إصابة شاب بالرصاص في مخيم جنين مع استمرار الحملة الأمنية للسلطة

31 ديسمبر 2024
عناصر من الأمن الفلسطيني في مخيم جنين 6 ديسمبر 2024 (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصيب شاب فلسطيني بجروح خطيرة في مخيم جنين وسط استمرار الحملة العسكرية الفلسطينية وحصار المخيم منذ 27 يوماً، حيث قُتل ستة أشخاص بينهم قادة ومواطنون وصحفية، مع استمرار الاشتباكات بين المقاومين والأجهزة الأمنية.
- تصاعدت المواجهات بعد إعلان الأجهزة الأمنية المرحلة ما قبل الأخيرة من عملية "حماية وطن"، مما أدى إلى مسيرات مبايعة للمقاومة وإضرابات تجارية، وسط مبادرات لإنهاء الأزمة دون نجاح.
- حذرت فصائل فلسطينية من انتقال التوتر لمناطق أخرى، مؤكدة رفضها تسليم الأسلحة، ومشددة على أن السلاح هو وسيلة الدفاع عن المخيم.

أُصيب شاب فلسطيني يبلغ من العمر 22 عاماً بجروح خطيرة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، نتيجة إصابته بالرصاص الحي، ظهر اليوم الثلاثاء، في ظل استمرار الحملة العسكرية للأجهزة الأمنية الفلسطينية على المخيم ومواصلة حصاره منذ 27 يوماً. وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الفتى أصيب خلال وجوده في حي "الألوب" بمخيم جنين في منطقة الصدر، مما أدى إلى نزيف داخلي استدعى نقله على وجه السرعة لتلقي العلاج الطبي ولم تتضح بعد أسباب إطلاق النار ومصدره.

وقُتل ستة أشخاص من مخيم جنين منذ بداية الحملة الأمنية للسلطة الفلسطينية على مخيم جنين، 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أحدهم يزيد جعايصة من قادة كتيبة جنين والخمسة الآخرون مدنيون بينهم الصحفية شذى الصباغ فيما قُتل خمسة عناصر من الأمن الفلسطيني. وتواصل الأجهزة الأمنية حصار مداخل مخيم جنين مع إغلاقها بالسواتر الترابية لليوم السابع والعشرين على التوالي. وجاءت الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد الكتيبة في الخامس من الشهر الجاري، على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة، أعقبها عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله.

ويشهد مخيم جنين منذ سبعة وعشرين يوماً اشتباكات متكررة بين مقاومين فلسطينيين والأجهزة الأمنية الفلسطينية، بالتوازي مع السيطرة على منازل في مناطق مختلفة من المخيم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وطرد سكانها منها، ونشر قناصة عليها، فيما قصفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بقذائف محمولة قبل أيام، منزلين يعتقد أن فيهما مقاتلين من "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.

وتصاعدت المواجهات بين الطرفين بعدما أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري انطلاق المرحلة ما قبل الأخيرة من العملية الأمنية "حماية وطن" بهدف استعادة السيطرة الأمنية على المنطقة. وشهدت مدينة جنين ومخيمها مسيرات مبايعة للمقاومة ورافضة لسياسات الأمن الفلسطيني، وطالبت بحقن دماء الفلسطينين، كما شهدت المدينة إضرابات تجارية لإنهاء الأزمة في ظل تواصل الاشتباكات كما خرجت مسيرات لحركة فتح في محافظات الضفة الغربية تأييداً لحملة السلطة الأمنية على مخيم جنين، فيما قُدمت العديد من المبادرات على مستوى الضفة الغربية لإنهاء الأزمة، لكنها لم تنجح حتى الآن.

وكانت فصائل فلسطينية حذّرت من احتمال انتقال الأحداث المتوترة التي يشهدها المخيم إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، داعية إلى إنهاء الحملة الأمنية على مخيم جنين، فيما أعربت منظمات أهلية فلسطينية عن مخاوفها من تأثير هذه الأحداث على السلم الأهلي داخل المجتمع الفلسطيني. وكانت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أكدت خلال مؤتمر صحافي السبت الماضي، أنّ "جميع الوساطات ركّزت على مطالب خروج المقاتلين من المخيم وتسليم أسلحتهم"، وهو ما وصفته بأنه "مرفوض تماماً"، مؤكّدة أنّ "السلاح هو وسيلتنا للدفاع عن أنفسنا ومخيمنا، ولن نغادر المكان الذي تربينا فيه".