إسرائيل "تعاقب" البابا بعد موته... لن ترسل كبار قادتها إلى جنازته

25 ابريل 2025
زوار يودعون جثمان البابا فرنسيس في الفاتيكان، 24 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قررت إسرائيل عدم إرسال قيادات بارزة لجنازة البابا فرنسيس بسبب مواقفه المناهضة لحرب غزة، مما أثار خيبة أمل في المجتمع الكاثوليكي بإسرائيل، حيث سيقتصر الحضور على السفير الإسرائيلي في الفاتيكان.
- امتنعت إسرائيل عن التعليق العلني على وفاة البابا، باستثناء تعزية من الرئيس هرتسوغ ووزير الداخلية، بينما أُقيم قداس في كنيسة القيامة لتأبينه.
- حذف وزارة الخارجية الإسرائيلية لتعازيها أثار غضب السفراء الإسرائيليين، خاصة في الدول الكاثوليكية، محذرين من الأضرار المستمرة لصورة إسرائيل.

قررت دولة الاحتلال الإسرائيلي عدم إرسال قيادات بارزة للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس، غداً السبت، بسبب مواقفه المناهضة لحرب الإبادة على قطاع غزة. وستقتصر مشاركتها على السفير الإسرائيلي في الفاتيكان يارون زايدمان، بعد أن كانت قد حذفت أيضاً تعازي بوفاة البابا من حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة، أن المسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية في القدس المحتلة وفي المجتمع الكاثوليكي في دولة الاحتلال يشعرون بخيبة أمل من الصمت شبه الكامل لإسرائيل الرسمية بشأن وفاة البابا. وبخلاف المشاركات رفيعة المستوى في مناسبات مشابهة سابقة، سيتغيب عن جنازة البابا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وممثلون رفيعو المستوى آخرون، كما لن يشارك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر.

في عام 2005، مثل إسرائيل في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني الرئيس الإسرائيلي آنذاك موشيه كتساف ووزير الخارجية وممثلون من المحكمة العليا والحاخامية الرئيسية. كما شارك هرتسوغ في جنازة الملكة إليزابيث الثانية عام 2022.

وباستثناء منشور تعزية من قبل هرتسوغ وتعبير عن التعازي بشكل عرضي في تصريح أدلى به بمناسبة تقديم أوراق اعتماد السفير الأميركي مايك هاكابي، امتنعت إسرائيل الرسمية عن تعليق علني على وفاة البابا. واتصل هرتسوغ ووزير الداخلية موشيه أربيل بالبطريرك اللاتيني في القدس لتقديم التعازي، لكن لم يكن هناك أي تعبير عن التعازي أو أي تعليق من طرف نتنياهو أو حكومته.

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول كبير في الكنيسة الكاثوليكية في إسرائيل، لم تسمّه، قوله إن "القدّاس الذي أقيم في كنيسة القيامة في القدس لتأبين البابا تضمن خطبة تكريمية له، حيث جرت الإشارة إلى تصريحاته". وقال المسؤول: "جرى ذكر تصريحاته مرتين (أي خلال القداس) حول أمنيته بعودة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) وإنهاء الحرب". وأضاف المسؤول أن البابا كان قد التقى عائلات محتجزين، ومع محتجزين سابقين، "وكان هذا الموضوع قريباً من قلبه". كما أشار إلى أن "أحد الكرادلة المقربين من البابا كان يتصل يومياً بوالدة أحد المحتجزين ليسأل عن حالها ويخبرها بأنه يصلي من أجل تحريره".

وعلّقت وزارة الخارجية الإسرائيلية في ردها على الصحيفة العبرية بأن "دولة إسرائيل قدّمت تعازيها للمؤمنين الكاثوليك بعد وفاة البابا. سفراء إسرائيل حول العالم يوقعون في دفاتر التعازي الخاصة بالفاتيكان التي جرى فتحها في الدول المختلفة. سفير إسرائيل لدى الفاتيكان وصل يوم الأربعاء لإلقاء نظرة على نعش البابا وتقديم الاحترام الأخير له، ونُشرت تغريدات حول الموضوع في جميع الحسابات الرسمية لوزارة الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، سيكون سفير إسرائيل لدى الفاتيكان الممثل الرسمي لدولة إسرائيل في جنازة البابا". وأفاد مكتب الرئيس الإسرائيلي بأن هرتسوغ لن يتمكن من حضور الجنازة. ولم يصدر مكتب نتنياهو أي تعليق.

 
ويوم الاثنين الماضي، حذفت وزارة الخارجية الإسرائيلية تعازي كانت قد نشرتها على حساباتها عقب وفاة البابا، ما أثار غضباً كبيراً بين السفراء الإسرائيليين حول العالم، خاصة في الدول الكاثوليكية، واستياءً داخلياً تجاه إدارة الوزارة. وتضمّنت المنشورات، التي وردت على الحسابات الرسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس بصيغ مختلفة حول العالم، جملة "ارقد بسلام، البابا فرنسيس. لتكن ذكراه مباركة". وحُذفت التغريدات بعد بضع ساعات من نشرها، وأُصدر أمر بحذفها لجميع البعثات الإسرائيلية حول العالم. وطُلب من الدبلوماسيين إزالة أي منشور أو تغريدة حول الموضوع من دون تقديم تفسير.

وحذّر السفراء الذين علقوا على الإجراء في مجموعات "واتساب" داخلية لوزارة الخارجية من "ضرر جسيم لصورة إسرائيل"، خاصة أمام مئات الملايين من المؤمنين الكاثوليك حول العالم. وقال أحدهم وفق وسائل إعلام عبرية: "نحن نحذف تغريدة بسيطة، بريئة، تعبر عن تعازٍ أساسية، ومن الواضح للجميع أن السبب الوحيد هو انتقاد البابا إسرائيل بسبب القتال في غزة". ووفقاً لبعض السفراء، فإن طريقة إدارة الحدث تثير استياءً، "بالإضافة إلى الإضرار بالصورة العامة لإسرائيل". وقال أحد السفراء الإسرائيليين: "لم نتلقَ أي تفسير. فقط أمر واضح بالحذف. وعندما سألنا، قيل لنا إن الموضوع قيد الدراسة. هذا لا يرضينا، وبالتأكيد لا يرضي الجمهور الذي نمثل إسرائيل أمامه". وحذّر العديد من العاملين في السلك الدبلوماسي من أن هذه الخطوة قد تسبب ضرراً عميقاً ومستمراً، معتبرين حذف منشورات التعازي أمراً سيئاً جداً.

المساهمون