زعم الاحتلال الإسرائيلي، في إطار عدوانه المتواصل لليوم العاشر على التوالي على قطاع غزة، أن قواته حاولت في مناسبتين خلال هذه الفترة اغتيال قائد "كتائب عز الدين القسام"، محمد الضيف، إلا أنه نجا من ذلك.
وأورد موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن الناطق باسم جيش الاحتلال، هيدي زيلبرمان، قوله، اليوم الأربعاء "أعتقد أنه (الضيف) يعرف ذلك الآن"، من دون تقديم أي تفاصيل بشأن تلك الادعاءات، فيما أشار الموقع إلى أن القصف الذي استهدف الضيف تم يوم الاثنين الماضي بدون الكشف عن مكانه.
وتحاول إسرائيل تبرير عدوانها على قطاع غزة المحاصر، بكونها تشن حربا ضد حركة "حماس"، التي يقود الضيف ذراعها العسكرية "كتائب القسام"، وتزعم بأن هدفها الأول هو القضاء على قادة "حماس"، الذين يوجد بينهم الضيف، وكذلك قادة "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي".
والضيف هو من بين القادة الذين تحاول تل أبيب القضاء عليهم، وحاولت أجهزة الاحتلال الاستخباراتية والعسكرية على مدى 25 سنة تصفيته أكثر من خمس مرات وفشلت في ذلك، وقد زعمت أنه في إحدى محاولاتها تلك تعرّض لإصابات بليغة، فيما قتل الاحتلال الإسرائيلي زوجته وطفله الرضيع وابنته ذات الثلاث سنوات ودمر بيته خلال العدوان السابق على غزة في 2014.
والأحد الماضي، قال "قائد المنطقة الجنوبية" في جيش الاحتلال، اليعازر توليدانو، إن الضيف وكذلك قائد "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، يمكن أن يتم استهدافهما بضربات إسرائيلية.
وأعلن توليدانو، في مقابلة مع "القناة 12" الإسرائيلية: "محمد الضيف ويحيى السنوار كانا وما يزالان من بين أهداف إسرائيل".
وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، قد قال، في مقابلة مع موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية والسنوار، على رأس قائمة المرشحين للاغتيال.
وزعم أن حكومته رفضت كل عروض وقف إطلاق النار حتى استنفاد بنك الأهداف الذي وضعته، لا سيما ضمان تأمين المستوطنين في منطقة "غلاف غزة".
والسنوار، أو "أبو إبراهيم"، كما يناديه المقربون منه، وُلد في مخيم خان يونس للاجئين، جنوبي قطاع غزة، لأسرة من مدينة المجدل في فلسطين التاريخية، وتم أسره عدة مرات في السجون الإسرائيلية، وشغل مناصب قيادية داخل السجون.
وفي عام 1988 أُسر السنوار، وحُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات، وأفرج عنه في 2011 خلال صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، والتي تم بموجبها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المتحجز في غزة، جلعاد شاليط، مقابل 1027 أسيراً وأسيرة.
في المقابل، اعتبر الصحافي إبراهيم المدهون، الذي تقدمه الأوساط الإسرائيلية على أنه مقرّب من قادة "حماس" العسكريين، أن الادعاءات الإسرائيلية تندرج في إطار حرب نفسية يقودها الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك لتجميل صورة رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الحالي، أفيف كوخافي، الذي تهاوت هالة التقدير والإعجاب التي كانت تحيط به بفعل العدوان.
ونشر المدهون تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" اليوم، جاء فيها: "بعد نشر الاحتلال أكذوبة محاولة اغتيال محمد الضيف، نؤكد من مصادر موثوقة في قيادة كتائب القسام، أن القائد أبو خالد الضيف لم يتعرض لأي محاولة اغتيال خلال معركة سيف القدس"، مضيفا أنه "يقود معركته باطمئنان وتحكّم وسيطرة، وما إشاعة محاولة اغتياله إلا حرب معنوية، لترميم صورة كوخافي الفاشلة".
بعد نشر الاحتلال أكذوبة محاولة اغتيال #محمد_الضيف، نؤكد من مصادر موثوقة بقيادة #كتائب_القسام، أن القائد لبغ=علم أبو خالد الضيف لم يتعرض لأي محاولة اغتيال خلال معركة #سيف_القدس
— إبراهيم المدهون غزة (@ibmadhun) May 19, 2021
ويقود معركته باطمئنان وتحكم وسيطرة، وما إشاعة محاولة اغتياله إلا حربا معنوية،لترميم صورة كوخافي الفاشلة.