استمع إلى الملخص
- يهدف القصف إلى إبقاء الجنوب السوري منطقة غير مستقرة تعتمد على المساعدات، مع تزايد الخوف بين السكان المحليين، حيث يعتبر استهداف المحافظة رسالة بأن إسرائيل تتحكم بأمن المنطقة.
- التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، خاصة بعد سقوط نظام الأسد، تعكس استراتيجية قديمة لضمان أمن إسرائيل، وسط غياب الضغوط الدولية لكبح هذه العمليات.
في أول استهداف عسكري إسرائيلي مباشر لمدينة السلام (البعث سابقا) وسط مدينة القنيطرة منذ سقوط نظام بشار الأسد، تعرّض محيط مبنى المحافظة المؤقت لقصف إسرائيلي بقذيفة مدفعية بعد ظهر اليوم السبت، بالتزامن مع توافد الأهالي لتهنئة المحافظ بعيد الفطر. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن أضرار الاستهداف اقتصرت على الماديات ولم ينجم عنها وقوع أي خسائر بشرية، موضحة أن ذلك يعكس سياسة "الترهيب الممنهج" التي تنتهجها إسرائيل في الجنوب السوري، منذ سقوط حليفها الأسد (على حد تعبيره).
وعلق الناشط محمد بكر، وهو من أهالي المنطقة، في حديث لـ"العربي الجديد" قائلا: "إن إسرائيل تريد إبقاء الجنوب السوري منطقة مُهَشَّمة، تعتمد على المساعدات، وغير قادرة على الاستقرار وإن القصف اليوم رسالة بأنها تتحكم بمفاصل الحياة هنا". وأضاف: "كل يوم نسمع دوي انفجارات. أطفالي يخافون من الذهاب إلى المدرسة. القصف اليوم كان الأقرب إلى بيوتنا". وأردف: "المحافظة رمز السلطة. واستهدافها يعني أن لا حصانة لأحد. إسرائيل تريد أن تقول: نحن من نتحكم بأمن المنطقة".
ولفت ناشط حقوقي، فضل عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد" إلى أن "التغطية الإعلامية الضعيفة والصمت الدولي المطبق يبدوان مقصودين، وأن حجب جرائم إسرائيل في سورية يبدو متعمدا، فهكذا تريد الإدارة الأميركية". وتابع: "بينما يُعلن الجيش الإسرائيلي أن موعد الانسحاب غير مدروس في الوقت الحالي، يبدو أن المنطقة دخلت دوامة جديدة من العنف".
وشكّلت التوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، وخاصة في محافظة القنيطرة، امتداداً لاستراتيجية قديمة تعود إلى احتلال هضبة الجولان عام 1967. ومع سقوط نظام الأسد، بدأت هذه التوغلات تأخذ مرحلة جديدة، حيث تحوّل الجنوب السوري إلى ساحة مفتوحة للتصعيد الإسرائيلي تحت ذرائع "مواجهة خطر الإرهاب" و"ضرب البنى التحتية العسكرية لضمان أمن إسرائيل".
وخلال الأشهر الأخيرة، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على المواقع العسكرية في سورية ودمرت 80% من القدرات العسكرية السورية. هذه العمليات، التي تمت دون أي مساءلة دولية، تعكس سياسة "الترهيب الممنهج" التي تتبعها إسرائيل لفرض واقع أمني جديد في المنطقة، وإبقاء الجنوب السوري منطقة غير مستقرة. حيث يبدو أن الجنوب السوري سيظلّ رهينة لهذه المعادلة الأمنية المعقدة، في غياب الضغوط الدولية لكبح هذه التوغلات.