إسرائيل تشكّك في نيّات الشرع ورسالة أميركية بشأنه إليها

24 ديسمبر 2024
أحمد الشرع في مؤتمر مشترك مع هاكان فيدان، دمشق 22 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حثّت الإدارة الأميركية إسرائيل على إقامة قنوات اتصال مع القائد السوري أحمد الشرع لتعزيز النفوذ الإسرائيلي ومنع إعادة دخول إيران إلى سوريا، رغم شكوك إسرائيل في نوايا الشرع.
- أعلنت الولايات المتحدة إزالة مكافأة مالية كانت مخصصة لمعلومات عن الشرع، بينما وجهت إسرائيل تحذيرات لمنع وصول "الجهاديين" إلى جنوب سوريا، مشددة على أهمية "المسؤولية" السورية.
- استغلت إسرائيل سقوط نظام الأسد لشن غارات جوية وتدمير مقدرات سوريا العسكرية، معتبرة أن ضرباتها لحزب الله وإيران ساهمت في هذا السقوط.

دعت الرسالة إسرائيل لفتح قنوات اتصال مع الشرع

تل أبيب تشك في أن الشرع "يخدع المجتمع الدولي"

واشنطن في الرسالة: إنه قائد براغماتي يريد تطوير علاقة استراتيجية

أفادت القناة 12 العبرية، الاثنين، أن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن، حثّت دولة الاحتلال الإسرائيلي، على إقامة قنوات اتصال مع القائد العام للإدارة السورية، أحمد الشرع، لكن إسرائيل تشكك في نيّاته.

وتشك إسرائيل، وفق القناة، في أن الشرع يخدع المجتمع الدولي، وأنه يحاول، في الوقت الحالي، تثبيت النظام الجديد تحت قيادته وليس لديه نية لتغيير "جلده" ومواقفه. وقال المسؤولون الأميركيون في رسالة إلى نظرائهم الإسرائيليين إن "التعاون وقنوات الاتصال الخاصة بكم مع الجولاني ستعزّز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة بأكملها. إنه قائد براغماتي يريد تطوير علاقة استراتيجية مع دول المنطقة". وأوصوا بالتعاون مع الشرع وإنشاء قنوات اتصال معه.

ويهدف تعزيز العلاقات، بحسب القناة العبرية ذاتها، إلى منع إعادة دخول إيران إلى المجال السوري. وبعد أن التقته في دمشق، أعلنت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، أن الولايات المتحدة قررت إزالة مكافأة مالية بقيمة 10 ملايين دولار كانت قد وضعتها لمن يأتي بمعلومة عن الشرع.

وأمس الاثنين، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن تل أبيب وجهت رسالة تحذيرية إلى الشرع لمنع وصول من وصفتهم بالـ"جهاديين" إلى جنوب سورية. وفيما لم تتطرق الصحيفة إلى كيفية نقل التحذير بالتحديد، ولم تسمِّ صراحة الجهة التي أصدرته وما إذا كانت الجيش أم المستوى السياسي، ادعت إسرائيل أنه لو أظهر الجانب السوري "مسؤولية"، فستقوم "بالنظر" في تمرير المنطقة العازلة لسيطرته، ومن دون ذلك "سنواصل الاهتمام بأمننا"، كما شددت في الرسالة المنقولة. علماً أن المنطقة العازلة هي أراضٍ سورية سيادية، فيما لم توضّح إسرائيل بالضبط ماهيّة المسؤولية التي تنشدها من الحكم الجديد للبلاد.

وعلى إثر التحذير المنقول، وحتّى بعد مطالبة الشرع المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل باتفاقية "فض الاشتباك"، عاد الاحتلال في رسالة جديدة، وفقاً للصحيفة، مفادها بأن جيشه سيطر على المنطقة العازلة لاعتبارات تتصل بأمنه، بادعاء "الخشية من تكرار سيناريو مشابه لما حدث في السابع من أكتوبر العام الماضي"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى"؛ إذ شدّدت إسرائيل في رسالتها على أنّها "لن تسمح بحدوث ذلك".

ومنذ سقوط نظام الأسد استغلت إسرائيل انشغال سورية بصياغة مستقبلها المنشود؛ وشنت مئات الغارات الجوية على البلاد ما أدى إلى تدمير معظم مقدراتها العسكرية والاستراتيجية، وسط احتلال بري لقرى ومدن في الجنوب.

وتعاملت تل أبيب مع السقوط السريع بوصفه نتيجة مترتبة عن الضربات التي وجّهتها إلى حزب الله وإيران وانشغال روسيا بالحرب ضد أوكرانيا، وهي الجهات التي كانت حليفة للنظام السابق، وقد مرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هذه الخلاصة في أكثر من تصريح له، عندما قال إن "الضربات التي وجهناها إلى حزب الله وإيران أسهمت في سقوط نظام الأسد".