصيل "مغاوير الثورة" بعد إقالة مهند الطلاع، الذي كان من مؤسسي هذا الفصيل.
وأضاف أن الوقفة لم تتخللها أي أعمال شغب أو أحداث فيما لم تستجب القوات الأميركية لطلب النازحين بالاستماع إلى مطالبهم.
وحول أسباب رفض سكان المخيم قرار التحالف، قال رئيس المجلس المحلي لمخيم الركبان أحمد درباس الخالدي لـ"العربي الجديد"، إن سكان المخيم يرفضون تنصيب فريد القاسم قائدا للمنطقة و"جيش المغاوير" بسبب مشاكل قديمة له خلال قيادته فصيل "شهداء القريتين" في ريف حمص مع قبيلة بني خالد التي يشكل أفرادها معظم نازحي المخيم.
وحذر الخالدي من أن تعيين القاسم سيؤدي لاقتتال بين الفصائل المكونة لـ"جيش مغاوير الثورة" ويهدد بانهياره، موضحا في الوقت ذاته أن وفدا من ممثلي المخيم اجتمعوا أخيرا مع قيادات أميركية في قاعدة التنف وأكدوا رفضهم للقرار ودعوا قيادة التحالف للتراجع عنه تجنبا للمشاكل والفوضى.
وتضاربت الروايات حول الأسباب التي دفعت التحالف الدولي لإقالة الطلاع، إلا أن مصدرا مقربا من الفصيل أوضح في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن الطلاع أبدى عدم تقبّله لبعض القرارات التي تصدر عن قاعدة "التنف"، وهو ما أدى إلى استبعاده عن منصبه، مضيفا: "يبدو أن الأميركيين يريدون قائدا مطيعا ينفذ الخطط التي يضعونها من دون مراجعة من أحد".
وتأسس فصيل "مغاوير الثورة" في عام 2015 لمجابهة تنظيم "داعش"، الذي كان في حينه بذروة قوته وتمدده في الجغرافيا السورية، وخاصة في البادية السورية.