إسرائيل ترسل وفد عمل فقط إلى الدوحة: لا تكليف بالتفاوض حول الجولة الثانية لاتفاق غزة

07 فبراير 2025
نازحون يعودون إلى مدينة غزة رغم الدمار الكبير، 2 فبراير 2025 (علي جاد الله/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة: قررت إسرائيل إرسال وفد من الموساد والشاباك إلى الدوحة للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مع التركيز على تنفيذ المرحلة الحالية دون التفاوض على المرحلة الثانية.

- التحديات والقلق الإسرائيلي: هناك قلق من ردود فعل سلبية قد تعرقل الصفقة، وتأخير من حماس بسبب إعلان ترامب عن مشروع ترحيل سكان غزة، وتسعى إسرائيل للحصول على قائمة المحتجزين.

- شروط نتنياهو للمرحلة الثانية: تشمل نزع سلاح غزة، إطلاق سراح المحتجزين، نفي قيادة حماس، ومنع مشاركتها في إعادة الإعمار، مع تهديدات بانسحاب بعض الأطراف من الائتلاف الحكومي.

الوفد يصل إلى الدوحة السبت ويضم مسؤولين من جهازي الموساد والشاباك

الوفد لن يناقش سوى استكمال المرحلة الأولى من الصفقة

تدني مستوى الوفد يشير لرغبة نتنياهو تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ إسرائيل سترسل وفد عمل فقط إلى المفاوضات غير المباشرة بشأن استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة في الوقت الحالي. وسيتوجه الوفد إلى العاصمة القطرية الدوحة غداً السبت، بحسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، وأضاف أن الوفد يتضمن مسؤولين من جهازي الاستخبارات (الموساد)، والأمن العام (الشاباك)، من بينهم مسؤول متقاعد من الشاباك. وعادة ما يجري إجراء المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس من قبل وفود يرأسها رئيس الموساد ديفيد برنيع. لكن إرسال وفد من رتبة أدنى قد يشير إلى أنّ نتنياهو يريد تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

ومع ذلك، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين بأنّ الوفد الذي سيتم إرساله هذا الأسبوع ليس مكلّفاً بالتفاوض حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، بل هو مخصص لتوضيح التفاصيل المتعلقة بتنفيذ المرحلة الحالية، كما قالت صحيفة يسرائيل هيوم، إن الوفد سيغادر إلى الدوحة للتفاوض على المرحلة الثانية من الصفقة سيتكون من مستوى منخفض، ومعظم أعضائه أشخاص جدد لم يكونوا في الجولات السابقة في قطر، ودون قيادة رئيس "الشاباك" رونين بار أو رئيس "الموساد" ديفيد برنيع، وأيضاً دون وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الذي من المفترض أن يحل محلّهما.

ونقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي لم تسمّه، قوله إنّ "هناك خشية من أن تكون ردة فعل الطرف الآخر بشأن مدى جدية الخطوة شديدة، وربما حتى تعرّض استكمال المرحلة الأولى من الصفقة للخطر". وأضافت الصحيفة العبرية، أنه من المقرر بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة في الدوحة، ولكن في الواقع لا يوجد لدى الفريق الإسرائيلي الذي سيغادر أي تفويض للمضي قدماً. وبحسب المصدر السياسي فإنه "لا يحظى بثقة كبيرة لدى الجانب القطري، نظراً لأن الفريق لم يكن حتى الآن في قطر". ووفقاً لقرار المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) فإنّ المحادثات الجدية يمكن أن تبدأ فقط بعد أن يجتمع المجلس لمناقشة الموضوع، في وقت يرفض أعضاء فيه، منهم الوزير بتسلئيل سموتريتش، المضي بمرحلة ثانية من الصفقة.

وفي السياق، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، أنه إذا "خرجت البعثة بالفعل إلى قطر، فإن محور المحادثات سيكون استمرار تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة". وفي الوقت نفسه، نقلت عن مصدر في فريق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قوله، إنّ "توجه البعثة ليس مؤكداً، وفي جميع الأحوال، فإنها تعتبر بعثة على مستوى مهني". ونقلت عن مسؤولين مطّلعين على المفاوضات، لم تسمّهم، أن "هناك اتفاقاً مع الأميركيين على الأهمية الكبيرة لإدارة مفاوضات جادة بشأن المرحلة الثانية، والمضي قدماً وبقدر المستطاع نحو هذه المرحلة".

وأشارت ذات الصحيفة، إلى وجود قلق في دولة الاحتلال من احتمال تأخير حركة حماس تنفيذ الدفعة الجديدة من الصفقة غداً السبت، بسبب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروعه لترحيل سكان قطاع غزة. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله "هناك خشية من أن حماس لن تنفّذ الصفقة". ومع ذلك، يُنتظر الاحتلال اليوم الحصول على قائمة أسماء المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات آلية تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الاثنين الماضي؛ أي في اليوم 16 من سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وفي هذه المرحلة التي كان متوقعاً أن تستمر لمدة ستة أسابيع أخرى، ستضمن تبادل جميع المحتجزين المتبقين مع الأسرى، وستنسحب القوات الإسرائيلية تماماً من قطاع غزة.

 
شروط نتنياهو في المرحلة الثانية من اتفاق غزة

في غضون ذلك، أشارت مصادر تحدّثت مع نتنياهو خلال زيارته الدبلوماسية لواشنطن إلى أنه يرغب في تمديد المرحلة الأولى من الصفقة وإطلاق سراح المزيد من المحتجزين مقابل إطلاق سراح أسرى. ومع ذلك، تقول وسائل إعلام عبرية، منها "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو يضع عدة شروط بالنسبة للمرحلة الثانية من الصفقة، على رأسها نزع سلاح قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، ونفي قيادة حماس، وعدم مشاركة الحركة في إعادة إعمار القطاع.

ومن أسباب عدم رغبة نتنياهو الوصول إلى المرحلة الثانية، الحفاظ على ائتلافه الحكومي، في ظل تهديد أطراف فيه بالانسحاب إن خرجت المرحلة الثانية إلى حيز التنفيذ. وكما أوضح في مقابلة أجراها، أمس الخميس، مع شبكة فوكس نيوز الأميركية، فإنه تبنى خطة الترحيل التي طرحها الرئيس ترامب. في وقت ألمحت مصادر مقرّبة من نتنياهو، إلى أنّ الأخير كان شريكاً في وضع الخطة التي تحدّث عنها ترامب قبل زيارته واشنطن، وقام بذلك من خلال وزير الشؤون الإستراتيجية المقرّب منه، رون ديرمر.

ويترقب الاحتلال الإسرائيلي إعلان حركة حماس المرتقب اليوم الجمعة، عن أسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين ستشملهم الدفعة الخامسة من الصفقة. في وقت صادقت حكومة الاحتلال أمس، في تصويت طارئ عبر الهاتف، على تغيير في أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم في ذات الدفعة السبت. وعارض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير التربية والتعليم يوآف كيش القرار، بينما أيّده باقي الوزراء. وعزا الوزير كيش معارضته إلى أنّ "الطلب كان للموافقة عبر الهاتف دون مناقشة الأسباب والتفاصيل المتعلقة بالمخربين (على حد وصفه)". وقال إنه "يخشى أن يكون المقصود هو إطلاق سراح أسرى من غير الصحيح استبدالهم"، ولذلك عارضه.

المساهمون