استمع إلى الملخص
- بلدية برشلونة علقت العلاقات مع الحكومة الإسرائيلية ورفضت استضافة أجنحة حكومية أو شركات أسلحة إسرائيلية، وأوصت بعدم استقبال سفن متورطة في نقل الأسلحة إلى إسرائيل.
- القرار ليس الأول من نوعه، حيث سبق لرئيسة البلدية السابقة اتخاذ قرار مماثل، كما اعترفت الحكومة الإسبانية بدولة فلسطين في مايو 2024.
منعت دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، دخول رئيس بلدية برشلونة جاومي كولبوني إليها، في ظل مواقف البلدية الرافضة لحرب الإبادة على قطاع غزة. وأعلنت دائرة السكان والهجرة الإسرائيلية، في بيان اليوم، أنه "تم رفض دخول رئيس بلدية برشلونة جاومي كولبوني إلى إسرائيل، وكان من المفترض أن يهبط الليلة قرابة منتصف الليل، وقد أُبلغ بهذا القرار".
وجاء الرفض، وفقاً للبيان، "بموجب قانون الدخول إلى إسرائيل، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي". ولم تشر الدائرة الإسرائيلية إلى سبب الزيارة، لكن من شأن هذا الرفض تعميق التوتر الحاصل بين الطرفين منذ بداية الحرب، والذي ينضم إلى مواقف إسبانية أخرى رافضة للحرب وداعمة للفلسطينيين، منها مواقف للحكومة. وفي نهاية مايو/ أيار الماضي، أيّد مجلس بلدية برشلونة، خلال جلسة تصويت، قطع العلاقات المؤسّسية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وتعليق اتفاق الصداقة مع مدينة تل أبيب "حتى يجري احترام القانون الدولي وضمان الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني".
وحظي القرار الذي يتضمّن نحو عشرين بنداً بتأييد الحزب الاشتراكي الحاكم في المدينة، وعدد من أحزاب اليسار والأحزاب المؤيدة للاستقلال. ونصّ على قطع العلاقات المؤسّسية مع "الحكومة الإسرائيلية الحالية"، وتعليق "اتّفاق الصداقة" المُبرم في 24 سبتمبر/ أيلول 1998 بين العاصمة الكتالونية وتل أبيب-يافا. وأوضح رئيس بلدية برشلونة كولبوني، في حينه، أن "مستوى المعاناة والموت الذي شهدته غزة على مدار العام ونصف العام الماضيَين، بالإضافة إلى الهجمات المتكرّرة التي شنتها الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة... تجعل أي علاقة بين المدينتَين غير قابلة للاستمرار". ومن بين التدابير الأخرى الواردة في القرار، ويقع بعضها خارج نطاق اختصاص البلدية، طُلب من مجلس إدارة معرض برشلونة عدم استضافة أجنحة حكومية إسرائيلية أو "شركات أسلحة أو أي قطاع آخر يستفيد من الإبادة الجماعية، والاحتلال، والفصل العنصري، والاستعمار ضد الشعب الفلسطيني"، كما جرى النظر في توصية مماثلة بشأن ميناء برشلونة لعدم استقبال سفن متورطة في نقل الأسلحة إلى إسرائيل.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تُعلّق فيها برشلونة علاقاتها مع حكومة بنيامين نتنياهو. ففي فبراير/ شباط 2023، قرّرت رئيسة البلدية السابقة والناشطة الاجتماعية السابقة آدا كولاو "تعليق علاقاتها مع إسرائيل"، بالإضافة إلى اتفاقات التوأمة مع بلدية تل أبيب، وجرى تعليق القرار بعد بضعة أشهر، عندما فاز جاومي كولبوني في الانتخابات البلدية. واعترفت الحكومة الإسبانية الاشتراكية برئاسة بيدرو سانشيز بدولة فلسطين في 28 مايو/ أيار 2024، بالاشتراك مع أيرلندا والنرويج.
من جانها، أفادت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية بأن القرار جاء بموجب قرار مشترك لوزيري الداخلية والخارجية، مضيفة أن رئيس بلدية برشلونة يُعرف بتصريحاته المناهضة لإسرائيل، وقد قطع العلاقات معها، بل ويدعو إلى مقاطعتها في مناسبات مختلفة. ونقلت عن جهات في سلطة السكان والهجرة بأن منع دخول رؤساء بلديات يُعدّ خطوة استثنائية لا تحدث عادة، بخلاف منع دخول دبلوماسيين على المستوى السياسي. ومع ذلك، وبسبب "آرائه المتطرفة"، تقرر عدم السماح له بالدخول. ولفتت الصحيفة إلى أنه بحسب المعلومات المتوفّرة خطط رئيس البلدية الوصول إلى إسرائيل بهدف زيارة مناطق السلطة الفلسطينية، ومن ثم زيارة مؤسسة "ياد فاشيم"، وهي مؤسسة تخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست، وتقع في مدينة القدس المحتلة.