إسرائيل تهدّد بمنع أسطول الصمود العالمي من الوصول إلى غزة

22 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 21:00 (توقيت القدس)
سفينة بأسطول الصمود أثناء رسوها ببيزرت بتونس، 13 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تهديدات إسرائيلية: هددت إسرائيل بمنع وصول أسطول الصمود إلى غزة، معتبرةً أنه يشكل تهديدًا أمنيًا ومرتبطًا بحماس، بينما يرفض الأسطول هذه الادعاءات ويؤكد حماية القانون الدولي للمدنيين في مهمات إنسانية.

- موقف أسطول الصمود: يؤكد الأسطول أن جهوده لكسر الحصار محمية قانونيًا، داعيًا المجتمع الدولي لرفض محاولات إسرائيل لتشويه مهمته والدفاع عن العمل الإنساني.

- الوضع الإنساني في غزة: تعاني غزة من حصار إسرائيلي مستمر، مما أدى إلى مجاعة، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ، مع تعرض الشاحنات للسطو.

هدّدت إسرائيل، اليوم الاثنين، بعدم السماح بوصول أسطول الصمود العالمي إلى قطاع غزة، فيما أكد الأسطول الذي يستعد لكسر الحصار المفروض على القطاع في بيان اليوم أنّ تل أبيب صعدت خلال الأسابيع الأخيرة حملتها "لشيطنة أسطول الصمود العالمي وتشويه سمعته وتجريمه، في محاولة كاذبة لتصوير المهمة الإنسانية التي يقودها مدنيون على أنها ’تهديد أمني’".

وقالت وزارة خارجية إسرائيل في بيان "لن تسمح إسرائيل للسفن بدخول منطقة قتال نشطة، ولن تسمح بخرق الحصار البحري القانوني"، مدعية بأن حركة حماس تقف وراء تنظيم رحلة الأسطول خدمة لأغراضها. وأوضحت الوزارة أن السفن يمكن أن ترسو في ميناء عسقلان، إذ يمكن نقل المساعدات إلى غزة، مضيفة "إذا كانت رغبة المشاركين في الأسطول هي إيصال المساعدات الإنسانية بالفعل وليس خدمة حماس، فإنّ إسرائيل تدعو السفن إلى الرسو في مارينا أشكلون وتفريغ المساعدات هناك، إذ سيجري نقلها بسرعة وبطريقة منسقة إلى قطاع غزة".

في المقابل، قال أسطول الصمود في بيانه إن الحملة ضده هي امتداد لنهج إسرائيلي "لنزع الشرعية عن جهود الإغاثة، وتزييف قبول استخدام القوة المميتة ضد المتطوعين السلميين في مجال الإغاثة الإنسانية"، مشيراً إلى أن "هذا التصعيد في الخطاب الإسرائيلي يتزامن مع رصد عدد من الطائرات المسيّرة مجهولة الهوية تتعقب الأسطول، ما يزيد من المخاوف على سلامة المشاركين".

وشدد الأسطول على أن "القانون الدولي واضح"، وينص على أن "المدنيين المشاركين في مهمات إنسانية يتمتعون بالحماية، وأي هجوم على أسطول الصمود العالمي أو عرقلة نشاطه يُعدّ انتهاكاً لاتفاقيات جنيف"، وأضاف أن "جهود كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة هي في حد ذاتها أعمال محمية"، وشدد في بيانه على أن "غزة تحتفظ بسيادتها على مياهها الإقليمية، والأسطول يبحر في إطار حقوقه لإيصال المساعدات والوقوف بوجه الانتهاكات الإسرائيلية".

بيان أسطول الصمود العالمي، 22 سبتمبر 2025 (تيلغرام)
بيان أسطول الصمود العالمي، 22 سبتمبر 2025 (تيلغرام)

وذكر أسطول الصمود أن هذه المبادئ عزّزتها محكمة العدل الدولية حينما أمرت إسرائيل بتسهيل المساعدات الإنسانية والامتناع عن عرقلتها. وشدد في بيانه على أن محاولة إسرائيل "تشويه هذه المهمة باعتبارها غير قانونية هي محاولة لإعادة صياغة القانون الدولي وإخفاء جرائم الحرب

التي ترتكبها"، ودعا العالم إلى "رفض هذه الأكاذيب، وأن يدافع عن العمل الإنساني، وأن يحمي أكثر من 500 متطوع يبحرون لكسر الحصار، وأن يتحرك بحزم لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة".

ولا تكفُّ إسرائيل عن محاولاتها لتجريم أسطول الصمود العالمي الذي تبحر في إطاره نحو 50 سفينة، وعلى متنها مئات الأجانب والعرب، بينهم دبلوماسيون غربيون، وناشطون بيئيون وآخرون في مجالات الدفاع عن حقوق إنسان، فضلاً عن فنانين وغيرهم، آملاً بكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ نحو عقدين. ويسعى الأسطول إلى فتح ممر إنساني إلى غزة وكسر الحصار عن القطاع الفلسطيني في ظلّ تواصل الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية، القرصنة ضد سفن متضامين سابقة أبحرت فرادى نحو غزة، إذ استولت عليها، ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها. ومنذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده. وتسمح إسرائيل أحياناً بدخول مساعدات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المُجوّعين ولا تنهي المجاعة، ولا سيّما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إنّ إسرائيل تحميها.

(العربي الجديد، فرانس برس)