إسرائيل تهدد بفصل نحو ألف عسكري بسلاح الجو إثر مطالبتهم بوقف الحرب
استمع إلى الملخص
- اجتمع قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، مع جنود احتياط لمنع نشر الرسالة، مؤكدًا أن الحرب لا تحقق أهدافها وتؤدي إلى خسائر بشرية.
- شارك رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، في اللقاء لدعم قائد سلاح الجو، وأُرسلت رسالة مشابهة من جنود احتياط في سلاح الطب.
هدد قادة بسلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي، نحو ألف من طواقم الطائرات من ضباط وجنود، بينهم طيارون، بالفصل من الخدمة إذا لم يسحبوا توقيعاتهم على رسالة تطالب بوقف الحرب على غزة، وفق إعلام عبري. وقالت صحيفة هآرتس إن "970 من أفراد طاقم الطائرات بسلاح الجو الإسرائيلي وقعوا على رسالة تعارض الحرب ولكنها لا تدعو إلى رفض الخدمة".
وأضافت: "في الأيام الأخيرة، أجرى كبار القادة في سلاح الجو مكالمات هاتفية شخصية مع أفراد خدمة الاحتياط في السلاح، الذين وقعوا على الرسالة الجديدة ضد استمرار القتال في قطاع غزة". وقالت: "أبلغ القادة عناصر الاحتياط بسلاح الجو بأنهم إذا لم يسحبوا توقيعاتهم، فسوف يتم فصلهم من الخدمة"، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.
وبعد التهديد، سحب 25 فقط من الموقعين على الرسالة توقيعاتهم، وطلب 8 جدد إضافة توقيعاتهم بسبب التهديد بالفصل الفوري من الخدمة، وفق المصدر ذاته. ويؤكد الموقعون على الرسالة، بما في ذلك كبار ضباط سلاح الجو الإسرائيلي والطيارون، على أن "القتال في غزة يخدم مصالح سياسية، وليس أمنية".
واجتمع قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء تومر بار، أول من أمس الاثنين، مع جنود احتياط في سلاح الجو، بهدف منع نشر رسالة اعتراض على استمرار الحرب في قطاع غزة، وهددهم بالإقالة من الخدمة إذا وقّعوا عليها. وذكرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الأربعاء، أن هذه الخطوة جاءت على الرغم من أن الجنود لم يوقّعوا رسمياً على الرسالة حتى الآن، والتي تم نشرها وصياغتها من قبل أفراد سابقين في سلاح الجو، كما لفتت إلى أن من صاغوا الرسالة شددوا على أنه يمكن إعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة فقط من خلال صفقة، دون الدعوة للعصيان.
من جانبها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال إيال زامير شارك أيضاً في اللقاء وقال لضباط كبار سابقين في سلاح الجو بشأن الرسالة: "أتوقع منكم دعم قائد سلاح الجو، الذي يعمل مع الجيش الإسرائيلي باحترافية لتحقيق أهداف الحرب".
ونقلت "كان" عن أحد الموقّعين، دون أن تسميه، قوله إنه على الرغم من أن الرسالة لا تحتوي على تهديد بالعصيان وعدم الامتثال للخدمة، إلا أن اللواء بار حذرهم من أن من يوقّع على الرسالة لن يتمكن من الاستمرار في الخدمة الاحتياطية في سلاح الجو.
وكُتب في الرسالة التي نشرها الطيارون أن "الحرب تخدم بشكل رئيسي مصالح سياسية وليس مصالح أمنية. استمرار الحرب لا يخدم أياً من أهدافها المعلنة وسيؤدي إلى وفاة مختطفين (محتجزين إسرائيليين في غزة) وجنود في الجيش الإسرائيلي ومدنيين أبرياء، وإلى استنزاف أفراد الاحتياط. نحن لن نصمت. ندعو جميع مواطني إسرائيل إلى التحرّك، والمطالبة في كل مكان وبكل وسيلة: أوقفوا الحرب وأعيدوا جميع المختطفين الآن".
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، عن أحد الطيارين المبادرين للرسالة أنها "كانت لا تزال في مراحل الإعداد قبل تسريبها، أي أنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن نشرها أو موعد نشرها، مع جميع التواقيع التي تم جمعها حتى الآن من 950 طياراً احتياطياً ومتقاعداً"، وأكد أن "الوثيقة، خلافاً لما تم نشره حتى الآن، لا تتحدث عن العصيان وعدم الامتثال للخدمة"، وأنها "ليست موجهة للجيش على الإطلاق، بل هي دعوة واضحة للحكومة، لإعادة جميع المختطفين، حتى لو كان ثمن ذلك وقف القتال".
وقبل حوالي أسبوعين، أُرسلت رسالة مشابهة من عشرات جنود الاحتياط في سلاح الطب. وكتب الجنود في رسالتهم: "نحن، الذين تطوّعنا للخدمة في الاحتياط لسنوات عديدة في خدمة الدولة، أحياناً حتى بعد سن الخدمة العادي، بدافع الحب، والحرص، والالتزام، نرى أنفسنا غير قادرين على الاستمرار في الصمت ومشاهدة كيف يتم قيادة المريض، دولة إسرائيل، من قبل قادتها وأطبائها في مسار يؤدي إلى إيذاء ذاتي خطير".
ومنذ اندلاع الحرب قبل نحو سنة ونصف، أقال جيش الاحتلال جنود احتياط وقّعوا على عرائض تدعو إلى رفض الخدمة العسكرية بسبب الخطر على حياة المحتجزين. ومن بين هؤلاء، أقال جيش الاحتلال، الشهر الماضي، ملاحاً احتياطياً في سلاح الجو، أعلن أنه لن يمتثل للخدمة احتجاجاً على سلوكيات الحكومة والعودة إلى القتال في قطاع غزة.