أصيب فلسطينيون بالرصاص الحيّ، وآخرين بحالات اختناق، مساء اليوم الاثنين، بقمع قوات الاحتلال الإسرائيلي فعالية تضامنية نظمتها الفصائل الفلسطينية في مخيم العودة، في ملكة شرقي مدينة غزة، بمناسبة الذكرى الـ54 لإحراق المسجد الأقصى.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن مجمع الشفاء الطبي استقبل 18 إصابة بجراح مختلفة من بينها مصور صحافي جراء قمع الاحتلال الفعالية.
وشارك عشرات الفلسطينيين في الفعالية التي أقيمت قرب الحدود مع الأراضي المحتلة، إلى جانب مسؤولين في الفصائل، ووجهاء، وشخصيات اجتماعية.
قبيل بدء الفعالية الرسمية وخلالها، اقترب الشبان من السياج الحدودي الفاصل مع الأراضي المحتلة، وحاولوا رشق قوات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص الحيّ على الشبان ما أدى لوقوع إصابات بينهم.
ونيابة عن الفصائل، ألقى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب كلمة، خلال الفعالية الجماهيرية، مندداً بمواصلة الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق القدس من خلال "الاستيطان والتهويد"، مشيراً إلى أنّ "الشعب الفلسطيني حوّل حريق الأقصى إلى حدث يدفع ثمنه الصهاينة والمستوطنون"
وشدد حبيب على أنّ المقاومة "هي خيار الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الثابتة والمشروعة"، مباركاً "العمليات البطولية المستمرة ضد الاحتلال ومستوطنيه في الضفة والقدس".
وأشار إلى أنّ "الكيان الصهيوني ليس له حق في "ذرة تراب" من أرضنا المحتلة، وصراعنا معه مستمر"، داعياً "أحرار أمتنا العربية والإسلامية إلى دعم مقاومة شعبنا الفلسطيني على قاعدة أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية".
وطالب كذلك الأمتين العربية والإسلامية بتحمل "مسؤولياتها في تحرير الأرض الفلسطينية وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة"، مؤكداً في ذات الوقت على "ضرورة وحدة شعبنا والاصطفاف في خندق مواجهة المحتل حتى زواله"، ومحملاً الاحتلال مسؤولية "استمرار الجريمة في الداخل المحتلة والتي تهدف لتهجير الفلسطينيين في الداخل من أرضهم لصالح الاستيطان والمستوطنين".
من جهته، وجه الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس، المقيم في غزة، محمد حمادة، التحية للفلسطينيين "المدافعين عن المدينة المقدسة، وإلى مجاهدي وثوار الشعب الفلسطيني في كل مناطق القدس والضفة الغربية وكل فلسطين".
وقال حمادة إنه كلما ازداد الاحتلال توحشاً ضد الفلسطينيين تزداد الأيادي الضاغطة على الزناد "فكل قطرة دم تنزف من أبناء شعبنا لن تكون إلا وقوداً يصب فوق نار لن تحرق إلا هذا المحتل"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من تصعيد الاحتلال جرائمه ضد القدس والأقصى، إلا أن يقظة الجماهير الفلسطينية وصلابة رجال المقاومة في كل المحطات أحبطت كل محاولات النيل من الأقصى، وأكدت وحدة الشعب والمقاومة في كل الساحات".
وشدد على أنّ الشعب الفلسطيني "سيبذل الدم والأرواح من أجل القدس، فهي القدس التي استل الشعب الفلسطيني ومقاومته سيفاً وأقسموا ألا يغمد هذا السيف حتى تحرر الأرض الفلسطينية كلها من دنس المحتل الصهيوني".
في صباح 21 من أغسطس/آب من عام 1969، أشعل متطرف يهودي يدعى مايكل دنيس وليم روهان النار في المسجد الأقصى، مما أدى إلى حرق وتدمير منبر صلاح الدين، وحرق وإتلاف معظم خشب السقف الجنوبي منه.
وبحسب مركز المعلومات الفلسطيني - وفا، قامت سلطات الاحتلال في ذلك اليوم بقطع المياه عن منطقة الحرم فور ظهور الحريق، وحاولت منع المواطنين العرب وسيارات الإطفاء التي هرعت من البلديات العربية من القيام بإطفائه، وكاد الحريق يأتي على قبة المسجد المبارك لولا استماتة المواطنين العرب (مسلمين ومسيحيين). فقد اندفعوا عبر النطاق الذي ضربته قوات الشرطة الإسرائيلية، وتمكنوا من إطفاء الحريق.
وادعت إسرائيل في البداية أن تماساً كهربائياً كان السبب في الحريق. ولكن تقارير المهندسين العرب أوضحت بجلاء أن الحريق كان بفعل أيدٍ مجرمة مع سبق الإصرار والتصميم، الأمر الذي اضطر الحكومة الإسرائيلية إلى الإدعاء بأنها قبضت على الفاعل وهو شاب يهودي استرالي (دنيس) كان دخل فلسطين المحتلة قبل أربعة أشهر من وقوع الحريق، وأنها ستقدمه للمحاكمة. لكن لم يمض وقت طويل حتى أعلنت أن دنيس هذا شخص معتوه وأطلقت سراحه.