استمع إلى الملخص
- تسعى إسرائيل لتوسيع عملياتها في سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، مع التركيز على منع إيران من العودة والحصول على السلاح الكيميائي السوري، مما يتعارض مع رؤية الولايات المتحدة لاستقرار المنطقة.
- يشير الباحث وائل علوان إلى أن التوسع الإسرائيلي جزء من التفاوض مع الإدارة السورية الجديدة، مع احتمالية ضبط العلاقات عبر المبادرة العربية لتحقيق استقرار إقليمي.
كشفت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أنّ إسرائيل أقامت بهدوء شديد منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، في خطوة تعكس تحولاً استراتيجياً في وجودها هناك. ووفقاً للإذاعة، فإنّ الوجود الإسرائيلي في سورية لم يعد مؤقتاً، إذ تُبنى حالياً تسعة مواقع عسكرية داخل المنطقة الأمنية.
كما أشارت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في سورية طيلة عام 2025، مع نشر ثلاثة ألوية عسكرية، مقارنةً بكتيبة ونصف فقط قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأوردت الإذاعة أنه لا يوجد في الوقت الراهن تاريخ نهائي لاستمرار الاحتفاظ بالمنطقة الأمنية داخل سورية، مما يشير إلى احتمال تمديد الوجود العسكري الإسرائيلي لفترة غير محددة.
وقال الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ إسرائيل بعثت رسائل مباشرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعدم قبولها بالإدارة السورية الجديدة، وأنها ستعمل على توسيع نطاق عملياتها في سورية بعد تدمير جزء كبير من البنية التحتية العسكرية السورية. وأوضح علوان أنّ الظروف الإقليمية والدولية الحالية قد تساهم في إقرار الإدارة الجديدة في سورية، كونها الكفيل الوحيد لاستقرار البلاد، خاصة في ظل التوجه الإقليمي والدولي نحو دعم استقرار المنطقة الذي يبدأ من استقرار سورية.
وأضاف علوان أنّ إسرائيل تصعّد ضمن نطاق تفاوضي، متسائلة عما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم بقاء الإدارة الجديدة في سورية لتحقيق مكاسب لها. وأشار إلى أنّ حكومة الاحتلال "تسعى إلى الحصول على السلاح الكيميائي السوري بشكل كامل، بالإضافة إلى منع إيران من العودة إلى سورية بأي شكل من الأشكال، سواء على الصعيدين السياسي أو الاقتصادي. وتتناقض هذه الأهداف مع رؤية الولايات المتحدة الأميركية التي ترى أن استقرار سورية سيساهم في استقرار المنطقة. بينما إسرائيل قد تفضّل إبقاء البلاد ضعيفة ومفككة، وربما تسعى إلى توسيع تدخلها في المستقبل".
وأشار علوان إلى أنّ هذا التوسع الإسرائيلي سيكون جزءاً من التفاوض، حيث تسعى إسرائيل للبقاء في المنطقة مقابل شروط أو ضمانات من الإدارة السورية الجديدة. وأوضح أنّ هذه الإدارة لا تنوي الانخراط في نزاعات إقليمية أو دولية، وتخطط لحل مشكلاتها عبر الأمم المتحدة أو اللجان المعنية. وتوقع علوان أن تُضبط العلاقة مع إسرائيل في المستقبل من خلال المبادرة العربية التي ستسعى لجعل سورية جزءاً منها لحل مشكلاتها مع إسرائيل وحل قضايا المنطقة.