إسرائيل تنقل موقفها الرافض للتجديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان إلى واشنطن

19 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 21 أغسطس 2025 - 17:36 (توقيت القدس)
قوات اليونيفيل في بلدة الوزاني جنوبي لبنان، 19 فبراير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طالب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بإنهاء عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، مشيرًا إلى عدم تطبيقها قرارات الأمم المتحدة بشأن حزب الله بعد حرب 2006.
- اقترح ساعر تمديد ولاية اليونيفيل لفترة محددة بين ستة أشهر إلى سنة لتفكيك القوة بشكل منظم، مع التركيز على إزالة العبوات الناسفة وتدريب الجيش اللبناني.
- يتماشى الموقف الإسرائيلي مع الأميركي، مما يثير انقسامًا مع الشركاء الأوروبيين الذين يرون في بقاء القوات الأممية عاملًا لاستقرار لبنان.

نقل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في الأيام الأخيرة، موقف إسرائيل الرسمي المطالب بإنهاء عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وتزعم دولة الاحتلال أنه كان من المفترض أن تطبّق القوة قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بلبنان، بما في ذلك منع تسليح حزب الله بعد حرب لبنان الثانية (العدوان على لبنان عام 2006)، إلا أنها لم تقم بذلك فعلياً.

وأفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الثلاثاء، بأنّ خطوة ساعر تأتي عشية النقاشات المرتقبة في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية اليونيفيل، والمقررة لنهاية شهر أغسطس/ آب الجاري، وذلك بعد مشاورات مطوّلة داخل المنظومة السياسية والأمنية الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يلتقي ساعر بروبيو، الذي يشغل أيضاً منصب مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة، خلال زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل.

وفي الرسالة الموجهة إلى روبيو، ورد أن موقف إسرائيل هو ضرورة إنهاء التفويض الممنوح لـ"اليونيفيل" فوراً. وكبديل، إذا اقتضت الحاجة، يمكن تمديد الولاية لفترة محددة إضافية تراوح بين ستة أشهر إلى سنة في حد أقصى، وذلك بهدف إتاحة تفكيك القوة بشكل منظم. ومع ذلك، أكد ساعر أن موقف إسرائيل هو "عدم استمرار نشاط اليونيفيل بعد تلك الفترة"، ويشير إلى أن هذه المدة الزمنية كافية لتمكين الجيش اللبناني من إعادة الانتشار في جنوب لبنان، ولتنفيذ عملية إخلاء منظمة ومنضبطة لمواقع اليونيفيل. وخلال هذه الفترة الانتقالية، وقبل التفكيك الكامل، ترى دولة الاحتلال الإسرائيلي أنه يجب على اليونيفيل التركيز على مهام محددة، منها المساعدة في إزالة العبوات الناسفة والألغام، وتدريب الجيش اللبناني في مجالات مختلفة، وإخلاء مواقع القوات بشكل منظم.

وأردف ساعر أنه يجب استغلال "الفرصة التاريخية" التي نشأت بعد الحرب الأخيرة، و"الضعف الكبير الذي أصاب حزب الله"، من أجل تحقيق هدفين، هما نزع سلاح حزب الله، ومساعدة الجيش اللبناني في بسط سيادته الكاملة على أراضيه. وزعم وزير الخارجية الإسرائيلي في رسالته أن اليونيفيل موجودة في المكان نفسه منذ 47 عاماً، وأن اسم المنظمة هو "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان" يدل منذ البداية على أن نشاطها كان من المفترض أن يكون مؤقتاً.

ووجه ساعر انتقاداً شديداً لـ"اليونيفيل"، قائلاً إنها "فشلت في مهمتها الأساسية، وهي منع تمركز حزب الله جنوب نهر الليطاني، كما أثبتت الحرب الأخيرة"، وأضاف أن "تقاريرها المقدّمة إلى مجلس الأمن عرضت باستمرار صورة خاطئة للواقع".

ويأتي هذا في وقت يتناغم فيه الموقف الإسرائيلي مع الموقف الأميركي، إذ وقّع روبيو في وقت مبكر من الأسبوع الماضي خطة من شأنها تقليص قوات اليونيفيل وإنهاء وجودها في الأشهر الستة المقبلة، وفقاً لما نقلته وكالة أسوشييتد برس، الأحد، عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومساعدين في الكونغرس مطلعين على المناقشات.

ويثير التوجه الأميركي "انقساماً" مع الشركاء الأوروبيين مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، الذين يتمسكون ببقاء القوات الأممية باعتبارها جهة تساهم في استقرار البلد الذي تعرّض لعدوان إسرائيلي مدمر في العام الأخير. ونقلت "أسوشييتد برس" عن مسؤولين في إدارة ترامب والكونغرس أن الدول المعارضة لإنهاء مهمة اليونيفيل، مثل فرنسا وإيطاليا، نجحت في الضغط على روبيو وآخرين لدعم تمديد تفويض حفظ السلام لمدة عام واحد، تليها فترة تقليص محددة زمنياً بستة أشهر.