استمع إلى الملخص
- انفجرت مركبة في جنين واندلع حريق في المستشفى الحكومي، وأعلنت الأجهزة الأمنية عن اعتقال عدد من المقاومين وإعادة فرض النظام.
- اتهم العميد أنور رجب مجموعة من الخارجين على القانون بإطلاق النار على قوات الأمن، وأكد تلقي الأجهزة الأمنية مناشدات لإزالة العبوات الناسفة.
شهد مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، في وقت متأخر من ليل السبت، اشتباكات عنيفة بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومسلحين، تخللها وقوع إصابات واعتقالات، وتفجير مركبة بشكل غامض، وحدوث حريق داخل أحد أقسام المستشفى الحكومي في المدينة. ووفق ما ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فقد أصيب شاب من مخيم جنين بجروح ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلته رغم حالته الصحية، ثم جرى الإفراج عنه لاحقاً بسبب وضعه الصحي.
وأشارت المصادر إلى أن أحد أفراد الأمن الفلسطيني أصيب بجروح متوسطة، نُقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وخلال الاشتباكات، نفذ الأمن الفلسطيني حملة اعتقالات واسعة شملت العديد من الشبان من الشوارع والمنازل، ومع ذلك أُفرج عن غالبية المعتقلين في وقت لاحق، بينما أبقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية على المقاومين قيد الاعتقال.
ويأتي ذلك في حين انفجرت مركبة في أحد شوارع مدينة جنين بشكل مفاجئ، لكن لم يعرف من قام بتفجيرها حتى الآن، والحادث لم يسفر عن وقوع إصابات. وأكدت المصادر أن مستشفى جنين الحكومي شهد حادثاً خطيراً آخر، إذ اندلع حريق في أحد أقسام الطوارئ نتيجة الاشتباكات بين مقاومين والأمن الفلسطيني؛ الذي حول المستشفى الذي يقع بجانب مخيم جنين لثكنة عسكرية رغم مناشدات عديدة لتجنيب المستشفى والمرضى الخطر.
ولفتت المصادر إلى أن طواقم الدفاع المدني الفلسطيني تدخلت بسرعة وتمكنت من السيطرة على الحريق للحيلولة دون أن يمتد إلى أقسام أخرى. في هذه الأثناء، أعلن الناطق باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية العميد أنور رجب، صباح اليوم الأحد، القبض على عدد من المقاومين وصفهم بـ"الخارجين على القانون"، وإعادة فرض النظام في جنين، بعد أحداث إطلاق النار على المستشفى الحكومي والأجهزة الأمنية الليلة الماضية.
وقال رجب، في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، إن "الأجهزة الأمنية تمكنت في ساعات متأخرة من الليلة الماضية من فرض النظام في المدينة والمستشفى الحكومي، بعد تسبب الخارجين على القانون بحريق ضخم داخل المستشفى وتعطيل محطة توليد الأوكسجين". ووفقاً لرجب، فإن "ما جرى أمس كان أثناء قيام الأجهزة الأمنية بعملها لبسط الأمن والنظام في مدينة جنين، حيث قام أحد الخارجين على القانون بإطلاق النار باتجاه أفراد القوة الأمنية، التي رد أفرادها على مصدر إطلاق النار بحسب التعليمات المتبعة، ما أدى إلى إصابته ونقله إلى مستشفى ابن سينا، وقامت الأجهزة الأمنية بالتحفظ عليه".
وقال رجب: "إن هذه المجموعة الخارجة على القانون أطلقت النار باتجاه قوات الأمن في محيط مستشفى جنين الحكومي، ما تسبب بإصابة أحد الأطباء برصاصة في قدمه، واشتعال النيران في أحد المباني الفارغة، وتعطل محطة توليد الأكسجين، كما قامت بتفجير مركبة غير قانونية أمام مبنى محكمة جنين، واستهدفت مجددا مقار الأجهزة الأمنية"، وفق قوله. وأكد أن "لدى المؤسسة الأمنية قراراً بملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بالأمن ومقدرات المواطنين، واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم، حفاظا على المجتمع والسلم الأهلي".
ورغم أن مقاومين يقومون بزرع عبوات ناسفة للتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مدينة ومخيم جنين، إلا أن رجب ادعى أن هذه المجموعات، و"تحت عناوين مضللة، تقوم بزرع عبوات في الشوارع العامة وبجانب المدارس والمستشفيات، وهو ما عرض حياة المواطنين للخطر أكثر من مرة"، مؤكدا أن "الأجهزة الأمنية تتلقى عشرات المناشدات المتكررة من المواطنين لإزالة هذه العبوات".
وخلال الأشهر الماضية، دأبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية على تفكيك عبوات ناسفة محلية الصنع يضعها المقاومون لقوات الاحتلال الإسرائيلي في طوباس، وجنين، وطولكرم، ونابلس. وتأتي هذه التطورات في مخيم جنين بعد اعتقالات نفذتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية استهدفت نشطاء وشخصيات بارزة، بالإضافة إلى مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي من داخل المخيم، ثم تفاقمت الأمور بعد قيام مقاومين من كتيبة جنين بالاستيلاء على مركبتين تتبعان للسلطة ونقلهما إلى داخل مخيم جنين.