استمع إلى الملخص
- تجري اتصالات دولية للضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل، بينما لم يتلقَ الجيش اللبناني تأكيدات رسمية بشأن التأخير، وأكدت الولايات المتحدة على ضرورة تمديد وقف إطلاق النار.
- شهدت الأوضاع توتراً مع استمرار وجود القوات الإسرائيلية، حيث زعم الجيش الإسرائيلي العثور على أسلحة لحزب الله، ودعا حزب الله لضمان الانسحاب الكامل وانتشار الجيش اللبناني.
أكدت إسرائيل أن الانسحاب التدريجي سيتواصل بالتنسيق مع واشنطن
"أكسيوس": إسرائيل أكدت لإدارة ترامب التزامها بالاتفاق مع لبنان
مهلة إتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان تنتهي الأحد
قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن عملية الانسحاب التدريجي من لبنان ستتواصل بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية إلى ما بعد موعد الستين يوماً، مضيفة، في بيان، أنّ العملية كانت مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وفرض الاتفاق بشكل كامل وفعّال، مع انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، متهمة الحكومة اللبنانية بعدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل.
كما نقل مراسل موقع أكسيوس الأميركي باراك رافيد، في منشور على إكس، اليوم الجمعة، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إنّ إسرائيل أكدت لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزامها بالتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار واستكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، "إلا أنها بحاجة إلى المزيد من الوقت بعد فترة الستين يوماً".
وفي وقت سابق من اليوم قالت هيئة البث الإسرائيلية، إنّ القيادة السياسية أمرت جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم الانسحاب من القطاع الشرقي من جنوب لبنان وبدء إعادة الانتشار في القطاع الغربي. في حين انتهى اجتماع المجلس الأمني المصغر (الكابينت)، دون اتخاذ أي قرار حاسم، مع تأكيد وجود توافق بشأن إبقاء القوات الإسرائيلية ضمن مناطق انتشارها الحالي.
وبحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، فإن القيادة السياسية نقلت رسالة إلى كبار قادة الجيش الإسرائيلي بأن تل أبيب تجري تنسيقاً مع واشنطن للحصول على وقت إضافي لحين الانسحاب الكامل من لبنان، مشيرة إلى أن الفترة الزمنية قد تمتد لأسابيع، زاعمة أنّ "قدرة الجيش اللبناني على الانتشار بشكل فعّال في القطاع الشرقي وتدمير سلاح حزب الله لا تزال غير كافية".
اتصالات لبنانية للضغط على إسرائيل
وفي السياق، أكدت أوساط رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، أن اتصالات دولية مكثفة تجري للضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانيةـ مع انقضاء مهلة الستين يوماً، ولكن لبنان لم يحصل على ضمانات بذلك بعد. بدوره، قال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إن الجيش لم يتبلغ بعد من رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي أي شيء بما خصّ تأخر انسحاب جيش الاحتلال، مضيفاً: "قواتنا منتشرة حالياً فقط في الأماكن التي انسحب منها الاحتلال".
وجدد المصدر الدعوة إلى أهالي القرى والبلدات الحدودية التريث وعدم العودة إلا بناءً على التعليمات الرسمية التي تصدر بهذا الشأن، حفاظاً على سلامتهم.
واشنطن: تمديد وقف إطلاق النار ضروري
وفي السياق، قالت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، إن تمديد وقف إطلاق النار في لبنان أمر ضروري بشدة، وإنها سعيدة ببدء الجيش الإسرائيلي الانسحاب من المناطق الوسطى من البلاد. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بريان هيوز، إن "جميع الأطراف تشترك في هدف ضمان عدم قدرة حزب الله على تهديد الشعب اللبناني أو جيرانه. ولتحقيق هذه الأهداف، هناك حاجة ملحة إلى تمديد وقف إطلاق النار لفترة قصيرة".
وأضاف: "نحن سعداء ببدء القوات الإسرائيلية الانسحاب من المناطق الوسطى، ونواصل العمل بشكل وثيق مع شركائنا الإقليميين لإتمام التمديد".
وكانت هيئة البث قد قالت، أمس الخميس، إنّ تل أبيب طلبت من الولايات المتحدة تأجيل موعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لمدة شهر كامل، ومشيرة إلى أنّ "الطلب الإسرائيلي يأتي على خلفية الضغوط الأميركية الشديدة في الأسابيع الأخيرة لتنفيذ الانسحاب في موعده".
ونص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 على إتمام الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في موعد أقصاه 60 يوماً من دخول الاتفاق حيز التنفيذ الذي يوافق الأحد المقبل 26 يناير/ كانون الثاني الجاري.
في غضون ذلك، أفادت القناة 14 العبرية بأنّ اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، ليل الخميس الجمعة، انتهى دون اتخاذ أي قرار حاسم، لكنه شدد على أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل الحفاظ على انتشاره الحالي في لبنان، مع الحفاظ على مستوى عال من الاستعداد لأي سيناريو.
من جانبه، زعم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، في منشور على منصة إكس، اليوم الجمعة، أنّ لبنان انتهك اتفاق وقف إطلاق النار، معتبراً أنه "لا يوجد انتشار حقيقي للجيش اللبناني على طول الحدود، كما أنه غير قادر على السيطرة على حزب الله"، داعياً إلى عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان "بسبب الخطر الذي قد يتشكل على سكان مستوطنات الشمال"، بحسب قوله.
كما دعا زعيم حزب "معسكر الدولة" الوزير السابق بني غانتس، اليوم الجمعة، إلى عدم انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة العازلة في لبنان، مشدداً في منشور على منصة إكس، على "ضرورة تكثيف الجيش تحركاته ضد أي انتهاك من جانب حزب الله مهما كانت طبيعته (خطيراً أو بسيطاً)، والإصرار على تنفيذ الحكومة اللبنانية اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل".
وزعم جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، العثور على مستودع للأسلحة وشاحنات محملة بالصواريخ ومئات قذائف الهاون، والمتفجرات، والأسلحة، والمعدات العسكرية لحزب الله في السلوقي، جنوبي لبنان. وقد توغّل جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، إلى منطقة الزقاق عند أطراف بلدة عيترون، جنوبي لبنان، وقام بعمليات تجريف وحرق عددٍ من المنازل. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأنّ قوة إسرائيلية توغلت عند منتصف الليل داخل بلدة بني حيان وقامت بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة، وسمعت أصوات الرصاص في المناطق المجاورة، قامت بعدها بإحراق عدد من المنازل. ولا تزال هذه القوة منتشرة داخل أحياء البلدة حتى ساعات هذا الصباح، حيث تستكمل إحراق المنازل ومبنى بلدية بني حيان.
وفي بيانٍ له، أمس الخميس، قال حزب الله إن "بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو انسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان، تستدعي من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان الضغط على الدول الراعية للاتفاق، من أجل التحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً، وعدم إفساح المجال أمام أي ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال". وشدد على أن "أي تجاوز لمهلة الـ60 يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق وإمعاناً في التعدي على السيادة اللبنانية، ودخول الاحتلال فصلاً جديداً يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال".