إسرائيل تعلن مهاجمة موقع عسكري جنوبيّ سورية وتدمير ومصادرة دبابات وصواريخ
استمع إلى الملخص
- تحولت مجالس عزاء ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مناسبات وطنية، مما يعكس رغبة شعبية قوية في مواجهة الاحتلال، رغم الظروف غير المواتية التي تعيق هذه المواجهة.
- أثارت الاعتداءات الإسرائيلية قلقاً دولياً، حيث دعت ألمانيا إلى وقف الهجمات، وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية التصعيد، محذراً من تهديد استقرار المنطقة.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان اليوم السبت، مهاجمته خلال الأسبوع الجاري موقعاً عسكرياً جنوبيّ سورية، زاعماً تدمير ومصادرة دبابات وصواريخ. كما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم مدينة السلام في ريف القنيطرة بقذيفة صاروخية. وذكرت شبكات محلية أن جيش الاحتلال استهدف الحي الخدمي في مدينة السلام قرب مبنى الخدمات بقذيفة صاروخية، واقتصرت الأضرار على المادية.
كذلك احتجزت قوات الاحتلال أكثر من 500 رأساً من الأغنام في ريف القنيطرة الجنوبي، واقتادتها إلى داخل الجولان المحتل، دون توضيح الأسباب، وذلك في واقعة ليست الأولى من نوعها، حيث لا تعيد قوات الاحتلال أحيانا الأغنام.
وشهدت سورية، ليلة الأربعاء وفجر الخميس، عدواناً إسرائيلياً جديداً، إذ شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة هجمات طاولت مطارات ومراكز علمية للبحوث العسكرية في عدة محافظات منها دمشق، فيما جوبهت محاولة تقدّم إسرائيلية إلى محيط بلدة نوى في ريف درعا الغربي، جنوب سورية، بمقاومة شعبية رد عليها جيش الاحتلال بالقصف، ما أسفر عن سقوط تسعة شهداء وعدد من الجرحى.
مشاركة شعبية بمجلس عزاء ضحايا القصف الإسرائيلي
وتحول مجلس عزاء ضحايا القصف الإسرائيلي على مدينة نوى إلى مناسبة وطنية سورية، شاركت فيها فعاليات دينية وعسكرية واجتماعية، من درعا ومختلف أنحاء سورية. وشارك مفتي سورية الشيخ أسامة الرفاعي في مجلس عزاء ضحايا القصف الإسرائيلي، وكذلك عضو أمناء المجلس الإسلامي السوري الشيخ موفق المرابيع، فيما استقبلت المدينة وفوداً من أبناء الديانة المسيحية من بلدات خبب وبُصير وتبنة في ريف درعا الشمالي، وعلى رأسهم الخوري مرعي النجم.
ووصلت أيضاً إلى المدينة وفود مدن وبلدات الجنوب السوري ومن كل المحافظات السورية. كما شارك في مجلس العزاء قائد الفرقة 40 العقيد بنيان الحريري برفقة وفد من وزارة الدفاع السورية.
وقال الناشط أسامة المسالمة لـ"العربي الجديد" إن هذه المشاركة الشعبية والمجتمعية الكثيفة في مجلس عزاء ضحايا القصف الإسرائيلي، تعكس رغبة شعبية قوية في مواجهة العدو الإسرائيلي، لكن مع شعور بالعجز والتكبيل، بسبب الظروف غير المواتية لهذه المواجهة حتى الآن.
وتوقع المسالمة أنه إذا واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الجنوب السوري، وتسبب ذلك في سقوط ضحايا جدد، فإن ذلك قد يؤسس لمقاومة شعبية مستدامة للاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل عجز الحكومة في دمشق عن مواجهة هذه الاعتداءات بسبب الظروف الصعبة التي تعمل من خلالها.
وبحسب رواية الاحتلال، ذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان حينها بشأن الجنوب، أن قوات تابعة له نفّذت ليلاً "عملية" في المنطقة، حيث "صادرت أسلحة ودمرت بنى تحتية إرهابية". وأضاف أنه "خلال العملية، أطلق عدد من المسلحين النار على قواتنا في المنطقة، فردّت القوات بإطلاق النار عليهم، وقضت على عدد من الإرهابيين المسلحين". وادعى أن "وجود أسلحة في جنوب سورية يشكل تهديداً لدولة إسرائيل"، مضيفاً أن الجيش "لن يسمح بوجود تهديد عسكري في سورية وسيتحرك لمواجهته".
ويتمادى الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة في الاعتداءات، خصوصاً على الجنوب السوري، مستغلاً عدم قدرة دمشق على المواجهة العسكرية بسبب اختلال ميزان القوة لمصلحة تل أبيب.
وجاء العدوان الإسرائيلي على سورية في إطار استمرار لاعتداءات لم تنقطع منذ سقوط نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، لفرض واقع جديد، في الجنوب السوري تحديداً، ومنع قيام جيش سوري قوي مستقبلاً.
على صعيد متصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أميلي تيتل إن بلادها "تتابع بقلق بالغ الاعتداءات الإسرائيلية داخل سورية". ودعت إلى "وقف فوري للهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية". كما طلبت المتحدثة بتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تشهد تصاعداً مقلقاً، وأكدت أهمية احترام سيادة الدول وأن التصعيد العسكري "لا يخدم الأمن الإقليمي، ويقوّض فرص الاستقرار في سورية والمنطقة ككل".
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن إسرائيل تدفع الأوضاع في سورية ولبنان نحو الانفجار، من خلال تصعيد عسكري "غير مسؤول"، مشيراً إلى أن الاحتلال يواصل خرق الاتفاقات القائمة ويُمعن في استباحة سيادة الدول وقتل المدنيين.
وفي بيان صدر يوم أمس الجمعة، قال أبو الغيط إن الحروب التي تشنّها إسرائيل، لا سيما في قطاع غزة وسورية ولبنان، "دخلت مرحلة جديدة من العربدة الكاملة، تتّسم بتعمد تجاوز القانون الدولي"، مستنكراً صمت المجتمع الدولي وعجزه عن التصدي لهذه الانتهاكات المتكررة. وأضاف: "الواضح هو أن إسرائيل تستهدف تفجير الأوضاع في سورية ولبنان عبر تصعيد عسكري غير مسؤول، لا غاية له سوى الاستفزاز وإشعال الحرائق، لخدمة أجندات داخلية ضيّقة على حساب أرواح الأبرياء واستقرار المنطقة".