إسرائيل توافق على دخول محدود للأمن السوري إلى السويداء وتواصل بناء حواجز على الحدود

18 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 15:33 (توقيت القدس)
بالقرب من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل، 17 يوليو 2025 (عمار عواد/رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أفادت تقارير بموافقة إسرائيل على دخول محدود لقوات الأمن الداخلي السوري إلى السويداء، بينما نفت وزارة الداخلية السورية ذلك. شهدت السويداء اشتباكات بين الدروز والعشائر البدوية، مما أدى إلى انسحاب قوات الأمن السوري بعد اتفاق مع مشايخ الدروز، لكن الفصائل المسلحة نقضت الاتفاق.

- شنت إسرائيل هجمات على السويداء ودمشق لحماية الدروز، وتوقفت بطلب أمريكي. نفت إسرائيل تنفيذ ضربات جديدة وأعلنت عن مساعدات إنسانية للدروز بقيمة مليوني شيكل.

- عززت إسرائيل الحدود في الجولان ببناء جدران خرسانية. اجتاز مئات الدروز الإسرائيليين الحدود إلى سوريا، وعملت قوات حرس الحدود على إعادتهم، مؤكدة معاملة الجنود بصرامة.

إعلان إسرائيل يتعارض مع قول نتنياهو إنه يرفض نقل قوات لجنوب دمشق

نفت الداخلية السورية الأنباء حول دخول قوى الأمن إلى السويداء

وضعت جدران لأول مرة في تل الصيحات الواقع بين مجدل شمس وحضر

أفاد مصدر سياسي إسرائيلي في بيان أوردته القناة 12 العبرية، اليوم الجمعة، بأنّ دولة الاحتلال وافقت على السماح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السوري إلى السويداء خلال الـ48 ساعة المقبلة، عازياً ذلك إلى الأوضاع غير المستقرة في المحافظة الواقعة جنوبي سورية. ونفى المتحدث باسم الداخلية السورية نور الدين البابا، اليوم الجمعة، الأنباء المتداولة حول دخول قوى الأمن إلى السويداء، وأكّد أن بعض الوكالات والقنوات الإعلامية تناقلت أخباراً غير دقيقة حول دخول قوى الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء.

وقال البابا بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية "سانا": "نؤكّد عدم صدور أي تصريح رسمي بهذا الخصوص، وننفي قطعاً صحة ما نُشر، محمّلين الجهات الإعلامية مسؤولية نقل معلومات غير موثوقة"، مشدداً في الوقت عينه على أنّ قوات وزارة الداخلية في حالة جاهزية طبيعية، دون أي تحرك أو انتشار في المحافظة حتّى اللحظة. وكانت وكالة رويترز قد نقلت، في وقت سابق اليوم الجمعة، عن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية قوله إنّ قوات الأمن تستعد لإعادة الانتشار في مدينة السويداء لفضّ الاشتباكات بين الدروز والعشائر البدوية.

وكانت إسرائيل قد شنت عدة هجمات، منها ما طاول مناطق في السويداء ودمشق قبل يومين، بذريعة حماية الدروز، واضطرت لوقف هجماتها بطلب من الولايات المتحدة، فيما انسحبت قوات الأمن السوري بشكل كامل من المحافظة بعد إبرام اتفاق مع مشايخ الطائفة الدرزية. لكن الفصائل المسلحة التابعة للشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الوحدرين الدورز، نقضت الاتفاق، وفق الحكومة السورية، وشنت هجمات على القرى البدوية في المحافظة تخللتها مجازر بحق المدنيين، وهو ما دفع العشائر في أنحاء سورية إلى النفير وشن هجوم مضاد لا يزال مستمراً.

وتتعارض تصريحات المصدر الإسرائيلي اليوم مع ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، عن أن إسرائيل لن تسمح لسورية بنقل قوات إلى المناطق الواقعة جنوب دمشق. وقال: "حددنا سياسة واضحة، نزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب دمشق وحماية الدروز في جبل الدروز"، زاعماً أن "النظام السوري انتهك هذين المبدأين". وأضاف في فيديو: "أمرت الجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة، ونتيجة لذلك تم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، وانسحبت القوات (السورية) إلى دمشق. هذه ستكون سياستنا أيضاً في المستقبل".

ونفت إسرائيل، الجمعة، أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية عن تنفيذها مزيداً من الضربات الجوية قرب السويداء في ساعة متأخرة الخميس. وقال متحدث لوكالة فرانس برس إنه "ليس لدى الجيش الإسرائيلي علم بضربات جوية خلال الليل في سورية". وبحجة حماية الدروز أيضاً، أعلنت إسرائيل، اليوم الجمعة، أنها بصدد إرسال مساعدات إنسانية إلى السويداء.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: "على خلفية الهجمات الأخيرة التي استهدفت الدروز في السويداء والوضع الإنساني الصعب في هذه المنطقة، أمر وزير الخارجية جدعون ساعر بإيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى السكان الدروز في المنطقة"، وستكون قيمة المساعدات مليونَي شيكل (حوالى 600 ألف دولار) وتشمل حصصاً غذائية وإمدادات طبية، على ما أوضحت الوزارة، في الوقت الذي تعمد فيه تل أبيب إلى تجويع الفلسطينيين في غزة، وسط دعوات دولية لمحاسبتها.

في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليات المسح والتمشيط على جانبي الحدود في الجولان السوري المحتل، كما يتواصل تنفيذ قرارات قيادة المنطقة الشمالية في الجيش بتعزيز وبناء الحواجز والجدران الخرسانية على الحدود، خاصة مقابل مجدل شمس. وذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، أنه تم توثيق جدران لأول مرة في تل الصيحات الواقع بين مجدل شمس وحضر، بهدف منع اختراق السياج مرة أخرى.

واجتاز مئات الدروز الإسرائيليين، بمن فيهم جنود في جيش الاحتلال وأعضاء كنيست (البرلمان الإسرائيلي) الحدود إلى سورية، أول من أمس الأربعاء، على أثر أحداث السويداء، فيما دخلت قوات حرس الحدود الإسرائيلي إلى الأراضي السورية وعملت على إعادة المواطنين الإسرائيليين. وذكر جيش الاحتلال، أمس الخميس، أنه يعمل على تحديد الجنود الذين عبروا الحدود، مشيراً إلى أنهم "سيُعاملون بصرامة". ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، لم يتبق في الأراضي السورية أي دروز إسرائيليين، حتى من وصل منهم إلى السويداء.