إسرائيل قد تسمح لمنظمات الإغاثة بتولي مساعدات غير غذائية في غزة

24 مايو 2025   |  آخر تحديث: 25 مايو 2025 - 01:04 (توقيت القدس)
تسليم خبز في خانيونس 24 مايو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إسرائيل تغير استراتيجيتها للسماح لمنظمات الإغاثة بتوزيع المساعدات غير الغذائية في غزة، بينما تتولى مجموعة مدعومة أمريكياً توزيع الأغذية، مما يشير إلى تراجع عن خطط السيطرة الكاملة على المساعدات.
- المفوض العام لأونروا، فيليب لازاريني، يحذر من أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي قد يؤدي إلى "نكبة فلسطينية ثانية"، ويصفه بأنه أداة للتهجير القسري وجريمة حرب، حيث يجبر السكان على الانتقال للحصول على المساعدات.
- تأخر بدء عمل "مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة" بسبب تفاصيل لوجستية، مع إنشاء أربع نقاط توزيع وفحص أمني دقيق، وسط مخاوف من طوابير طويلة، مما يثير جدلاً حول استبدال نظام توزيع المساعدات التابع للأمم المتحدة.

وسط تصاعد الضغط لإدخال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، يبدو أنّ إسرائيل ستغير مسارها وقد تسمح لمنظمات الإغاثة العاملة في القطاع المحاصر بالبقاء مسؤولة عن المساعدات غير الغذائية بينما تترك مسؤولية توزيع الأغذية لمجموعة تم إنشاؤها أخيراً بدعم أميركي، وفقاً لخطاب حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس. ويشير هذا التطور إلى أنّ إسرائيل قد تتراجع عن خططها الرامية إلى إحكام السيطرة على جميع المساعدات إلى غزة ومنع وكالات الإغاثة القائمة منذ فترة طويلة في القطاع من إيصالها بالطريقة نفسها التي كانت تقوم بها في الماضي. ولم توضح حكومة الاحتلال بعد نوع المساعدات غير الغذائية التي ستسمح للمنظمات بتولي مسؤوليتها.

وأعربت الأمم المتحدة عن رفضها لخطة إسرائيل، قائلة إنها تسمح لحكومة الاحتلال باستخدام الغذاء سلاحاً، وأنها تنتهك المبادئ الإنسانية ولن تكون فعالة. وتروج إسرائيل والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة مخططاً من أجل توزيع المساعدات في نقاط محددة جنوبي قطاع غزة، من خلال منظمة غير ربحية سُجلت حديثاً في سويسرا تحت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تشير تقارير إعلامية عبرية إلى أنّ مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ومنعت إسرائيل دخول المواد الغذائية والوقود والأدوية وجميع الإمدادات الأخرى إلى غزة على مدار ثلاثة أشهر تقريباً، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعانيها 3.2 ملايين فلسطيني في قطاع غزة.

أونروا عن مخطط توزيع مساعدات غزة: قد يشكل "نكبة فلسطينية ثانية"

في غضون ذلك، حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، من أنّ المخطط الأميركي الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بقطاع غزة قد يشكّل مقدمة لـ"نكبة فلسطينية ثانية". ووصف لازاريني المخطط بأنه يمثل "أداة للتهجير القسري" ويرقى إلى "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".

وقال لازاريني في مقابلة مع موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أمس الجمعة، إنّ "مخطط (بنيامين) نتنياهو للسيطرة الكاملة على غزة (الذي أعلنه أخيراً)، إلى جانب المخطط الإسرائيلي الأميركي الجديد لتوزيع المساعدات على القطاع يبدوان مقدمة لنكبة فلسطينية ثانية". ووصف لازاريني المخطط الأميركي الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بأنه "أداة للتهجير القسري للسكان"، ما يجعله يرقى إلى أن يكون "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".

وأضاف أن هذا المخطط "يبدو جزءاً من نية الجيش الإسرائيلي تهجير السكان من شمال قطاع غزة إلى جنوبه". والخميس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلاً عن مصادر سياسية وصفتها بـ"المطلعة" من دون تسميتها، أنه "من المتوقع أن يشهد الأحد المقبل بدء توزيع الغذاء في جنوب غزة عبر شركة أميركية"، في إطار هذا المخطط. فيما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الخاصة، الاثنين، إن شركة تابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" ستتولى توزيع المساعدات للفلسطينيين بغزة عبر موظفين مسلحين ومدربين على القتال.

وتثير الشركة الجدل، إذ تعتزم هي، وليس مؤسسات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، توزيع المساعدات بمناطق محددة يحميها الجيش الإسرائيلي. في هذا السياق، عبّر لازاريني عن رفضه القاطع لأي محاولات تهدف إلى استبدال نظام توزيع المساعدات بغزة التابع للأمم المتحدة، مؤكداً أنّ "أي منظمة تحترم المبادئ الإنسانية لا يمكن أن تقبل بمخطط كهذا".

وأوضح: "مع النظام الجديد لتوزيع المساعدات، يُطلب من الناس الانتقال إلى 4 مواقع محددة في جنوب القطاع للحصول على المساعدات، مما يجبرهم على مغادرة أماكنهم الأصلية، ويحول نظام التوزيع إلى أداة تهجير قسري". وشدد لازاريني على أن هذا المخطط "لا يتوافق مع المبادئ الإنسانية الأساسية، كالاستقلالية والنزاهة، بل الإنسانية أيضاً".

وبعدما تعهد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بـ"عدم إدخال ولو حبّة قمح واحدة إلى قطاع غزة بطريقة قد تصل إلى حماس"، ثم شددت إسرائيل في تصريحات مكرورة صدرت عن مسؤوليها على أن إدخال المساعدات بالطريقة السابقة "سيكون مؤقتاً"، نُشرت مقاطع مصوّرة من القطاع، أمس، تظهر فوضى شديدة نتيجة تكدّس جموع الفلسطينيين للحصول على الخبز، واليوم السبت كشف موقع واينت أنّ عمل الشركة الأميركية لتوزيع المساعدات المقرر أن يبدأ غداً، قد أُجّل مجدداً.

وأتى التأخير الجديد بعدما كان مقرراً أن تبدأ "مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة"، عملها اليوم، غير أنه وفقاً للموقع تغيّر الموعد إلى الغد، ومع ذلك ستؤخر تفاصيل لوجيستية في مراكز التوزيع الأربعة غير جاهزة بعد الموعدَ مجدداً. وأقامت الشركة ثلاث نقاط توزيع في منطقة رفح جنوب القطاع، بين محوري "موراغ" و"فيلادلفي"، فيما نقطة التوزيع الرابعة أقامتها بين محور "نتساريم" ومخيمات الوسط، وتحديداً على محور صلاح الدين. وتتشارك النقاط الأربع في شملها على مجمع توزيع كبير مع بابي دخول وخروج من الجهة ذاتها، وباب آخر من جهة ثانية، إضافة إلى جدار داخلي يربط بين المخرج والمدخل، فضلاً عن سواتر ترابية تحيط بالمكان.

وبحسب الطريقة التي ستتبعها مراكز التوزيع الأربعة، يحضر ممثل عن كل عائلة فلسطينية ليتسلّم طرداً غذائياً بعد إجراء فحص أمني دقيق يتيح حصوله على المساعدات. وتتخوف الشركة الأميركية بشكل أساسي من نشوء طوابير طويلة، فيما إسرائيل بحسب الموقع، تعتقد أنه بمجرد أن يبدأ التوزيع ستخف وطأة الضغوط الدولية الممارسة عليها.

(أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون